يقول أحد الدعاة : أذكر رجلاً كان في ضعف وضيق حال , كان يذهب ويسعى لوالده فإذا جاء بالأجرة في يومه جاء ووضعها على الطاولة ويستحي أن يمد يده لأبيه .. فلما سألته عن ذالك ، قال : أستحي أن ارفع يدي على يد أبي فتكون منّة على والدي ..
( يحكي لي وهو عالم من العلماء ) ويقول كنت لما أضع المال بين يديه يَدْعُ الله لي ويقول : اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله .. فجلس سنين طوال وهو تائه في الأعمال حتى شاء الله يوماً وهو راجع من عمله أن يلتقي بعالم كان عمدة للفتوة في بلده ، فقال : أي بني ما هذا الذي أنت فيه ؟
قال : ما ترى ، أسعى للرزق ، قال : هل لك أن تجعل لي يوما من أسبوعك .. قال : نعم ونعمت عيني بذلك ، فما زال يتردد على ذالك العالم حتى جاء اليوم الذي يناقش فيه رسالة في الدكتوراه في تفسير القرآن العظيم .. فلما دعي للمناقشة وجلس ، إذا بشيخه وأستاذه يقوم له مهابة وإجلالا ًلما كان فيه من العلم والخشية ..
وقال : تفضل يا شيخ فلان .. فجلس يبكي فقال له تبكي ونحن نريد أن نُجِلَّك ، فقال تذكرت دعوت أبي رحمه الله .
من فوائد القصة : ـ
ـ بر الوالدين من أسباب سعادة وفلاح الإنسان في الدنيا والآخرة .
ـ دعاء الوالد لولده مستجاب .
ـ بالعلم يرتفع قدر الإنسان ويعلو شأنه .
من كتاب / ( قصص من الأشرطة النافعة ) بتصرف