شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السابعة و العشرون"

تمر بضعة أيام و يواصل شوقي حياته و هاجس الزواج يسيطر على أفكاره، إذ أن جميع أصدقائه القدامى و أصدقاء الطفولة و العمل كلهم أكملوا نصف دينهم، و لا يكاد يمر شهر إلا و يتلقى دعوة لحضور عرس صديق أو قريب، فأصبح يحس أنه ناقص و لا يمكنه أن يفتح قلبه لأي فتاة، و هذا ما انعكس عليه سلبا من خلال تصرفاته مع النساء.

تمر الأيام و تمضي و إذ بوالد شوقي يتعرض لوعكة صحية نقل على إثرها للمستشفى، كانت الأسرة جميعا بجانب الأب، و لحسن الحظ فقد تجاوز الأب مرحلة الخطر و لكن الطبيب أكد لهم أن ضغطه مرتفع و عليه تناول أدوية معينة مع نظام غذائي معين. مرت الحادثة بسلام، و لكنها لم تكن كذلك بالنسبة لشوقي، إذ أحس من خلالها بالخوف من المستقبل، فهو قد فقد أمه و لا يعرف إلا صورتها، و لا يريد أن يفقد أباه الذي يمثل له عطف الأم و رعاية الأب معا. بلغت الهواجس من شوقي مبلغ الوسوسة، فأصبح حريصا على صحة والده أكثر من والده نفسه، يُذكّره بمواعيد أخذ الدواء و ينصحه بقياس ضغطه مرارا، كما ينبهه من الأغذية المالحة.

لاحظ الأب قلق ابنه على صحته فطمأنه و طلب منه أن يركز على حياته و عمله، و لكن شوقي يرفض مطلقا مجرد فكرة أن يفقد والده في يوم ما، فهو يريد أن يتزوج و يرزق بأولاد يملؤون حياة جدهم سرورا، و لكن ما العمل؟

تمر الأسابيع ثم يشاء الله أن يتعرف شوقي على شابة حديثة العهد بالعمل، فكان يتعامل معها في البداية كغيرها من العاملات، حتى بدأ يلاحظ فيها صفاتٍ و أخلاق طالما تمناها في شريكة حياته. و بدون إذن منه دخلت الفتاة قلب شوقي و استقرت فيه، حاول شوقي أن يتخلص من هذا الشعور و أن لا يعطي لنفسه أملا بعيد المنال، فمن ستقبل بمعاق؟

حاول شوقي تارة و أخرى و كل يوم تكبر الفتاة في عينيه، حتى أصبح يحبها دون أن تلاحظ، فتمنى في نفسه لو يتقدم لخطبتها و يتزوجها، و لكن كيف يجرؤ؟ أما الفتاة فكانت ترى فيه عاملا كفؤا و نشيطا رغم إعاقته، لا أكثر. تعذب شوقي كثيرا بداخله و هو بين أحلام شبه مستحيلة و بين مخاوف أن تتزوج الفتاة غيره، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان ...

يتبع ...

.:: لمطالعة الحلقات السابقة اضغط هنا ::.

ايوا هادي حدث مالم يكن في الحسبان وحدة طانية
لقد تورط شوقي فعلا إنه الحب و ما يفعله بالرجل
كما قال الشاعر اذا لعب الرجال بكل شيئ ***رأيت الحب يلعب بالرجال

على الشوقي ألا يجعل إعاقته سبب في ركود حياته ومستقبله فالإعاقة إعاقة من الله فإذا ماحل

وقت الزواج وإكمال نصف الدين فهلم وتوكل على الله هو حسبه إن الله بالغ أمره.

إذا ماتحرك القلب واهتزت المشاعر للحب فلا طريق صواب في ذالك إلا سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام

اقتباس :: ...، فتمنى في نفسه لو يتقدم لخطبتها و يتزوجها، و لكن كيف يجرؤ؟

عليه أن يجرؤ و يسأل مستعينا بالله، فإن قبلت كان له ما تمنى و إن رفضت ارتاح من نصف العذاب الذي يؤرقه
و لعذاب الرفض أهون من عذاب (هل ستقبل بي أم لا ؟)

منتظرون لما ستأتي به عبارة " فحدث ما لم يكن في الحسبان " ...

بانتظار التكملة

السلام عليكم

FAKKI
لقد تورط شوقي، و لكن هل يستأذن الحب من أحد عندما يأتي؟ كان الله في عون شوقي

youcef bouhasi
كلام مـــتزن و منطقي، بارك الله فيك يا يوسف

dahmanekeddi

اقتباس :: و لعذاب الرفض أهون من عذاب (هل ستقبل بي أم لا ؟)

أعجبتني العبارة أخي .. شكرا على الرد القيم

ريم
ابقي بالمتابعة .. شكرا جزيــــلا على المرور

» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السابعة عشر"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة السابعة"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الحادية و العشرون"
» شوقي .. قـــصة كفاح "الحلقــة الثانية و العشرون"