السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فأشكر لأخي الكريم أبي دجانة هذه الوقفة والتي تتطلب منا وقفة وإنه لموقف يتطلب منا موقفا فإن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإنا لفراقك يا شيخنا لمحزونون فرحمك الله حيا ورحمك ميتا وطيب مثواك وألحقنا بك على الطريق القويم الذي ليس فيه التباس وكما يقول أحدهم في رثاء الشافعي:
ألم تر آثار ابن ادريس بعده ،،، دلا ئلها في المعجزات سواطع
ومن يك علم الشافعي إمامه ،،، فمرتعه في باحة العلم واسع
وكما قال ابن الانياري يرثي ان بقية في قصيدة شهيرة أذكر منها مقطعا:
علو في الحياة وفي الممات ،،،لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا ،،، وفود نداك أيام الصلات
كأنك قائم فيهم خطيبا ،،،وكلهم قيام للصلاة
فلما ضاق بطن الأرض عن أن ،،، يضم علاك من بعد الممات
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا ،،عن الأكفان ثوب السافيات
والقصيدة طويلة ورائعة...
ولتسمحوا لي أن أدلي بدلوي في خضم هذا البحر فأقول :
يبكي لفقدك هذا العلم والأدب،،، ويطرق الشعر إجلالا وينتحب
والنحو والصرف والاعراب أدمعها ،،،على العقيدة والتفسير تنسكب
ذللت بالفقه والتأصيل أقضية ،،،قد شيبت قبلك الأعلام وانسحبوا
وقالو كل عليم عند رتبته ،،،ورتبة الشيخ لا ترقى لها الرتب
لما احتسبتك والأقدار غالبة ،،،ايقنت أن علوم الكون تحتسب
أقمت للدين في الدنيا تعلمه ،،،فكنت والدين فيها مثل ما يجب
ورحت ترفع هام العلم شامخة ،،،في العالمين بما جادت به الكتب
كأن فضلك هذا الجهل ضاق به ،،،ذرعا فأوتر منك الرزء والوصب
مضى بك الذكر في الأفاق أجمعها،،، فصار أولف من فرعيه يحتطب
وكما قال الآخر
قوم مضو كانت الدنيا بهم نزها،،،،،والعيد كالعيد والأوقات أوقات
ماتوا فعشنا فهم عاشوا بموتهم ،،،، ونحن في صور الأحياء أموات
والصبر قد عز والآمال تطمئنا ،،،، والعمر يمضي فتارات وتارات
والموت أهون مما نحن فيه وقد ،،،، زالت من الناس والله المروءات
رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه إنا لله وإنا إليه راجعون