:oops: :oops: :oops: :oops: :oops: :oops:
لقي ثلاثة شبان مصرعهم، أول أمس، بعد أن تعرضوا لصعقة كهربائية بوسط العاصمة، فيما تسببت الأمطار والرياح القوية في إحداث خسائر مادية معتبرة بعدد من الأحياء، وانقطاع التيار الكهربائي بأخرى.
اكفهر وجه السماء فجأة وهبت رياح عاتية، صبيحة أول أمس، وتهاطلت أمطار غزيرة تسببت في حدوث فيضانات بعدد من أحياء العاصمة، ما شل حركة المرور بعد تساقط أغصان الأشجار والأعمدة الكهربائية خصوصا في حسين داي.
ووقعت في حدود الساعة التاسعة صباحا مأساة بشارع أحسن براكبي بساحة أول ماي، حيث ارتفع مستوى المياه به إلى أكثـر من 40 سنتيم. في هذه الأثناء كان الضحية فريد طهرونت (25 سنة) يتأهب للنزول من المنزل لتغيير مكان سيارة والده، وأمام ارتفاع مستوى المياه في الشارع، استغل المدخل الخلفي لمحل بيع اللحوم بالجملة الذي يقع في نفس البناية، وما إن اقترب من البوابة ونزل للرصيف حتى أصيب بصعقة كهربائية، وراح يصيح طالبا النجدة، مثلما قال أخوه لـ''الخبر''.
وأمام هول المشهد، هم بنجدته الضحية الثاني بورجن فارس (27 سنة) الذي كان يعمل في الورشة المقابلة للبناية، تابعة للشركة الإيطالية ''طوديني'' المكلفة بتحويل المياه القذرة، وما إن اقترب هذا الأخير من مكان الواقعة حتى تكهرب هو الآخر، ولقي حتفه في عين المكان.
بعدها سارع شقيق الضحية الأول رضوان طهرونت (30 سنة) وهو عون في الحماية المدنية بالحميز في العاصمة، لنجدة أخيه، فإذا به يتعرض لنفس الصعقة الكهربائية ويتوفى في عين المكان.
وأفاد أخ الضحيتين بأن سبب الكارثة يعود أساسا إلى ''الشرارة'' الكهربائية التي تتواجد على مستوى محل بيع اللحوم، حيث يقول ''منذ مدة طويلة والجميع يعلم بأن هناك شرارة كهربائية مجهولة المكان، كثيرا ما تسببت في إصابة عدد من أطفال الحي''.
وعلى الرغم من أن صاحب محل بيع اللحوم بالجملة والأسماك المجمدة قطع التيار الكهربائي من العداد لحظتها، إلا أن الشرارة الكهربائية كانت مصدرا للشحنات الكهربائية التي انتقلت بسرعة بسبب مياه الأمطار، التي لامست البوابة الحديدية للمحل.
وقد لاذ صاحب المحل المسمى ''مخباط'' بالفرار، بعد الكارثة نحو مقر إقامته بالمدية، فيما فتحت مصالح الشرطة تحقيقا في الحادثة لمعرفة ملابساتها، واستمعت نفس المصالح إلى عدد من الشهود خصوصا صاحب محل خدمة الهاتف المجاور له.
وتفيد معلومات مستقاة من مكان الواقعة بأن صاحب المحل وعماله يقومون بغلق البوابة الحديدية للمحل باستعمال قطع من الكرتون أو الجرائد تجنبا لإصابتهم بصعقة كهربائية، بما يعني علمهم بالأمر وتهاونهم في البحث عن مكان الشرارة بسبب انقطاع كابل التيار الكهربائي.
يشار إلى أن جنازة الأخوين شيعت بعد صلاة عصر يوم الخميس، فيما دفن العامل بالمؤسسة الإيطالية في الكاليتوس أين يقطن، وكان من المفروض أن يقيم حفل زفافه الشهر القادم، إذ يقول زملاء له ''كنا قد جمعنا له مبالغ من المال لإعانته على الزواج كهدية منا، لكن أجله حان دون أن يكتب له الزواج''.
سونلغاز: الشركة الإيطالية هي السبب
من جهتها أوضحت الشركة الجزائرية للكهرباء والغاز ''سونلغاز''، أمس، في بيان لها، بأن ''المديرية الجهوية لبلوزداد تلقت اتصالا في حدود العاشرة إلا ربع صباح الواقعة.
وبعد عملية تدقيق تبين بأن سبب الواقعة يعود إلى ''التوصيلات غير المطابقة للمعايير فيما يخص ورشة عمل الشركة الإيطالية ''طوديني''، بالإضافة إلى غياب أدنى شروط حماية للأشخاص وتواجد توصيلات كهربائية في التربة والمياه''.
كما أوضحت خلية الاتصال بنفس المؤسسة بأنه لا يوجد أي خلل في توصيل الأسلاك الكهربائية ولا سقوط أي سلك كهربائي، ولم يعثـر على أي عيب في ربط الحي بالتيار الكهربائي''.