السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أي رسالة تريد مصر السياسية أن تبعثها للعالم و خاصة لغزة المحاصرة بحصار عربي من الدرجة الأولى و أي تلاعب بالأفكار تلعبه كذلك ألآن إسرائيل لطالما صفعت مصر و كل من تغني بالقضية و ليس له صوت جميل ترد هي بالصفع المتكرر أليس تزامنا مع اجتماعات مبارك و عباس من جهة و مبارك و ملك الأردن من جهة أخرى صادقت إسرائيل على مخطط استيطان جديد يهدف للتوسع في القدس و ضواحيها أما عاد حاملو القضية رغما عنا يحسون بألم الصفعات الإسرائيلية , و أي رسالة تريد مصر السياسة كذلك أن توصلها غصبا لنا حين تنام قافلة شريان الحياة أياما و تستفيق على رفض مصر عبورها لأن قانون المعابر المقدس لدى مصر لا يسمح لها بالعبور إلا على ميناء العريش و بالطريقة المصرية و هنا تتباين المصالح جيدا يا إخواني منضمو القافلة و رغم الوقت الضائع الذي تسببت فيه مصر إلا أن مصلحتهم نصرة من يحتاج لنصرة فسلكوا المسار الذي أمرت به مصر و في المقابل لا مصلحة لمصر في مساعدة غزة و لو كان العكس فهل يتساوى قانون معابر مصر و أرواح الأطفال في غزة .
شقت القافلة طريقها دون أن يهمها التأخير و كان المهم الوصول في النهاية و مرت بسوريا ثم ميناء العريش و كلها أمل أن تدخل المساعدات لغزة فالأمهات ينتظرون حليب أطفالهن فالخبز جف و الضرع كف , و لكن كأن مصر السياسة فرحة لذلك كيف لا و ما كنا نتخوف منه حصل لا مرور لـ 48 شاحنة لماذا ؟؟؟
غزة المحاصرة لا سبيل لها سوى معبر يؤدي إلى سجان من نوع جديد معبر يؤدي إلى حكومة عنصرية من نوع ما شاهدته الإنسانية من قبل ماذا يريدون بتجويع غزة ....ترك السلاح و الانبطاح ؟؟
لعق الأحذية الإسرائيلية كما يفعل بعض القادة الذين لا يعرفون شيء عن الكبرياء
كنا خائفين من أن مصر سوف تختلق الأسباب لمنع المساعدات و منعتها و تحججت و غنت على المعابر
و كنا خائفين كذلك من أن مصر سوف تختلق أسبابا أخرى حين تغير القافلة مسارها حسب طلب مصر و تمنعها و منعت و نحن ننتظر الحجة على المنابر .
ما الهدف من هذا التلاعب بمصائر الشعوب و لماذا هذه الخيانة التي تسرق البسمة من طفل غزة و ترسمها حيرة غامضة على خدود أم الطفل لماذا ؟؟؟
هل وصل بمصر بأن تقارن بين مصير شعب بأكمله و بين أركيسترا المعابر و الموانئ , إن القافلة تضم عددا كبير من الجنسيات المختلفة و مصر العربية تفعل ما لا يرضاه الضمير
مصر الآن كنضام ما عاد يردعها لا إنسانية و لا جيرة عربية و لا حتى فتاوى المشايخ خاصة فيما يخص الجدار , هذا الجدار الذي منذ أن عولت عليه مصر و هو يبكي صارخا و يقول : أنا لا أريد أن أكون هنا و لكن مبارك أجبرني أن انتصب هنا مانعا ريح العروبة بين مصر و غزة
و إن للتاريخ مزهريات و مزابل , فماذا سيفعل النظام المصري يهما
أولا : في مزهرياته التي من المفروض أن تحمل ورود الياسمين تفوح بعطر الرجولة العربية , و لكن لا وجود لها هذه الأيام فالاحتباس السياسي المصري أثر في منتوج هذا العام من أزهار العزة و ما عادت بساتين مصر تصلح لإنتاج محصول الزهور .
ثانيا : المزابل , و في مزابل التاريخ التي تنبعث منها النتانة و رائحة الجيف و بقايا الأكل من مائدات الخذلان التي ما سمو قبل الجلوس عليها و لو أنهم سمو لطارت و تلاشت لأنها كيد ساحر و الساحر بيننا , هذه المزابل مملوءة عن آخرها و رائحة العفن العنصري الذي تسببت فيه من تجوع غزة و شريكها في ثنائي العنصرية العربية , و لو كانت مزهرية مصر فيها القليل القليل من الورود لغطت القليل من الرائحة الكريهة .
إن هذه الولادة العسيرة في وطننا الآن و الحامل بين ألم المخاض و بين تمني النفس بمولود عيونه زرقاء و شعره أصفر و لكن رائحته ليست عربية و القابلة المشرفة على هذه الولادة إسرائيلية درست التوليد في جامعة أمريكية .
كم نتمنى أن تمر قافلة المساعدات لغزة و لا تنهك قواها كما من قبل و تقول لها مصر عليك أن تسلكي هذه المرة مسلكا لا وجود له
بقلم مواطن جزائري غيور على فلسطين