@عمر@ مشرف منتديات الأدب العربي
عدد الرسائل : 2567 الهواية : حب الشعر المزاج : سعيد والحمد لله الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث : نقاط التقييم : 3411 تاريخ التسجيل : 31/01/2009
| موضوع: الرحلة العلمية للشيخ سيدي عمر الشيخ مع الشيخ المغيلي الأحد 20 ديسمبر 2009 - 15:43 | |
|
الرحلة العلمية للشيخ سيدي عمرالشيخ مع الشيخ المغيلي من كتاب: الطرائف والتلائد من كرامات الشيخين والوالدة والوالدمع صفحات الرحلة من المخطوط
قال صاحب كتاب: "الطرائف والتلائد من كرامات الشيخين والوالدة والوالد"
الشيخ سيدي محمد بن سيد المختار بن سيدي بابا الكنتي
"قال شيخنا في الإرشاد معرفاً به: ومن الأولياء المشهورين بالعلم والولاية جدنا سيدي عمر الملقب بالشيخ، وتواتر عنه أنه حفظ قبل أوان بلوغه الأشد ألف مجلد في أنواع فنون العلم وأنه رحل إلى الغرب الجواني برسم الإستفادة بعد ماعمره أبوه وشيخه سيدي أحمد البكاي فطاف جميع بلاد الغرب فلم يجد من يفيده بمسالة من جميع فنون العلم فعمل الرحلة إلى إقليم الشام فلم يظفر فيه من يفيده كذلك ولا من يتعلم عليه بل كانوا ياخذون العلوم عنه, ثم حج ورجع إلى المغرب فجال في بلاد التكرور فلقي بها الشيخ الجليل القطب الكامل سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي, وقد أقبل من بلاد هَوْصَ يريد التكرور والمغرب الأقصا برسم دعوى الناس إلى الإسلام والهدى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وحمل الناس على السنة والحجاب – ( أظن أن اللفظة الكتاب ) – فتفاوضا في العلم وقال له: من أين أقبلت يا فتى؟ قال: من المغرب الأقصا وهو مسقط رأسي ومحل إقامتي ونشأتي. وقال إن أرضا يأتي منها مثلك في حداثة سنك لا تحتاج إلى مثلي ثم تفاوضا في علم الباطن فأربى عليه الشيخ بن عبد الكريم فانخلع له من جميع ما بين يديه ولازمه برسم الصحبة ثلاثين سنة, في تلك المدة توجها إلى المشرق فلما بلغا برقة إذا رئيس عربها قد تزوج بربيبته فبلغ ذلك الشيخ فتوجه إليه فلما رآه وبخه وقال يا ملعون خالفت الكتاب والسنة وإجماع الأمة بما فعلت فحمل عليه ليطعنه برمحه فأشار إليه الشيخ بأصبعه فطار رأسه عن جثته بمجرد إشارة الشيخ, فسارا إلى وجهتهما حتى بلغا قرية أسيوطة وهي على شاطيء بحر الروم من جهة برقة فوجدا فيها الشيخ الكامل السيد عبد الرحمان السيوطي فسألهما عن مقدمهما وما رأيا في طريقهما فأخبره الشيخ المغيلي بما وقع بينه وبين رئيس عرب برقة وبموته على يديه بإذن الله تعالى, فلم يلبثوا أن رأوا (جاء) الطلب يريدهما فأفزع ذلك السيوطي فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فقال له سيدي محمد بن عبد الكريم: أتظن يا عبد الرحمان أنا جئنا مستغيثين بك أو ملتجئين إليك؟ فلو شئت لألقيت قريتك هذه في البحر المحيط ثم خرجا إلى الطلب وأشار إلى الأرض فانشقت الأرض من بين أيديهم ومن خلفهم بقدرة الله تعالى حتى عاينوا التخوم, فلما رأوا ذلك استعفوهما فقال لا يكون العفو إلا بعد التوبة وأن لا تعودوا لمثل فعل رئيسكم ولا تتعرضوا لحاج ما بقيتم فتعاهدا معهم وتعاقدا على ذلك ثم أشار إلى الأرض فرجعت كما كانت, فكر القوم إلى أهليهم راجعن أدراجهم ودخلا على السيوطي في مسجده فقال له الشيخ بن عبد الكريم: ما معك من العلوم يا عبد الرحمان؟ فقال : إني لأحصي أحاديث النبيe من أولها إلى آخرها؛ فقال عسى أن لا تكون كذلك فإن كنت صادقا فإني سائلك في الأحاديث التي صح ورودها عن رسول اللهe فجعل يملي عليه الحديث فيقول له لم يبلغني فيدور بسارية من سواري مسجده ثم يقبل إليه ويقول: صدقت حتى أفاده خمسمائة حديث, فقال سيدي عمر الشيخ ما باله لا يصدقك في الحديث حتى يطوف بالسارية؟ فقال إنه لا يتمكن من رؤية النبيe حتى تغيبه السارية فيراه فيسأله عن الحديث فيقول هو صحيح عني ولو أنهe غاب عني طرفة عين ما عددت نفسي في المؤمنين؛ فمن يومئذ أقر السيوطي لابن عبد الكريم بالتقدم في العلم والولاية فأخذ كل منهما عن صاحبه الأوراد وكان ابن عبد الكريم لا يقول له إلا عبيد الرحمان فلما ألف البرهان قال: صار الطالب عبد الرحمان عالما, فلما ألف الإتقان قال: تبحر السيد عبد الرحمان في العلوم, ثم توجها إلى الحج فحجا ثم انصرفا إلى المدينة برسم زيارتهe فلما أشفيا على المدينة المشرفة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام – أرتجل قصيدته العجيبة التي مطلعها:
بشراك يا قلب هذا سيد الأمم *** وهذه حضرة المختار في الحرم
فلما وافى الروضة الشريفة هم الوكلاء بمنعه فقال:
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي *** فالعبد ضيف وضيف الله لم يضم
فاهتزت عند ذلك الروضة الشريفة وانفتح بابها وفر الوكلاء لعظم ما رأوا, فدخل الروضة الشريفة فمكث فيها ساعة فأقبل الناس عليه فجعل يقول: لست هنالكم فلا تشغلوني عما أنا بصدده فمن كان منكم يريد البركة فعليه بالروضة الشريفة فإنها عين الرحمة ومنبع الحكمة وأصل الهداية فلما رجعا من حجهما وفقا ذلك تعدي أهل قرية من قرى توات على إبن الشيخ بن عبد الكريم فقتلوه وكان سْكٍيا إسحاق يجل الشيخ بن عبد الكريم ويخدمه فأخبره بقتل أهل تلك القرية لولده, فقال له اقتل قاتله فقال لا يكون ذلك فإن أهل القرية كلهم قد تملاؤا على قتله قال ولئن لم تفعل لأدعون الله فليخربن مدينتك هذه وليذهبن دولتك ولأدعون الله على أهل القرية المقتول فيها ابني فيهلكوا او تخرب قريتهم وتفسد ثمارهم فأغضب ذلك سْكٍيا وانصرف الشيخ وتلميذه سيدي عمر الشيخ حتى بلغا مدينة يقال لها كاشن فأقبل أهلها عليهما بالتعظيم والإجلال وأخذ الدين والعلم على الشيخ فلما رآى ذلك رد صاحبا له الى كوكوا مدينة سكيا فقال له إذا سألك عني فقل له إن الشيخ قد مات فإن حزن واسترجع تركته ودولته وبقيت مدينته عامرة إلى آخر الدهر وان رأيته لم يبال فاني انقل دولته إلى كاشن هذه فتبقى مدينة خرابا الى آخر الدهر فلما أتاه صاحب الشيخ سأله عنه فقال انه توفى رحمه الله فقال لا أبالي فلما رجع الصاحب إلى الشيخ واخبره بذلك أشار بكمه وقال مدينة كوكوا خراب ودولة سنغى تباب نقلنا عمارتها الى كاشن فهي عامرة حتى يأتي أمر الله ثم غزا توات فخرب تلك القرية وافني أهلها فهي الآن خراب ولما احتضر رضي الله عنه جمع من ثَم من الناس فقال لهم من يريد مني بركة ونفعا فليطلبهما من سيد عمر الشيخ فانه احتوى على جميع ما عندي فأكله كما يأكل الإنسان التمرة ويلقي بالنواة وأوصى سيد عمر الشيخ أن يتولى غسله وتجيزه فلما فعل ما أوصاه به رجع إلى أهله فاستن بسنته في الدعوة إلى الله تعالى وإرشاد الضال وتعليم الجاهل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة المواسم والحيطة على الضعفاء والمساكين وزجر الطغاة والظلمة والأخذ على أيديهم وكان يأمر بنيه بذلك ويحضهم عليه ويستعملهم فيه فلما كان آخر عمره وقام بنوه بمصالح العامة تجرد للعبادة حتى مات وهو على رأس جبل من جبال سوسن وذلك انه بينما هو يصلي إذ مر به بعض قطاع الطرق البربر فرموه ببندقة فلما جرح وخرج دمه خالط نوره العنان ففزعوا من ذلك وأتو قرية يقال لها آق فقالوا له لقد رأينا هذه الليلة رجلا يصلي على الجبل فرميناه ببندقة فلما خرج دمه خرج معه نور خالط السماء ففررنا إليكم لنخبركم بذلك فذهب إليه أهل القرية فجهزوه وحملوه فلما وضعوه ليصلوا عليه غشيتهم طيور بيض كثيرة فوجدوا رائحة المسك فلما كبروا عليه سمعوا التكبير بين السماء والأرض اتصلت به الأصوات إلى العنان فبنوا عليه قبة فهو ثم يزار إلى الآن ويتصدق على روضته بالدنانير والدراهم وأنواع الثمار والحبوب فيحمل ذلك من يحتاج إليه من الضعفاء والفقراء ويأكل منه الزائرون وتواتر الخبر عن صلحاء أهل سوسن انه لا يأتي ضريحه احد في حاجة كائنة ما كانت إلا قضيت وتوفى في حدود الستين بعد تسع مائة عن مائة وأربعين سنة وأربعة وأربعين يوما وما مات حتى بلغ القطبانية العظمى تواتر عنه انه كان ينظر إلى ما بين العرش والفرش كما ينظر إلى الدرهم في كفه رضي الله عنه وأعاد علينا من بركاته.
| |
|
B.Adel تطوير المواقع و المنتديات
عدد الرسائل : 2393 الهواية : الجزائرية المزاج : جيدا الوسام الأول : الوسام الثاني : الوسام الثالث : نقاط التقييم : 3645 تاريخ التسجيل : 13/01/2010
| موضوع: رد: الرحلة العلمية للشيخ سيدي عمر الشيخ مع الشيخ المغيلي الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - 14:42 | |
| | |
|