أكد .د حسن باصرة رئيس قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبد العزيز أن ماتناولته المواقع والمنتديات عن نهاية الأرض في عام 2012م ماهي إلا أوهام و أخطاء فادحة ، فهذه نبؤآت منجمين وليست مؤشرات علمية.
وقال : نهاية العالم خبر من ضمن الأخبار التي تندرج في قائمة الإشاعات التي تجد لها وسائل الإعلام مجالات خصبة تترعرع فيها حيث انتشر في الأوساط خبر نهاية العالم في 2012 وذلك بسبب ظهور كوكب على أطراف المجموعة الشمسية أطلق عليه اسم نيبرو. وانه سوف يعترض مسار الأرض وسيتمكن سكان الأرض من رؤيته وكأنه شمس أخرى . وأن له مغناطيسية هائلة ستعمل على عكس المجال المغناطيسي للكرة الأرضية مما يتسبب في عكس دورتها حول نفسها وهذا ما يفسر طلوع الشمس من مغربها كعلامة من علامات الساعة. وان لهذا الكوكب دوره حول الشمس كل 4100 سنه وانه تسبب في انقراض الديناصورات قبل 4100 سنة تقريبا وانفصال القارات عن بعضها البعض الذي ما عُرف بالانفجار الكبير، وأمور أخرى.
دعونا نفند هذه الجُمل واحدة واحدة، انعكاس المجال المغنطيسي لا يتسبب في عكس حركة الأرض بل اتجاه حركة الأرض يتسبب في توزيع الأقطاب للمجال المغنطيسي للأرض. ثم حصر دورة هذا الكوكب في 4100 سنة وجعلها من أسباب انقراض الديناصورات أي في فترة ما بعد بناء الأهرامات والحضارة الفرعونية وما جاورها من حضارات وادي الرافدين والتي لا يوجد في آثارها ما يشير إلى وجود الديناصورات والتي تؤكد الأبحاث العلمية بأنها انقرضت قبل ملايين السنين. ثم كذلك نسب إلى المرور الأخير لهذا الكوكب انه تسبب في انفصال القارات عن بعضها البعض الذي ما عُرف بالانفجار الكبير وهنا نجد أننا أمام دراما لا يمكن أن يصل إليها مستوى أفلام الخيال العلمي في ربط مرور الكوكب بتزحزح القارات الذي حدث قبل ملايين السنين وبين نشاءه الكون أي قبل وجود المجموعة الشمسية ككل. كذلك هنالك الكثير من الهرطقة التي سطرت لهذه الشائعة وتغذيتها بأرقام وبعض من الحقائق المغلوطة لكي يكون لها في نفس المتلقي موقع ليقوم بتصديقها.
ولعل من أكثرها إشكالا ما جاء في مقال عن دراسة صادرة عن صرح علمي عربي بهذا الخصوص، فدعونا نحلله ببعض من الروية، ورد في المقال انه لوحظ من دراسة صور للمجموعة الشمسية والمجرات وطبيعة دورانها أن لها تأثير على مناخ الأرض، وهذا أمر يرده طالب المتوسطة إذ لا يتأثر المناخ ولا الطقس إلا بالشمس إذ لا علاقة للمجرات ولا الكواكب. ثم ينتقل المقال إلى ارتطام جرم مجهول بالأرض يؤدي بنهاية البشرية وأسند ذلك مؤشرات علمية من الحضارة السومرية وحضارة الماية والحضارة الصينية وغيرها، وهنا خطاء فادح فهذه نبؤآت منجمين وليست مؤشرات علمية. وان يوم القيامة لا يعلمه إلا الله . يقول المولى عز وجل ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ﴾ الأحزاب: 63
هذا وقد كنا قبل أسابيع مع إشاعات تكررت واتسعت لها الآذان والصدور وتصدرت في المجالس والدور، بشكل غير لائق مما جعلني اردد ما قاله السيد الشاطري:
يا آل يعرب هل يليق بكم----------------- أن تقتلوا الوقت بالـهذيان
كبقية الأمم الضعيفة شأ ------------------ نها قصر يد وطول لسان