السلام عليكم:
اخوتي...أرجو منكم أن تشرحوا لي عمل اسم الفاعل..فلا أستطيع أن أتعرف على الاسم الذي بعده هل يرفعه فاعلا له أم يأخذه مفعولا له منصوب(أرجو التمثيل لذلك)؟؟
الجواب
إليك هذا الدرس من كتاب معجم القواعد العربية ؛ للشيخ عبدالغني الدقر .
تعريف اسم الفاعل:
هو ما دل على الحدث و الحدوث وفاعله كـ "ذاهب" و "مكرم" و "مسافر" واسم الفاعل حقيقة في الحال، مجاز في الاستقبال والماضي .
عمل اسم الفاعل:
يعمل اسم الفاعل عمل الفعل المضارع في التعدي واللزوم .
وهو قسمان :
1ـ ما فيه "أل" ("أل" في اسم الفاعل والمفعول العاملين : اسم موصول) الموصولة .
-2 والمجرد من "أل".
وهاك التفصيل :
ما فيه "أل" من اسم الفاعل :
أما ما كان فيه "أل" الموصولة من أسماء الفاعل فيعمل مطلقا ، ماضيا كان أو غيره ، معتمدا ( أي معتندا على نفي أو استفهام إلخ . كما سيأتي قريبا ) أو غير معتمد ، لأنه حال محل الفعل ، والفعل يعمل في جميع الأحوال نحو "حضر المكرم أخاك أمس أو الآن أو غدا" فصار معناه : حضر الذي أكرم أخاك ، ومثله قوله تعالى : { والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة } ( الآية "162" من سورة النساء "4" ) وقال تميم بن أبي مقبل:
يا عين بكي حنيفا رأس حيهم * الكاسرين القنا في عورة الدبر
وقد يضاف اسم الفاعل مع وجود أل الموصولة ، وقد قال قوم ترضى عربيتهم : "هذا الضارب الرجل". شبهوه بالحسن الوجه ، وإن كان ليس مثله في المعنى. قال المرار الأسدي:
أنا ابن التارك البكري بشر * عليه الطير ترقبه وقوعا
فالبكري : مفعول للتارك ، فأضيف إليه تخفيفا ، ومن ذلك إنشاد بعض العرب قول الأعشى:
الواهب المائة الهجان وعبدها * عوذا تزجي بينها أطفالها
اسم الفاعل المجرد من أل .
وأما المجرد من "أل" فيعمل بثلاثة شروط :
(أحدها) كونه للحال أو الاستقبال لا للماضي (خلافا للكسائي، ولا حجة له في قوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} لأنه على إرادة حكاية الحال الماضية ، والمعنى: يبسط ذراعيه بدليل ؛ ونقلبهم ولم يقل وقلبناهم ).
(الثاني) اعتماده على استفهام ، أو نفي أو مخبر عنه ، أو موصوف، ومنه الحال.
فمثال الاستفهام "أعارف أنت قدر الإنصاف" ومنه قول الشاعر:
"أمنجر أنتم وعدا وثقت به"
ومثال النفي: " ما طالب أخواك ضر غيرهما".
ومثال المخبر عنه ما قاله امرؤ القيس:
إني بحبلك واصل حبلي * وبريش نبلك رائش نبلي
وقال الأخوص الرياحي:
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة * ولا ناعبا إلا ببين غرابها
ومثال النعت : "اركن إلى علم زائن أثره من تعلمه". ومثال الحال: "أقبل أخوك مستبشرا وجهه".
والاعتماد على المقدر منها كالاعتماد على الملفوظ به نحو " معط خالد ضيفه أم مانعه" أي أمعط ( بدليل وجود "أم" المتصلة فإنها لا تأتي إلا بسياق النفي ). ونحو قول الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنها * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
أي كوعل ناطح .
ويجب أن يذكر هنا أن شرط الاعتماد، وعدم المضي، إنما هو لعمل النصب، ولرفع الفاعل في الظاهر، أما رفع الضمير المستتر فجائز بلا شرط.
(الثالث) من شروط إعمال اسم الفاعل المجرد من "أل" ألا يكون مصغرا ولا موصوفا لأنهما يختصان بالاسم فيبعدان الوصف عن الشبه بالفعلية . وقيل: المصغر إن لم يحفظ له مكبر جاز كما في قوله:
"ترقرق في الأيدي كميت عصيرها". فقد رفع "عصيرها" بكميت فاعلا له ، وقيل يجوز في الموصوف إعماله قبل الصفة ، نحو "هذا ضارب زيدا متسلط" فمتسلط صفة لضارب تأخر عن معمول اسم الفاعل وهو زيد ا.هـ
أرجو الإفادة لكل من قرأه ؛ ولا تنسوا الدعاء لأخيكم .