حوار مع الشيخ المقرئ بشير مغيلي الحائز على المرتبة الثانية عالميا في القرآن الكريم

و الــصلاة و السلام على خير المرسلين

أعضاء منتدانا الغالي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


يشرفني أن أتقدم إليكم بهذا الحوار الذي جمعني بالشيخ المقرئ : بشير مغيلي ، والذي أشكر له صبره معنا وقبوله لإجراء هذا الحوار ، وذلك تزامنا مع فوزه بالمرتبة الثانية عالميا في مسابقة القرآن الكريم التي مثل فيها الجزائر في دولة مصر الشقيقة ، وقد كان الحوار شيقا وممتعا في الوقت نفسه فجزاه الله عنا ألف خير وزاده بسطة في العلم والجسم ورزقه سعادة الدارين ، كما نسأل من الله القدير أن يوفقنا وإياه للعمل بكتابه العظيم ويجعلنا ممن يكون لهم شفيعا يوم القيامة




حوار مع الشيخ المقرئ : بشير مغيلي الحائز على المرتبة الثانية عالميا في مسابقة القرآن الكريم







01- من يكون بشير مغيلي ؟

بشيربن الحاج محمد مغيلي : من مواليد 4/8/1989 الموافق ل 1/1/1410هـ
قصبة السيد تيمقطن أولف إدرار، متحصل على ليسانس لغة ودراسات قرآنية جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة ، و مجاز في رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق .



02- كيف كانت مسيرتك مع القرآن الكريم ؟
بدأتُ حفظ القران الكريم منذ الصغر في الكـُتاب كباقي الأطفال تقريبا من السن السابعة ، لكن كانت الانطلاقة الحقيقية منذ سن 14 وأكملت الحفظ في سن السابع عشر وأنا في السنة الثانية ثانوي آنذاك.
وقد حفظت القران على يد ثلاثة أئمة توالوا على المدرسة القرآنية لمسجد قتادة بن النعمان ، لكن الحفظ الحقيقي كان على يد الإمام المتقن : طالبي مبارك من تيطاوين الأخراس



03-كيف كان تعليمك النظامي بالموازاة مع التعليم في الكتاب (أقربيش) ؟
؟

لقد كان للقران الكريم أثر كبير في حياتي كلها وحياتي الدراسية بشكل خاص ، ولم تكن أي دراسة تعيق أختها فقد كنت أخصص العطلة الصيفية للحفظ ، فإذا ما بدأ الموسم الدراسي أتفرغ للدراسة النظامية مع مراجعة الورد المخصص لكل يوم مع استغلال آخر الأسبوع وهكذا الأمر في ثلاث سنوات التي حفظت فيها القران .



04-هل كان تخصصُ اللغة والدراسات القرآنية التخصصَ الذي ترغب فيه منذ الصغر أم أنه من قبيل المصادفة بعد نجاحك في امتحان الباكالوريا ؟
لا كان الأمر موافقا للرغبة تماما فعندما سجلت في جامعة الأمير عبد القادر سعيت لتغيير الجامعة من أجل دراسة اللغة ولما علمت أن في الجامعة تخصصا بهذا العنوان ألغيت تحويلي ومكثت في الجامعة وكان نعـْمَ التخصصُ



05-لقد ذكرتَ أنك مجاز في رواية ورش ، فمن أجازك في هذه الرواية وهل لك إجازات في روايات أخرى ؟
أجازني في رواية ورش شيخٌ شاب اسمه عبد الرحيم بوقطة من ولاية ورقلة ، وقد ختمت عليه في شهر رمضان وكانت البداية في الشهر نفسه أيضا ، نظرا لسعة الوقت في هذا الشهر المبارك ، أما بخصوص بقية القراءات فليس لي إجازة فيها .



06-هل يعود الفضل في إتقانك لأحكام التجويد لما درسته في الجامعة باعتبار التخصص أم هناك شيخ آخر تعلمت على يده أحكام التجويد ؟
فيما يخص أحكام التجويد فلم أتعلمها من الشيخ الذي حفظت على يده القرآن الكريم ، بل من عدة شيوخ كان لهم الفضل الكبير علي ، وأذكر منهم الشيخ الأستاذ محمد بن عبو أستاذ بإكمالية إسماعيلي الشريف أين كانت أول بداياتي مع علم التجويد ، ثم على يد المتقن مولاي أحمد بن محمد اينغر تمنراست ثم على يد الفقيه محمد من ولاية أدرار وأخيرا على يد الشيخ عبد المطلب بن عاشورة من ولاية ورقلة .



07-لنعد إلى أهم حدث تعيشه الآن وهو فوزك بالمرتبة الثانية في المسابقة العالمية للقرآن الكريم التي نظمت في مصر. هل تذكر لنا ملابسات الحدث بدءا بالظروف إلى المشاركة فالتتويج ؟
بالتاكيد هناك مراحل فالمسابقة فيها أطوار، أولها أن تكون الأولَ على ولايتك وأنا كنت أمثل ولاية قسنطينة في ثلاث مرات نظرا لبعد الجامعة عن ولايتي أدرار وبعدها تـُشارك في مسابقة المولد النبوي الشريف في العاصمة بالمحمدية فتتسابق مع ممثلي الولايات ويصل عددهم إلى 60 متسابقا وفي بعض الأحيان يكون العدد أكثر، فيختارون 15 متسابقا فهولاء تـُجرى لهم مسابقة علنية ومحكمة لاختيار أحسن خمسة حـُفاظ لكي يـُمثلوا الجزائر في المسابقات الدولية فكنت من بين أولئك الخمسة ووقع علي اختيار الوزارة لتمثيل الجزائر في مصر.
وقبل الذهاب إلى مصر تـُجرى أيام تربصية لكل ممثلي الجزائرفي المحافل الدولية لكي يكونوا على أتم الاستعداد .
أما عن ملابسات الحدث فقد انطلقت الطائرة من الجزائر العاصمة إلى مصر في يوم 16 من رمضان الأخير زوالا وأفطرتُ في القاهرة ، وكان الافتتاح في اليوم الثاني في الأزهر الشريف الذي شُرفنا برؤيته وانطلقت المسابقة على مدى 09 أيام ومن الطـُرف التي حصلت هنالك: أن التنقيط الكامل كان 100/100 وكل المتسابقين لم يتجاوزوا 90/100 فلما جاءت المصرية فسألوها فلم تخطئ فأعطوها تنقيط 90/100 فلما قرأتُ في اليوم الموالي أخذتُ تنقيط 91 ونصف فانتزعت المزتبة الأولى مؤقتا قبل أن يأتي زميلي هشام من سوريا ويسحب البساط من تحتي والحمد لله رب العالمين



08- وكيف كان شعورك آنذاكــ ؟

في واقع الأمر لما رأيت في شاشة الفندق صورتي في الترتيب الثاني بعد زميلي هشام السوري ، لم أصدق رغم أنه أخبرني بها فبل الإعلان زميلي من الأردن لكن لم أصدقه حتى رأيتها بعيني وفعلا انتابني شعور لا يصدق وان كنت أحب ألا أعبر عن فرحتي أكثر من حدها فقد أخبرت بذلك أصدقائي في الفايسبوك ومن ثم سبقتني البشارة إلى أهلي وجميع معارفي في الوزارة وولاية قسنطينة التي تعد ولايتي الثانية دون منازع .



09- الشيخ بشير وأنت من حملة كتاب الله العزيز . ما الآية التي تستوقفك دائما وتؤثر فيك ؟
طبعا الآيات كثيرات جدا ، لكن الآيات التي فيها إظهار لقدرة الله وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء فلا معقب لحكمه تشد انتباهي كثيرا وتجعلني أراجع حساباتي معه سبحانه ومنها قوله تعالى :"وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَالْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ" الزُمر(47).



10-ما الشيء الذي يطمح إليه الشيخ بشير في المستقبل ؟
أرجو من الله أن يوفقني لأنفع والدي ووطني وأن أبني أسرة قرآنية بحق ، كما أرجو من الله العلي القدير أن أكون إماما للحرم ولو لأيام



كلمة أخيرة ::
أشكر لك أنت شخصيا على ما تقوم به من عمل ، وأوجه للشباب الجزائري نصيحة وهي:
أن يعلو بهمته وأن يسعى وراء تقديم النفع لأمته وألا يكون عالة عليها وألا ينجروا – الشباب - وراء دعايات الغرب دون نظر ودون تمحيص












قام بإعداد هذا الحوار:
الشريف الجرجاني

إلى حين استضافة ضيف جديد في منتدانا، نترككم في رعاية الله و حفظه

السلام عليكمـ

تحيــــــــــة طيبة مباركــــة

ــــــــــــــــ

أولا لا أدري كيف أشكر مشرفنا المتألق الشريف الجرجاني على لمساته المبدعـــة و التي تدل على تميز متميز يرقى لدرجة الامتياز ، فألف شكر لك على نشاطك الدؤوب و ننتظر أن يحذو بقية الأعضاء حذوك

أمــا عن ضيف منتدانا فهو فارس للقرآن بحق ، و كفاه فخرا أنه من حملة كتاب الله تعالى، فهو قدوة لشبابنا جميعا و رمز للطموح و الإصــرار و علو الهمـــة ، أسأل الله أن ينفعه بما علمه و أن يوفقه للعمل بالقرآن بعد أن حفظه و أبارك له نجاحه في تشريف صورة دولتنا الجزائر و بلدتنا العزيزة مدينة آولف و أرجو أن يواصل على نهج الصالحين السابقين.



و كعادتها ، تقف إدارة المنتدى وقفة اعتراف بالمجهودات المبذولــة و تمنح للمشرف الشريف الجرجاني:

200 نقطـــة إضافية لرصيده ، فهنيئا لك ، و ننتظر بقية الأعضاء ...

موفقونــــــ

السلام عليكم و رحمة الله

ليس عندي ما أعلق به على إبداع المشرف و شهرة المُستضَاف و جمال الأسلوب و بلاغة اللغة و روعة الموضوع سوى عبارة
(أدامكما الله ـ أنت و بشير المغيلي ـ ذخراً لمدينة أولف و زادكما بسطة في العلم و الجسم)

بارك ......... معذرة، فقد عجزت يدي عن إكمال ما كنت أود كتابته خوفاً من أنه لن يوفيك حقك يا الشريف الجرجاني ... فمعذرة مجدداً