بسمـ الله و كفى و الصلاة على نبيه الذي اصطفىنبذة عن حياة فضيلة الشيخ محمد باي بلعالم رحمه الله هو العالم ابن العلماء والفقيه ابن الفقهاء الشيخ باي بلعالم بن محمد عبد القادر بن محمد المختار بن احمد العالم القبلوي الجزائري ويعود نسبه إلى قبيلة فلان والتي تضاربت حولها الأقوال واختلفت فيها الآراء والشهير أن أصولها تعود إلى قبيلة حمير القبيلة العربية الشهيرة باليمن ولد الشيخ سنة 1930 م في قرية ساهل من بلدية اقبلي بدائرة أولف ولاية ادرار دولة الجزائر .
دراسته وتعليمه:
تربى الشيخ في أسرة اشتهرت بالعلم والمعرفة، حرصت على تعليمه فبداء بالقران الكريم في مسقط رأسه في مدينة ساهل ،هذه القرية التي كانت تعد منارة للعلم والمعرفة والتي تخرج منها العديد من العلماء والفقهاء ، فدرس القران الكريم على يد المقرئ الحافظ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن المكي بن العالم ، ودرس على يد والده مبادئ النحو والفقه ، فكون ثروة ورصيدا هاما من العلوم والمعرفة ، ودرس على يد الشيخ محمد عبد الكريم المغيلي مدة من الزمن ، ليشرع ــ حفظه الله ــ في ترحاله في طلب العلم والمعرفة قاصدا زاوية الشيخ أحمد بن عبد الله المعطي السباعي ، مكث هناك حوالي سبع سنوات حيث تلقى فيها عدة علوم منها ( علوم القران والحديث و النحو والفقه المالكي وأصوله والفرائض ….) وخلال فترة دراسته تحصلا على عدة إجازات منها الإجازة العامة بعد إنهاء دراسته عن شيخه الطاهر بن عبد المعطي السباعي وإجازة أخرى عن شيخه الحاج احمد الحسن والشيخ البدليمي في الحديث الشريف وأخرى من الشيخ العلوي المالكي المكي ـــ رحمه الله تعالى ــ ( مدرس بالمسجد الحرام ) كما تحصل على شهادة ليسانس في العلوم الإسلامية .
أسفار الشيخ ورحلاته :
رغم انشغاله وجسامة المسؤوليات الملقاة على عاتقه إلا انه لم يتوقف عن التحصيل العلمي والمعرفي ليشغل وقته الثمين بالمطالعة والتأليف والترحال إلى عدة بلدان في داخل الوطن و خارجه ، حيث كانت له لقاءات مع عدة شيوخ وطلبة حيث أفاد واستفاد، ومن الدول في الخارج التي زارها ( تونس والمغرب الأقصى وليبيا والمملكة العربية السعودية ) حيث كانت أول زيارة له إلى المملكة العربية السعودية من اجل أداء فريضة الحج سنة 1974 م ، ليعود إليها سنة 1984م للمرة الثانية ،
كتبه ومؤلفاته :
ألف الشيخ في فنون عديدة فكتب و نظم وشرح وحقق في ( علوم القرءان والحديث والفقه وأصوله والميراث والسيرة والتاريخ والوعظ والإرشاد والتوجيه …) ، فله ما يزيد عن ( 35 كتاب ) ، فشرح في علوم القران ألفية الغريب في جزأين والمفتاح النوراني على المدخل الرباني في الغريب القرآني ، وله في الحديث كتاب أسماه كشف الدثار على تحفة الآثار وله في الفقه المالكي ما يزيد عن( 14 كتابا ) ونذكر منها كتاب مرجع الفروع لتأصيل من الكتاب والسنة والإجماع الكفيل شرح نظم الشيخ خليفة بن حسن السوفي على مختصر خليل المسمى جواهر الإكليل في ( عشرة أجزاء ) ، وله كتاب اسماه إقامة الحجة بالدليل شرح على نظم بن بادي على مهمات خليل في ( أربعة أجزاء ) ، وله أيضا ملتقى الأدلة الأصلية والفرعية الموضحة لسالك على فتح لرحيم المالك في ( أربعة أجزاء ) وله ألفية في الفقه تحتوي على ( 2509 أبيات ) والى غير ذلك من مؤلفاته الفقهية ، وله في علم الفرائض ( المواريث ) ما يزيد عن (خمسة كتب ) منها الدرة السنية في علم ما ترثه البرية نظما ، وله أيضا الأصداف اليمية شرح الدرة السنية ، وله في أصول الفقه شرح على منظومة العمريطي وتسمى بركائز الوصول على منظومة العمريطي في علم الأصول ، وله أيضا ميسر الحصول على شرح سفينة الأصول ، وله في السيرة النبوية فتح المجيب على سيرة النبي الحبيب ، وله في النحو ما يزيد عن ( ستة مؤلفات ) منها : منحة الأتراب على ملحة الإعراب ، وله اللؤلؤ المنظوم على نثر ابن اجروم ، وله في التاريخ الرحلة العلية إلى منطقة توات لذكر بعض الأعلام والآثار والمخطوطات والعادات في ( جزأين ) ، وكتاب قبيلة فلان في الماضي الحاضر وما لها من العلوم والمعرفة والمآثر ، كما أن له عدة محاضرات في الدعوة والتوجيه والإرشاد والتي ألقها في عدة مناسبات وملتقيات في عدة بلدان ، كما انه لم يمهل جانب الأدب والشعر فله عدة قصائد في عدة مجالات ، ودون عدة رحلات فله ما يزيد عن عشرين رحلة مكتوبة للحج والعمرة ، ورحلته إلى المغرب الأقصى ، وله عدة كتب لم تطبع ومنها ما هو الآن تحت الطبع ، وله وقفيات في مكتبة الحرم النبوي الشريف وهو ما يزيد عن 14 كتاب منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط .
برنامجه في التدريس :
يعكف الشيخ في كل عام على إتمام ختم صحيح البخاري وتدريسه كاملا ما بين شعبان وذي الحجة ، حيث يختم في الأربعاء الأخيرة من شعبان من كل سنة ، ويدرس أيضا موطأ الأمام مالك كاملا ، وشرح صحيح مسلم كل سنتين ، كما يدرس تفسير القران الكريم وله في ذلك خمسة أيام في الأسبوع ويقوم بتدريس المتون والكتب التي ألفها ، كما يعكف على تدريس الطلاب وتأطيرهم مع كوكبة من المشايخ والذين تخرجوا على يده منهم فضيلة الشيخ بن مالك احمد والشيخ لكصاسي محمد والشيخ عبد القادر حامد لمين والشيخ عبد الله حامد لمين والشيخ لعروسي عبد القادر ، فتقوم الزاوية بدور هام في المنطقة فتساهم في تعليم الطلاب أمور دينهم ودنياهم ، حيث يقصد المدرسة القرآنية التابعة لزاوية مئات الطلاب من داخل الوطن وحتى من خارجه فتضم المدرسة عدة أقسام منها قسم لطلبة الداخليين وقسم أخر لطلبة الخارجيين وقسم للبنات وقسم أخر لنساء ، فتضم الزاوية ما يزيد عن 200 طالب وطالبة ، فتدرس الزاوية القران وعلم التجويد والفقه وأصوله والنحو والتوحيد
وفاته
لـ توفى الشيخ رحمه الله تعالى يوم الأحد 23 ربيع الثاني 1430 هـ الموافق19 أفريل 2009 م
منقول .. بتصرف