كلاب اهل النار .......................... الخوارج
برئنا إلى الرحمن من كل مجرم *** يهون عليه قتل نفس لمسلم
وقــتـل لذمــي وذبـــح معــــاهد *** وتحويل عرس الآمنين لمأتم
فمن أجل من يرمى ويقتل آمن *** وينسف بنيانا على رأس نوم
ويودَى غريب الدار في غير أهله *** وتفجع أم بالوليد المنعم
لقد حرم الإسلام عنا حديدة *** تشير كما عند البخاري ومسلم
وقد جعل الله النفوس عزيزة *** أعز من البيت الحرام المعظم
ومن يقتل النفس التقية خالدا *** بنار عليه لعنة الله ترتمي
أمن أجل دين الله ذاك زعمتم *** كذبتم فدين الله غير مهدم
فئن قلتم ضد اليهود فعالكم *** وضد النصارى قولكم غير محكم
بتفجيركم والقتل قرت عيونهم *** وصالوا وجالوا بالحصان المطهم
لقد ظهرت للسلمين فعالكم *** على أنها دين لشارون ينتمي
شعرتم به أو لم تكونوا شعرتم *** فما ركة التفجير من صنع أخزم
ومن كان يجني حربكم فهو صاحب *** لها دون أن يرمي بقوس وأسهم
فمن غير أعداء الإله تسرهم *** صنائعكم ياخيل نار التأزم
أفي مثل هذا الوقت كان خروجكم *** وجيش العدى مستوفز للتهجم
فأنتم كلاب النار مهما ادعيتم *** ومهما رعت في لحمكم أم قشعم
بأعمالكم تعطون للكفر فرصة *** ليغزواحمانا بالخميس العرمرم
وكي يدًّعي أنا دعاة جريمة *** ولسنا دعاة للسلام المكرم
ونحن معاذ الله نرضى بفعلكم *** ونرضى بقتل الكافر المتلوم
لأنا من القرآن نعلم أنه *** حرام علينا قتل غير مُجَرَّم
ومن سنة المختار نعلم أنكم *** خوارج هذا العصر دون تلعثم
رؤسكم في لندن الكفر جلهم *** يغوصون في وحل وشرب ومطعم
وتحت نظام الكفر تم نموهم *** وفي ظل أجواء الظلام المخيم
فلو أنهم لله كان خروجهم *** لَمَا ظفروا بالدعم من كل مجرم
وما كان يرعاهم نظام لكافر *** قداعتبر الإسلام كاسا لعلقم
وأما الذي فينايفجر نفسه *** وفي جانب البيت العتيق المحرم
فقد أوعد الرحمن قاتل نفسه *** بنار ومن يلحد بمكة يؤلم
فيا أيها المغرور قاتل نفسه *** تأمل بقول الله في نص محكم
وقول رسول الله في غير موضع *** صريحا تعالى عن حديث مُرَجَّم
أتترك قول الله ثم رسوله *** وتتبع قول الخارجي المعلم
ومن هاهنا من منبر الشعر قومنا *** ننادي بنجد والحجاز وزمز
بأن عليهم أن يعيدوا تأملا *** بأفكار قطب أو سرور المنظم
وأفكار بناء ومن سار سيرهم *** فكلهم أصحاب فكر ملغم
فهم نفخوا الفكر الحروري بعصرنا*** ومدوه بالأعصاب والروح والدم
فلولاهم لم تنتشر قط فكرة *** مبنطلة في رأس شخص معمم
فكيف بأرض الخير والدين والهدى*** نمت حية التكفير في ناب ضيغم
بلاد بها أمن وعدل ونعمة *** تمد جناحيها على كل مسلم
وفيها لتطبيق الحدود حكومة *** لآل سعود فضلها غير مبهم
ملوك على تعظيم شرع محمد *** تباروا بعزم كالحسام المصمم
وفي خدمة الإسلام تلك جهودهم *** (تشير بلا كف وتشدوا بلا فم)
فلو كانت الأفضال تحصى لدولة *** فهيهات يحصي فضلها قول ملهم
ولا ندعي فيها الكمال وإنما *** نرى أنها خير من السفك للدم
وخير من الباب الذي تفتحونه *** لغزو النصارى واليهود المحوم
وخير نظام في البسيطة كلها *** يقيم لشرع الله حق التسلم
فمن غيرهم يعطي لدي محمد *** بدولته حقًّ الرقيب المقوم
ويأمر بالمعروف من دون غلظة *** وعن منكر ينهى بدون تجهم
وينزل حكم الله في كل حالة *** بضرب لرأس أو بقطع لمعصم
ومن غيرهم قد حال دون تحزب *** يدق به ما بيننا عطر منشم
وقد قال جمع من ذوي العلم والتقى *** كما قلت قولا كاالرحيق المختم
لآل سعود دولة سلفية *** تغلغل فينا بين لحم وإعظم
حوت قبلة الإسلام والبلدة التي *** لها يأرز الإيمان حيا كأرقم
وفيها لكل المسلمين عمالة *** مباركة من يعربي وأعجم
فماذا يريد المفسدون بدولة *** علاقتها بالله لن تتصرم
أيبغون فتح الباب نحو تحزب *** يقطع أوصال الفؤاد الململم
صراع على الكرسيِّ باسم تعدد *** وباسم انتخاب ينتهي بالتشرذم
يساوى به الصعلوك بالعالم الذي *** فتاواه في ليل الحياة كأنجم
وفيه يساوى المؤمنون بفاسق *** خبيثٍ وليثٌ بالغزال الملثم
وإقصاء شرع الله باسم تحاكم *** إلى الشعل حتى في الرباء الحرم
فمن غلبت أصواتُه صوتَ غيره *** يفوز على أقرانه بالتقدم
وإن كان زنديقا وأن كان ماجنا *** وإن كان داع من دعاة جهنم
وفيه احترام الرأي حتى إذا غدا *** يبيح الزنا إن كان طوعا بدرهم
وفتح محلات الفساد يرودها *** من الناس أمثال الذباب المُوَنَّم
وحُرِّيَّـة التعبير في كل سانح *** يعِن براس الشارب المتهكم
ودعوة تحرير الفتاة بخدرها *** من الدين تمشي الأرض من دون محرم
وتخلع عنها كل قيد يعيقها *** عن السير في درب الضلال المنمنم
حجابا وأخلاقا ودينا وعفة *** يثرن على الوضع القديم المعقم
وتُصنَع ما بين الرجال حواجز *** وبين ذوات الخدر في كل مَحْكَمِ
فتلك تريد الزوج ألا يسومَها *** بأخرى وتسعى جهدها بالتظلم
وأخرى ترى ألايفوز بمنصب *** فلان ولم تركض إليه بأدهم
تريد وزيرا أن تكون وقاضيا *** وأن تصبح الشرطي في ليل مظلم
ولا أفلح القوم الذين تأمرت *** عليهم نساء صحَّ عن خير مَفْحَم
أبو بكرةٍ ألقى بها عندعائش *** بلا وجل يوم القتال المدمدم
أهذا هو الأمر الذي تطلبونه *** لشعبكم الشعب العريق المسَلَّم
فأف لدين أنتم تحملونه *** إذا كان هذا الدين يدعوا لمأثم
ويدعوا لقتل الصائمين نهارهم *** ويدعوا لقتل القائم المترنم
وقتل حماة الأمن في كل موقع *** رجالا وركبانا عليهم ترحمي
لقد أعلنوا حربا على كل حاكم *** يخالفهم أو طالب أو معلم
فمن لم يذق طعم الخوارج آفة *** يذقه أخيرا في الرياض ويطعم
يرون قتال المسلمين فريضة *** كما كان يرنوا في علي ابن ملجم
فلم ينج منهم خير قرنٍ عقيدةً *** قديما أينجوا بعدهم أيُّ مسلم
فلا تهنوا في قتل قوم خوارج *** ببر وبحر أو بجو مغيم
فهذا جزاء الله من فوق عرشه *** إذا لم يتوبوا عن فساد ومغرم
بقتلٍ وصلبٍ أو بقطعٍ تظاهرت *** عليه براهين الكتاب المحَكَّم
فأنتم إذا قاتلتموهم بطاعة *** لِربي وهم قتلى كلاب جهنم
وأنتم على خير وفضل وسنة *** وهم شر قتلى تحت شمس وأنجم
بذلك قد صحت أحاديث جمة *** عن المصطفى من نسل حوى وآدم
وأختم قولي باصلاة على الذي *** له حن جذع كامشوق المتيم
عبد الكريم الجعمي
اليمن / محافظة إب / مديرية حزم العدين / قرية خُبات
29/ ربيع الآخرة /