حينما يخطأ الكبار !!

حينما يخطأ الكبار !!





لا أدري لماذا لا يمجد أحد الخطئية ... اقصد المغالطات التي يقع فيها فرد له تاريخ وباع في حياته ، على الأقل إن كانت

هذه الخطئية أو لنقل الخطأ حتى لا نتوه سبـبا في سقوط رجال عجزت عن مجابهتهم اعتى الشخصيات والكريزميات عبر

التاريخ ! ..

نابليون تلك الشخصية التي حملت لفرنسا أولا ثم اوروبا ثانياً مبادئ قامت عليها اكبر واعظم المنظمات في تاريخ البشرية

فهو من أقام الثورة من أجل الثورة ، اقصد الحرية والمساواة انتهى به المطاف بأن يوصف بالغبي والساذج حين اقبل على

معركة مطموسة المعالم انهت مشواره الحافل ألا وهي معركة واترلو 1815 بصحراء سيبيريا الجليدية طبعا !

ليعود بعدها يجر خيبة أمله وفشله التاريخي متنازلا عن عرشه وعن سلطانه وليفتح كتب وصفحات لم تغلق ليومنا هذا

مفادها اصطياد مغالطات وهفوات العظماء ....

خطأ نابليون المدون في صحيفة تاريخه لم يمر مرور بقية الأحداث والإنجازات العابرة بل شابه الوباء الذي له أثاره على

جسم الإنسان .. فسوء حظ هتلر جعله يقع في مثل الخطئية ويخسر هو الآخر نفس المعركة بنفس الساحة بسيبيريا ليصنف

جاهل عديم الإطلاع على التاريخ لأنه لم يتعلم من درس نابليون القاسي !

فهل نابليون احمق؟ وهل فعلا هتلر جاهل ؟

لا يمكننا الجزم بحماقة ذا ولا جهل ذاك بقدر ما يمكننا الفصل بأن خـــطأ العظماء لدى التاريخ جريمة لا تغفر ، ولعل سمــة

التدوين الحديث التي اتاحت بجانب النقل الموضوعي حرية الإنتقاد فسحت للأقلام ذات القلوب المظلمة والافكار الحـاقدة أن

تجرح هذه الذوات وتجعل منها مسخرة تاريخية ... ولأن التاريخ ينصف من يبحث فيه ويتمعن في تناقضاته فإن أمثال هؤلاء

لا يمكنهم أن يصلوا الى مبتغاهم بهذه السهولة طالما أن الباحث والمطلع الواعي يعلم أنها طعنات وسلخات للسكاكين لقت

جثث لعظماء اخطأو في يوم ما !



دمتم بود