الحياة الجديدة

رغم الحزن و رغم لوعة الفراق رغم الوحدة قررت البداية..نعم بداية حياة جديدة بدونك يا صديقي..لقد رحلت ولا يحق لي البكاء طوال عمري فهذه هي الحياة موتك قدر والحياة مازالت أمامي فيجب أن أعيشها...كما عشتها بدموعي على فراقك سأتابع الحياة بأفراحها..لقد جففت دموعي ..طويت صفحات الماضي ..حملت أغراضك وصورك خبأتها في مكان حتى لا تعود بي الذكرى إلى الماضي ...الماضي الجميل
نهضت باكرا بعد ليل مضلم طويل عشت فيه كابوسا مرعبا لبست ملابس العمل ركبت سيارتي وتوجهت إلى بيت صديقي الذي يعمل في نفس المعمل الذي أعمل فيه...وصلت البيت ..طرقت الباب..فتح صديقي ..من..من..رفيق يالا المفاجأة ظننت أنك لن تخرج من أحزانك أبدا على وفاة صديقك الصغير..الحمد لله على خروجك من هذه المحنة..شكرته قائلا: هيا نذهب إلى العمل ..ركبنا السيارة وتوجهنا إلى المعمل ولما وصلنا أمام الباب..أستقبلني البواب قائلا :عضم الله أجرك..وإذ بهذه الكلمة تعيدني إلى ذكرياتي الحزينة وأغرورقت عينايا بالدموع لولا تداركني صديقي ببعض المشاغل التي أنستني قليلا من حزني.
سبقني صديقي داخل المعمل وأخبر الزملاء عن حالتي فهو لا يريد أن يذكرني أحد بفقيدي...فما إن دخلت حتى إستقبلني الزملاء بالترحاب ..فبدأت أسلم عليهم واحدا واحدا وبدأت عملي كالمعتاد..بعض الأشغال..نكت من الأصدقاء للترفيه..أخبار حتى حان وقت الخروج ..خرجت من العمل ورجعت إلى البيت وتجنبت كل ما من شأنه أن يذكرني بصديقي...أخذت غفوة صغيرة ثم تناولت طعام العشاء وخرجت إلى المقهى المجاور للسهر مع الأصدقاء...نعم لقد مضى وقت طويل ولم أسهر مع الأصدقاء..لقد كنت أسهر ولكن مع ذكريات حزينة...أستقبلني أصدقائي بحفاوة بالغة وقال أحدهم : ها قد عاد رفيق..ها قد خرج من أحزانه..كل مشروبات اليوم على حسابي..شكرته على طيبته...نعم ها قد عدت ..ها قد بدأت أنسى وأتسلى قليلا..آآآآآآآه..وآآآآه...لقد غرقت في أحزان أنستني الحياة..أنستني بريق الأمل...كم نسيت هذه السهرات..كم نسيت الأصدقاء ..سهرت حتى وقت متأخر من الليل ثم عدت إلى البيت لأخلد للنوم ..لأبدأ في صباح الغد حياة جديدة خالية من ذكريات الماضي ...الماضي الجميل .
فمهما طال الليل الطويل فلا بد أن تشرق شمس الصباح الجميل