بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون لي فيك انقباض
قصيدة للعلامة القاضي ابي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني الأديب النابغة.
يقولون لي: فيك انقبــاض وانمــا ... رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس اكرمــا
ولم اقض حق العلم ان كنت كلمـا ... بـــــدا مطمع صيرتــــه لي سلمـــا
وما زلت منحازا بعرضي جانبــــا ... عن الذل أعتـــــــد الصيانة مغنمــا
اذا قيل: هذا منهل قلت: قـــد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمـــل الظمــــا
أنزهها عـــن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوال العــــدا: فيما أو لمــا
فأصبح عن عيب اللئيم مسلمـــا ... وقد رحت في نفس الكـريم معظمـــا
واني اذا ما فاتني الأمر لــم أبت ... أقلب كفـــــــي اثــــــــره متندمـــــــا
ولكنه ان جاء عفـــــــوا قبلتـــه ... وان مال لـــــم اتبعــــــه هلا وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة ... اذا لم أنلها وافر العرض مكرمـــا
وأكرم نفسي أن أضاحك عابسـا ... وأن أتلقـــــى بالمديـــــح مذممــــا
وكم طالب رقي بنعماه لم يصـــل ... اليه وان كان الرئيس المعظمـــــا
وكم نعمة كانت على الحـــر نقمـــة ... وكـــم مغنم يعتده الحر مغرمــا
ولم أبتذل فـــي خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت ولكن لأخدمـــا
أأشقى بــه غرسـا وأجنيـــه ذلــــة ... اذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
واني لـراض عــــن فتــــى متعفف ... يروح ويغدو ليس يملك درهمـا
يبيت يراعي النجم من سوء حاله ... ويصبح طلقـــا ضاحكاـــ متبسما
ولا يسأل المثرين مـــا بأكفهـــــم ... ولو مات جوعا عفــة وتكرمــــا
فإن قلت: زند العلم كاب، فإنمـــا ... كبا حين لم نحرس سماه وأظلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهـم ... ولو عظموه في النفــوس لعظما
ولكن أهانوه فهانــــوا ودنســــوا ... محيـــاه بالأطماع حتــــى تجهما
وما كل بـــــرق لاح لي يستفزني ... ولا كل فكري منجــدا ثـــم متهما
الى أن أرى ما لا أغض بذكــــره ... اذا قلت: قد أســـدى اليّ وأنعما