وتحدث الباحث الإسلامي حسن شاهين عن رواية تقول إن النجاشي واسمه "أصحمة" كان مسلما قبل أن تصله رسالة النبي، ولكنه كان يكتم إسلامه، وأنه أحد صحابة رسول الله، وعندما توفي صلى عليه الرسول في المدينة صلاة الغائب ودعا له بالمغفرة والرحمة.
ونقل حاطب بن أبي بلتعة رسالة النبي إلى ملك مصر، واسمه جُرَيْج بـن مَتَّي الملقب بالمُقَوْقِس، نقله إليه حاطب بن أبي بَلْتَعَة.
رد فعل المقوقس
ولما دخل حاطب على المقوقس دعاه إلى الإسلام، وذكّره بملك الفراعنة الذي زال بسبب طغيانهم وكفرهم. فأخذ المقوقس كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعله في غِمْدٍ من عاج، وطلب أن يكتب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ردا باللغة العربية، يحمل تقديرا وثناء للنبي، لكنه لم يُسلِم.
ويفسر د. طارق سويدان ذلك بأن القوة العسكرية ليست بيد المقوقس، فهو ملك على المصريين فقط, فيما كانت محتلة من قبل الرومان، لذلك لا يستطيع أن يعمل شيئا، فتعامل مع النبي بأدب وخلق وأرسل رسالة مجاملة للنبي ومعه هدايا جميلة وكبيرة، من بينها مارية القبطية -رضي الله عنها- التي تزوجها النبي وصارت أما للمؤمنين.
ووصل كتاب النبي إلى كسرى ملك فارس، مع عبدِ الله بنِ حذافةَ السَّهمي، فلما قُرأ الكتاب عليه، مزقه، ولما بلغ ذلك رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال "مزق الله ملكه".
ويعلق الحبيب الجفري بأنه لم تقم بعد ذلك للفرس قائمة، وسقطت دولتهم، ودخل أهل فارس في دين الله أفواجا، فكانوا من القوميات إن صح التعبير التي لما دخلت الإسلام سببت إضافة راقية في حفظ الإسلام، وخدمته، إلى الدرجة التي كانت للفرس وهم ليسوا من العرب الدور الكبير في حفظ اللغة العربية، فسيبويه وغيره كان من الفرس. انظر إلى آثار هذه الرسائل التي توجهت إلى أنحاء العالم.
مال وكسوة من قيصر الروم
ووصل كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى هِرَقْل قيصرِ الروم، مع دَحْيَةُ بنُ خليفةَ الكلبي، وتم لقاؤه بهرقل وهو في الطريق إلى بيت المقدس عقب انتصاره على الفرس، فلما وصله الكتاب أكرم دَحية، وأمر له بمال وكسوة.
عندما نقل العلاء بن الحضرمي كتابَ النبي إلى حاكم البحرين المنذر بن سَاوِي، أرسل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبره فيه أنه يترك لقومه حرية المعتقد، وأقره الرسول على ذلك.
ورد هَوْذَة بن علي صاحب اليمامة لما وصله سَلِيط بن عمرو العامري، حاملا كتاب الرسول، بطلب شراكة النبي في الأمر. فلما بلغ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: باد، وباد ما في يديه. ثم مات هوذة.
رد بشع من حاكم دمشق
وجاء رد فعل الحارث بن أبي شَمِر الغساني حاكم دمشق، بشعا. فعندما سلمه شُجاع بن وهب كتاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رمي به، وقال من ينزع ملكي مني؟ أنا سائر إليه. واستأذن قيصر في حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فثناه عن عزمه.
وكان رد الفعل الأكثر بشاعة هو ما قام به حاكم بُصرى، وكانت من ولايات الروم، فقبل أن يصل إليه مبعوث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الحارث بن عمير الأزدي، اعترضه في الطريق وقتله. وكان ذلك إيذانا بحملة تأديبية فيما بعد.
ورحب ملك عُمَان جَيْفَر بكتابَ النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نقل إليه عَمروُ بنُ العاص وأسلم، ولكن بعد مداولات طويلة.