بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على نبيه الكريم
و بعـــــــــد:
كباقي الجزائريين الغيورين على وطنهم و المحبين
له ظالماً كان أو مظلوماً ، و أنا أتابع ما ترصدونه من أخبار و صور ، يتوهم القارئ
من فظاعتها و بشاعتها أو السامع أو الناظر أن ما يشاهده أو يقرأه أو يسمعه نتائج و
خسائر معركة ضروس بين عدوين متطاحنين منذ عقود و سنين ، في حين أن ما سبب لكل ذلك
لا يزيد عن نصف الحول من السنة التي لا تزال تسير بنا، و أمام كل ذلك لم أستطع
الصبر أكثر، فلطالما عبرت عن استيائي بالحركات التي تدل على الزعل أو الكلمات التي
تصرح بالغضب ،و لما زاد الأمر عن حده لم أشعر إلا و أنا أحمل قرطاسا و قلماً ، و
أنا على سرير المرض بمستشفى " سيدي اعباز " بمدينة غرداية الكائن
ببلدية " بنورة "، و أبعث بما جاش في خاطري للمنتدى الغالي عله يشرق به
على جمهوره الغفير عساه يجد فيه عزاء و متنفساً كما وجدت بعد أن كتبت قائلا:
يا لشماتة الأعداءِ فينا
يا لهف نفسي عما كواها و أوجعها أنينا
من لم يسمع ما سمعت بل أبصره يقينا
ضيوفاً أتينا الديار كِراماً ، لا غاصبينا
و وروداً وُعدنا نُلاقى، لكن بأحجار رُمينا
وا عزيزاه، أعد الحساب أما ترى ما لقينا
تداعى الفراعنة علينا بالأذى و الضرب موجعينا
لِمَ كل هذا التهالك و عمَ؟ يا مصر أجيبينا
أهكذا التِرحاب يا أُمُ؟ أم أننا جزائريينا
تراشقتمونا بالحجارة رجما، أرأيتمونا شياطينا ؟
و عُدِمنا حبكم و عزكم بل بناركم اكتوينا
أخلفتم الوعد غدراً و قد ادعيتم: ادخلوها آمنينا
و علاَمَ الخُلفُ ؟ ألستم لحظنا حاسدينا ؟
حسبناكم تبتغون حرباً ، بل رأيناكم صهايينا
لقد سجل التاريخ عذراً، فلا تدعون مفترينا
نفختم صدوركم حقدا علينا و نحن لكم مسالمينا
فتحتم لأنفسكم سجل عار بدماءٍ لمناصرينا
هنيئا لكم على حسن تكرمكم أذلة صاغرينا
سينضب النيل قهراً قبل أن يفي اعتذاره إلينا
و ستعجزعن السجود الأهرامات استحياءً لتراضينا
و سيخرس الأزهر ذهولاً قبل أن يُفتينا
و يتمنى الفراعنة ندماً و أبداً لو ما كانوا فراعينا
فلله نشكو ظلمكم كلا و لا غيره مُشتكينا
و يا حسرتنا على حسن ظننا بكم و إساءته فينا
لو كنتم رجالاً لكان عداؤكم أولى لأعادينا
لكن يا أسفاه و يا لشماتة الأعداء فينا
سجل يا تاريخ نصفَ نوفمبر تسعة بعد ألفينا
بدم زكي من أبناءِ لجزائرنا الحزينة
و ضمه لمسك الشهداءِ حتى تتم الملايينا
فنوفمبر قد عاد ليشهد بطولات اللاحقينا
و أَطبق على هذا للذكرى فالذكرى و الله ثمينة
و يا دهر اشهد بأنْ:سيلقى الشامتون كم لقينا.
بقلم الأستاذ: أحمد ابليلة
من مستشفى سيدي اعباز بغرداية – بتاريخ :16/11/2009