بالأكيد ليس سهلا أن تكون طفلا ذي 11 سنة ، ويجد عندك الأطباء خلل في النمو
في الوقت الذي أنت تلعب في واحد من أحسن الأندية في بلدك " نوييلز أولد بويز "
ويتم استبعادك بسبب فحص انتهى إلى أنك أما صغير في الحجم أكثر من اللازم
و بسبب أن علاجك يساوي 900 دولار شهريا طيلة 3 سنوات.
يمكن أن نتخيل إذن كيف كانت طفولة ميسي ، و كذلك قوة والديه اللذين استطاعا مغادرة
وطنهما أين ولدا و التوجه إلى كاتالونيا ليتمكن ابنهما من الاستفادة من ذلك العلاج حتى يستمر في عالم كرة القدم.
في رياضة تطغى عليها العضلات ، القوة و الحجم البدنيين ، فإنه شبه معجزة أن يكون فيها لاعب مثل ميسي.
غير أنه ، بفضل قوة إرادته التي تعطيه الحيوية التي نعرفها عنه ، يتعارك على الكرات الهوائية
التي نعتقد أنا ضاعت منه مسبقا حتى قبل أن يحاول،و مع الأقوياء البنية .
بالنسبة للمدافعين ، الطريق السهل لإيقافه : القوة . و مع ذلك ، لا نراه يحتج أبدا ، يشتكي أو يتنرفز ضد أي أحد .
ما يدعو للاستغراب هو أن الخصم هو الذي يفقد أعصابه كما وقع مع أسيير ديل
هومو في المباراةضد شيلسي في دوري الأبطال 2005-2006 .
برودة الأعصاب أمام الضغط
هذه الخاصية ملازمة لقوة شخصيته . لكن ، في حالة ميسي، من الأجدر و لأهميتها
فصلها عن الخاصية الأولى . كنا نعتقد دوما أن ما يميز اللاعبين الكبار المحترفين
من باقي اللاعبين هو تحملهم الأفضل للضغط الذي يمكن أن تخلقه المباريات ، وبكونهم
يواجهون كظروف عادية ، الظروف التي يخشاها و ترعب باقي البشر.
ميسي قام بكل بساطة حرق المراحل في مسيرته المهنية بفضل سرعته و طبيعته . منذ أن كان صغيرا ، كان يلعب
مع لاعبين يكبونه سنا ،لدرجة أن مروره من الفرق المرحلية كبارسا س أو بارسا ب مان عابرا .
في هذا الإطار ، هناك حادث طريف غير معروف وقع خلال مباراة بين بارسا س في بطولة الدرجة الثالثة .
في أخر لحظات المباراة ، امام كرامن وب ، في الوقت الذي كان فريق البارسا
خاسرا ب 0-2 ، قرر المدرب إدخال الصغير ليو . في الأخير فاز فريق البارسا ب 3-2 بفضل
ثلاثية للفتى ليو ذي 16 سنة.
بعد ذلك ، ابتدأ مع الفريق الأول للبارسا في مباراة حبية أمام بورطو . ثم ، توالت الأمور
لعب مباراته الأولى الرسمية مع الفريق يوم 16 أكتوبر 2004 و عمره 17 سنة ، حيث سجل
هدفه الأول في مباراة رسمية و عمره 17 سنة 10 شهور و 7 أيام أمام ألباستي .
توج كرة ذهبية في مونديال الأقل من 20 سنة مع الأرجنتين ، و بكاس الكامبر
في الصيف مع البارسا أمام اليوفنتوس . و قدم مباراة هائلة { أمام نجم اسمه فييرا } لدرجة
أنه تلقى المدح و الإعجاب من مدرب ذي عقلية دفاعية محضة ككابيلو.
مع الأرجنتين ، بدأ المونديال و عمره 18 سنة ، و في أول مباراة { أمام صربيا } سجل هدف
و صار بفضله سادس أصغر لاعب يسجل هدفا في كأس العالم .
خلال هاتين السنتين الأخيرتين ، لم يتوقف ميسي عن إثبات في كل مرة ، كونه فاعل أهميته
في تصاعد مستمر مع البلوغرانا. إصاباته المتعددة وحدها عطلت خطه التصاعدي
في ظروف بداية الموسم الصعبة ، حيث كان إيتو مصابا ، رونالدينيو ضعيفا ، و هنري
الراجع من إصابة ، حمل الرقم 19 الفريق على أكتافه و تحول إلى قائد . رغم أن الأمر
كان مرحليا ، فإن الوضع ملن استثنائيا : أن يحمل فتى عمره 20 سنة فريقا مالبارسا
في حين أنه يلعب مع أحسن اللاعبين و أكثرهم تأثيرا في العالم.
خلا مباراة البارسا ضد اشبيلية وقع حادث يبين بوضوح شخصية ميسي . كان الأرجنتيني
قد افتتح حصة التسجيل و تم منح البارسا ضربة جزاء كان ديكو يستعد لتنفيذه .
ما كان الأكثر سهولة على ميسي ، هو ترك البرتغالي ينفذ ضربة الجزاء ، نظرا لأهمية المباراة
و خبرة هذا الأخير. لكن الأرجنتيني الصغير طلب الكرة و نفذ ضربة الجزاء بسهولة باهرة.