هذه اجابة سؤالك يا يا أبا وائل نقلتها لك حرفيا من موقع الالوكة الذي أنصح لك بالإطلاع عليه والتسجيل فيه فإنه بحر من العلوم خاصة منتدياته وأرجو أن أكون قد وفقت لذلك
الإجابة نصها للاسترباذي في منتديات الالوكة
وها هي
السلام عليكم ورحمة الله
سؤال قيّم، وملاحظة جيدة، أما عن قولهم فأظن أن مقصودك هم النحاة، وقد
وُجدَ كثيرون ممن قالوا بمثل هذا، ولتنظر شرح الكافية للرضي للإفادة.
لكن القضية معكوسة، يدلّك على ذلك أنهم جعلوا تنوين المقابلة وهو تنوين
يدخل جمع المؤنث السالم لمقابلة النون في المذكر السالم، بينما يذكرون
النون في المذكر السالم على أنها معتقب الإعراب(يعني ما يأتي بعد حرف
الإعراب على خلاف في التسمية)، ورغم أن النون في الجمع -والمثنى مثله-تشبه
التنوين إلا أنها لا تأخذ من معاني التنوين شيئا، وقد وجدت نصاً للرضي في
شرح الكافية يفيدك في التفريق بين الأمرين إذ يقول:
((أما نون المثنى والمجموع، فالذي يقوى عندي، كأنه كالتنوين في الواحد في
معنى كونه دالاً على تمام الكلمة، وأنها غير مضافة، لكن الفرق بينهما أن
التنوين مع إفادته هذا المعنى يكون على خمسة أقسامٍ كما مرَّ، بخلاف النون
فإنه لا يشوبها من تلك المعاني شيءٌ))ج1 ص87.
وهناك نص مشابه يقول فيه
(فالنون في جمع المذكر قائم مقام التنوين التي
في الواحد في المعنى الجامع لأقسام التنوين فقط وهو كونه علامة تمام الاسم
وليس في النون شيء من معاني الأقسام الخمسة المذكورة فكذلك التنوين التي
في جمع المؤنث السالم علامة لتمكام الاسم فقط وليس فيها أيضا شيء من تلك
المعاني)) ج1 ص46
ويقول ابن يعيش في شرح المفصل
(وأما النون فعوضٌ عن الحركة والتنوين اللذين كانا في الواحد))ج3 ص220.
أما القاعدة التي ذكرتها فهي صادقة على العوض في النون عن التنوين من حيث
أن النون تأخذ حكم التنوين في دلالته على تمام الاسم وعدم إضافته، ولذلك
كان التنوين في جمع المؤنث مقابلا للنون في جمع المذكر فإذا أضيفا حذف كل
واحد منهما، بخلاف التاء التي في جمع المؤنث فإنها تبقى في الإضافة، ولذلك
يقول ابن يعيش
(وإنما حذفت هذه النون في الإضافة لأنها عوضٌ من الحركة
والتنوين اللذين كانا في الواحد، والتنوين يحذف مع الإضافة فحذفت النون
ههنا كحذفه. فإن قيل:فإذا كانت النون عوضا من الحركة والتنوين جميعا، فما
بالها تحذف مع الإضافة مع ثبوت أحد بدليها وهو الحركة؟ قيل: لما ثبتت مع
الألف واللام مع حذف أحد بدليها وهو التنوين حذفت مع الإضافة مع ثبوت أحد
بدليها وهو الحركة ليعتدلا. فإن قيل:فهلاّ عُكس الأمر فيهما؟ فالجواب أن
الإضافة تقتضي الاتصال، لأن المضاف إليه داخل في المضاف من تمامه، والنون
تفصل الاسم مما بعده، فكان إثبات النون مع الإضافة نقضاً للغرض بالإضافة،
والألف واللام يفصلان الاسم مما بعده لأنهما يمنعان الإضافة على حدّ منع
النون(يقصد منعها للإضافة) فكأن في ثبوت النون مع الألف واللام تقريراً
للمعنى وتأكيدا له من غير تدافعٍ.)) ج3 ص220-221.