لعل العنوان فيه بعض الغرابة فقد كتبه أحد أبر أبناء الجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي و هي رسالة صغيرة تعطي فكرة عن الشيخ كتبها الإمام في فترة منفاه (بين سنتي 1940 و1943) إلى آفلو من الجنوب الوهراني (الجنوب الغربي الجزائري) إلى تلميذه الأستاذ أحمد قصيبة رحمه الله؛ الذي لم ينقطع عن زيارته طيلة فترة منفاه،بالرغم من التضييق الاستدماري وقد أخبرنا الأستاذ محمد الهادي الحسني أن الأستاذ قصيبة رحمه الله لم يكن يتنقل إلى الشيخ في آفلو من مدينته الأغواط إلا بدراجة هوائية! والأغواط تبعد عن آفلو بأكثر من 40 كلمترا في أحسن الأحوالو من أعجب العجب أن تقام على الشيخ اقامة جبرية بعد الاستقلال
!! و الله صدق الامام أحمد حيث قال
الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم .و رحم الله أبا محمد علي بن حزم حيث قال أنا الشمس في جو العلوم منيرة ولكـن عيبـي أن مطلعـي الغـرب
ولو أنني من جانب الشرق طالع لجـد على ما ضاع من ذكري النهب
ولي نحـو أكناف العراق صبابة ولا غـرو أن يستوحش الكلف الصب
فإن يـنزل الرحمن رحلي بينهم فحـينئـذ يبـدو التأسـف والكـرب
هنـالك يدري أن للبعـد قصـة وأن كســاد العلـم آفتـه القـرب
و أزهد الناس في العالم أهله و جيرانه
و قبح الله المعاصرة