البكالوريا ....وهيبة الدولة!!!!!!

 السلام عليكم

أعتقد أن هيبة الدولة أصبحت كشعرة معاوية رضي الله عنه، إن أمسك الناس فرضت الدولة هيبتها و ضربت بيد من حديد، و إن ثار الناس تغاضت و تسامحت و غضت الطرف بل و في أحيان كثيرة تمنح ما لا يجب منحه.

الناظر مثلا إلى العقوبة التي فرضتها وزارة التربية على الغشاشين يدرك تماما أنه أمام مؤسسة تابعة للدولة تتخذ قراراتها بصرامة و بحزم وفق ما ينص عليه القانون، و لكن ما هي سوى ساعات حتى خرج "الغشاشون" ليملؤا الطرقات و يقطعوا حركة المرور و يشلوا الطرقات مشكلين بذلك ضغطا على الوزارة التي لم تستجب لطلباتهم بالصفح و العفو، حتى أتى قرار العفو من وراء البحار لتجد الوزارة نفسها مرغمة على التنفيذ.

عن أي هيبة نتحدث و دولتنا لا تستجيب إلا تحت الضغط سواء لأمر فيه مصلحة أو لأمر فيه مفسدة، لماذا يتم العفو عن "الغشاشين" هذا العام استثناء، ألأنهم أغلقوا الطرقات و قاموا بالاعتصامات؟ إذن ستصبح موضة كل عام و سنرى حينها كيف ستتصرف الدولة، الأمر شبيه جدا بقضية عتبة الدروس حين طبقت لسنة واحدة تحت الضغط فأصبحت قاعدة بل فرضا لا تصح البكالوريا إلا به.

إن كان بعض الذين خرجوا للشارع ينكرون قيامهم بالغش فليفتح تحقيق و ليعطى كل ذي حق حقه، أما أن تمنح لهم صكوك الغفران بالمجان فما ذنب من سبقوهم حين عوقبوا و ترك هؤلاء دون عقاب.

الهيبة تفرض بالعدالة و العدل، لا بالاستجابة تحت الضغط، حين يصبح الجميع فوق القانون إلا من استضعِِف، ففعلا قل على دولتنا و هيبتها السلام