السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مجالات للإجتهاد في رمضان ..
أولاً: الصيام .. لكي يكون صيامك صيام فذّ كبير يليق بحال المجتهدين، عليك بالآتي:
1) الإفطار على وجبة خفيفة ..
2) الإفطار مع الفقراء .. لكي تكسر ذرة الكِبر التي بداخلك، قال صلى الله عليه وسلم"ما استكبر من أكل معه خادمه .."[صحيح الجامع (5527)]
3) حراسة القلب من الخواطر فى نهار مضان .. بأن تُطهِّر قلبك من المُفسدات وتستدفع كل خاطرة تراودك، وهذا يحتاج
منك إلى جهاد يليق بالمجتهد .. فيجب أن تُحدد أهدافك بدقة وتُشغِل وقتك
بالأعمال النافعة، لكي تُغلق كل الأبواب التي من الممكن أن تفسد عليك
صيامك.
ثانيًا: الصلاة وكثرة النوافل ..
تجويد الفريضة .. بإدراك تكبيرة الإحرام، والأخوات عليهن الصلاة في أول الوقت مع حثّ أزواجهن على تحري تكبيرة الإحرام.
الإعتناء بقيام الليل خاصة .. ومن الأسباب التى تعينك على قيام الليل:
1) إعتياد الطاعة .. قال سليمان بن طرخان رحمه الله "إن العين إذا عوّدتها النوم اعتادت، وإذا عوّدتها السهر اعتادت"
.. فعليك أن تتدرج في الأمر وتضع أمامك هدف إيماني، تسعى جاهدًا لتحقيقه
ولو لمرة واحدة في حياتك .. فهذا زمان الفوز برفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
2) اصلح نهارك ليُصلِح الله لك الليل .. قال
رجل للحسن البصري رحمه الله: يا أبا سعيد، إني أبيت معافى وأحب قيام الليل
، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم ؟!!، فقال الحسن "ذنوبــك قيــدتك !!"
3) الخــــوف .. قال هشام الدستوائي رحمه الله "إن لله عبادًا يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم".
4) المجاهدة والعزيمة الصادقة .. كان ثابت البناني يقول "كابدت نفسي على القيام عشرين سنة !! وتلذذت به عشرين سنة" .
5) تنشَّط بالشوق والمحبة .. أخذ
الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحمه الله، فقال له: يا
حسين، ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب: كذب
من أدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني ؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه ؟!!
ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل ... غداً أقر عيون أحبائي في
جناتي .
ثالثًا: سماع القلب للقرآن .. كان قتادة رضي الله عنه يختم في سبع، وفي رمضان في ثلاث، وفي العشر كل ليلة ...
فلماذا لا تختم أنت كل ليلة كما صنع صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؟
رابعًا: الذكر والدعاء ..كان
أبو هريرة رضي الله عنه يُسبح في اليوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة بقدر ديته
.. وكان خالد بن معدان يسبح كل يوم أربعين ألف تسبيحة .. كان أبو الدرداء
رضي الله عنه يُسبح في اليوم مئة ألف تسبيحة .
وأنت كم سيكون وردك؟!
خامسًا: الصدقة .. فها هو أبو بكر رضي الله عنه يتصدق بكل ماله، وعمر رضي الله عنه بنصف ماله ..وكان عمر رضي الله عنه يقول"لئن عشت لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحدٍ بعدي"
فمن سيكون هذا شعاره:: لئن عشت لأدعن الأرامل لا يحتجن إلى أحد بعدي؟!
سادسًا: العمرة .. وهناك يعكف على الصلاة والذِّكر وقراءة القرآن، ويظل الساعات يطوف حول بيت ربه ..
فمن سيربح ثواب العمرة في رمضان؟
سابعًا: الدعوة .. قال ابن الجوزي "أسلم على يديّ مئة ألف وتاب الله عز وجل على يديّ بمئتي ألف"
فمن سيستعمله الله عز وجل ويجعله خادمًا لدينه؟ من سيفتح الله عز وجل على يديه هداية قومه؟
ثامنًا: البِرّ ..كان محمد بن المنكدر يضع خده على الأرض ثمَّ يقول لأمه: قومي ضعي قدمك على خدي .. وهكذا ينبغي أن يكون إجتهادك فى البِرّ.
اضرب فى كل أبواب الخير بسهم ..صلة
الرحم، الأخوّة، الورع وأكل الطيبات، البكاء خاليًا من خشية الله،
الإيثار، التبتُل، تذّكر الموت، التعاون على البر والتقوى، تعظيم الحرمات،
تفريج الكربات، التفكّر ...
ولكن بقدر الصعود يكون الهبوط فحذار ..
كثـِّر من عملك ..
عوِّض ما فاتك .. حتى
إن فاتك أكثر من يوم لم تستطع فيهم الإجتهاد، فاصنع كما كان ابن عمر يصنع
إذا فاتته الجماعة .. كان يصوم يومًا ويحيي ليلة ويعتق رقبة.
لا تيأس ولا تحزن ..
تَحَسر على كل ثانية فى رمضان .. وعليك أن تنجز كل يوم شيئًا جديدًا.
لا تحقرن من المعروف شيئًا ولا من الذنوب شيئًا ولا تدع بابًا للخير إلا وطرقته ..وفرِّغ قلبك لله ..واعلم أن ما تفعله من خير يعلمه الله.
وأخيرًا، إن اجتهدت فلا تنثر العِقّد ..قال اللهتعالى{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ..}[ النحل: 92]
نسأل الله جلّ في علاه أن يُقمنا على دربه حتى نجتهد في طاعته .. وأن يمُنَّ علينا بحُسن الصيام وحُسن القيام وحُسن تلاوة القرآن،،
المصادر
تكملة لدرس "للمجتهدين في رمضان" للشيخ هاني حلمي