رحم الله الأستاذ يعقوب

w w w . s t a r t i m e s 2 . c o m

][ آلًسٌٍلآٍمٌ عًلْيٌكُمِ وَ رَحًمِةْ اْللهِ وّ بَرٍْكَآتٍهُِ ][
رحم الله الأستاذ يعقوب Np27

الصوت الذي امتلك ثقة بدور المسرح في الحياة، والصوت الذي لم يكن المسرح عملية جاهزة له، بل عمد إلى إعادة اكتشافها طوال حياته الفنية.

ويعقوب كان شخصية لها عالمها الخاص، كانت له ثقة بنفسه وبما يصنع، وكان من الممكن أن يكون عطاؤه أكثر لو وجدت في البلاد بنية للمسرح، لقد عاش المخرج بما تيسر له من هامش للعمل والإنتاج. فعانى صعوبة في البقاء، لكنه كان مصرا على البقاء وليس أي بقاء..

لم يكن يرضى عن أي عمل، كما أن مسرحياته أيضا كانت دوما مثار جدل، بحيث يمكن أن نقول أن الآخرين كانوا يتوقعون منه أعمالا معينة، لكن فيما بعد اعتاد المسرحيون والمثقفون على الغريب وغير السائد لدى يعقوب.

ورغم أي نقاش أو رأي إلا أن يعقوب كانت له مكانة مميزة وأجمع الجميع على احترامه.

لم تكن حياته سهلة، لقد أعطى يعقوب للمسرح الفلسطيني، وللثقافة، ومن المهم أيضا تذكر ان يعقوب لم يكن مسرحيا فقط، بل كان مثقفا وكاتبا عمل في مجالات متعددة.

كانت له طموحات؛ فكثيرا ما تحدث عن نيته إنشاء مدرسة للمسرح، وتدريب الممثلين، لكن لم تكن الظروف تسمح بمواصلة المشاريع.

لو وجد يعقوب مكانا للعمل كمخرج دون ان يتحمل بقية الأمور لقدم لنا أكثر، فقد كان مطالبا بأن يصنع الكل.

أذكر له موقفا رحمه الله، كان هناك مهرجان مسرحي في تونس على ما أذكر، وقد رشحت وزارة الثقافة زملاء آخرين أنجزوا عملا جيدا، فما كان منه إلا أن ذهب إلى هناك على حسابه الخاص ليكون على صلة بالحركة المسرحية العربية.

كان فنانا لكن لم تتح له الفرص للإبداع كما ينبغي.

وكان مفكرا مسرحيا، حاول باستمرار تطوير المسرح، حتى وجدناه منشغلا بالتنظير المسرحي كما يلائم أكاديميا في معهد عال للفنون المسرحية.

لم يكن راضيا عن الحياة حوله، كان يعيش ارتباك المجتمع على مدار الثلاثة عقود، وعاصر بدايات النهوض المسرحي، ولا أدري كيف قضى أيامه الأخيرة، وكيف رأى دراما حياته والحياة، وكيف قيم رحلته، لكنه مهما رأى في حياته، فإنه سيكون راضيا لأنه استطاع ان يكون نفسه، رغم كل ما يسلب الإنسان من هذا الخيار في هذا المحيط،

للأصدقاء أن يتحدثوا ويقيموا وللمسرحيين أن يستموا في الجدل حوله، أما يعقوب فليهنأ الآن براحة لأول مرة، فقد حمل حملا ثقيلا في زمن طغى فيه حديث الخبز على الثقافة، وفي زمن صارت الثقافة والفنون رهن إشارات الممول، أكان هذا الممول من هنا، أو من الوافدين..

إن تقييم رحلة يعقوب بكل ما فيها خصوصا ممن عايشوه وتعرفوا على أعماله وشهدوا تاريخه الفني، سيكون لها دور في فهم المسرح الفلسطيني، ربما تدفعنا النتائج إلى اخذ العظة والاعتبار والاستنتاج وتقدير الفنانين ودعمهم قبل الرحيل..

لم يكن يعقوب ليقنع بالوظيفة، هكذا عاش حرا من قيودها..

لكنه تحمل مسؤولية هذا القرار، في ظل صعوبات تأمين وسائل العيش

رحمه الله كان معتزا بنفسه وكرامته وموهبته

كل احترام لكل المبادرين للتنوير عن هذا الراحل، وأتمنى أن تنجز اللجنة الخاصة التي ستجمع نصوصه وأبحاثه ومقالاته، راجيا أن تسرع في عملها، لنرى تراثه بيننا حتى يخف حزننا قليلا، وحتى نشعر أن الفنان لا يموت..

راجيا أن تقبلني اللجنة عضوا في هذا العمل فيما يخص إعداد المواد وتحريرها وتقديمها للقراء

رحم الله يعقوب وأسكنه فسيح جنانه

@تقبـ مروري ـل@ رحم الله الأستاذ يعقوب 1aa5c41616

شكرا لك على الموضوع المميز

بارك الله فيك

» إعلان عن وفاة المغفور له بإذن الله (الأستاذ بوشنة محمد)
» من فضائل أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ومناقبها حبيبة رسول الله - صلَّى الله عليه وس
» يعقوب عليه السلام
» وفاة يعقوب ويوسف عليهما السلام
» الاستعداد لرمضان للشيخ محمد حسين يعقوب بمساحه 130 ميجا