ملخص لما جاء في الكتاب عن المسألة الثانية
المسألة الثانية : (المسكية)
((ليس الطيبٌ إلا المسكـُ))
وسميت بالمسألة المسكية نسبة إلى كلمة (المسك ) التي دار حولها الخلاف ،
وهذه هي المسألة الثالثة من (المسائل العشر المتعبات إلى الحشر ) وهي من
تأليف (أبي نزار) الملقب بــ (ملكـ النحاة).
يرى أبو نزار أن في تخريج المسألة وجهين هما :
01-أن (ليس الطيبُ) ليس واسمها ، و(إلا) ناقضة للنفي و (المسكُ) مبتدأ خبره
محذوف تقديره : (ليس الطيب إلا المسكـُ أفخـَرُهُ) والجملة من المبتدأ
والخبر في محل نصب خبر ليس ,
02-والوجه الآخر هو أن تكون (إلا) بمعنى غير وذلك وجه في (إلا) معروف والتقدير : (ليس الطيبُ غيرُ المسك مفضلا أو مرغوبا فيه )....
• وقد رد على الوجهين الإمامُ محمد بن طولون رحمه
الله مُعنفا بعدما شنع على أبي نزار ما وقع فيه من تخبط في أثناء ذكر
المسألة وهو ينسب قولين – على غير وجههما –لسيبويه والسيرافي قائلا :
-إن تقدير خبر المبتدأ ب (أفخره) لا يقتضيه اللفظ ولا يدل عليه .
-وأن تقديره -في الوجه الآخر- (إلا) بمعنى (غير) يشير إلى أنها وما بعدها
صفة لــ(الطيب) على حد قوله عز وجل (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا
اللَّهُ لَفَسَدَتَا) الأنبياء:22 . أي غير الله ، وجعل الخبر محذوفا –
مفضلا، مرغوبا فيه– فيكون المعنى : أن الطيب لا يرغب الناس فيه وإنما
يرغبون في المسك ؛ لأن هذا هو تقدير قوله : (ليس الطيب غيرُ المسك مرغوبا
فيه) ....
ويخاطب أبا نزار غاضبا فيقول :
ولو وجهت – أيها المتعسف – هذه المسألة على ما وجهه النحويون لأرحت واسترحت ، وهو أن تجعل (الطيب) اسمَ ليس ، و (إلا المسكُ) بدل منه ، والخبر محذوف تقديره : (ليس في الدنيا الطيبُ إلا المسكُ (وعلى ذلك حملوا قول الشاعر :
لهفي عليكــ للهفة من خائف .... يبغي جوارك حين ليس مجيرُ
يريد حين ليس في الدنيا مجيرُ .
اقتباس:
- اقتباس :
و (إلا المسكُ) بدلٌ منه [/size ] |
هكذا ورد في الكتاب بالرفع ؛ لعله على سبيل القطع وإلا فالنصب أولى [size=21]
*وظاهر قول المؤلف أنه يعرض لنا رأيا آخر يـُتوهم في البداية أنه يميل
إليه وذلك ليس صحيحا لأنه سيناقشه في النهاية ويبين رفضه له .- وقد أجاز أبو علي الفارسي أن تكون اللام زائدة –
يقصد (ال) أداة التعريف – في كلمة (الطيب) ، فيكون التأويل (ليس في الوجود طيبٌ إلا المسكـُ (
-
كما أن لأبي علي الفارسي تخريجات أخرى هي :
-
أحدها أن في (ليس) ضمير الشأن ، ولو كان كما
زعم لدخلت (إلا) على أول الجملة الاسمية الواقعة خبرا فقيل (ليس إلا الطيب
المسك) .... ، فأجاب –
أبو علي الفارسي – بأن (إلا) قد توضع في غير موضعها مثل قوله تعالى : (إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا) الجاثية 32 .
أي : إن نحن إلا نظنه ظنا .
-ا
لثاني :أن (الطيب) اسمها وأن خبرها محذوف أي في الوجود وأن (المسك) بدل من اسمها .
ا
لثالث : أنه كذلكــ - أي مثل الوجه الثاني الذي
ذكر آنفا – ولكن (إلا المسك) نعت للاسم ؛ لأن تعريفه تعريف الجنس أي :
(ليس طيب ٌ غير المسكـ طيبا)
*
لقد أورد المحقق ما جاء في كتب المناظرات والمجالس من أن عيسى بن عمر الثقفي سأل أبا عمرو بن العلاء عن هذه المسألة فأجابه عمرو قائلا : (نمت يا عيسى وأدلج الناس ، ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب وليس في الأرض تميمي إلا وهو يرفع )
ولعل الإمام محمد بن طولون يرجح ما نقل عن أبي عمرو بن العلاء ؛ لأنه قال في آخر الحديث عن المسألة : (وما تقدم من نقل أبي عمرو أن ذلك لغة تميم يرد هذه التأويلات ) .
والله أعلم .