بسم الله الرحمن الرحيم
إن التاريخ العربي مند العصر الجاهلي يزخر بعدد لا يعد و لا يحصى من الشعراء المتمكنين الذين قالوا الشعر و أبدعوا فيه و ذلك في العصر الذهبي للغة العربية ، و لهم من المعاني من افتقدناه اليوم في عصرنا و الذي أعتبره عصر انحطاط بالنسبة للغة العربية للأسف .
و هنا في منتدانا الغالي منتدى الشعر الفصيح ارتأيت أن أجعل هذا الموضوع كي نتعرف و إياكم على الشعراء العرب مند العصر الجاهلي و إلى عصرنا اليوم و في كل مرة نتحدث عن شاعر فيتم التطرق إلى سيرته الذاتية و كتابة أبيات من شعره .
أتمنى أن يعجبكم الموضوع و أن يلقى صدى في المنتدى و كل من لديه فكرة أو شيء يمكنه أن يشارك بها فليتفضل مشكور .
اليوم سنبدأ مع الشاعر الكبير :
امرؤ القَيس
130 - 80 ق. هـ / 496 - 544 م
امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.
شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر.
قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.
أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:
رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً
كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.
ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.
أحد شعراء المعلقات و هذه أبيات من معلقته الشهيرة :
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ
بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها
لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْـألِ
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا
وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــــلِ
كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُــتوا
لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ
يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّــلِ
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَــةٌ
فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَـوَّلِ
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَــا
وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَــلِ
إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَــا
نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُـلِ
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَـةً
عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي