قصيدة نزار قباني إلى رجل
متى ستعرف كم أهواكَ .. يا رجُلاً
أبيعُ من أجله الدنيا .. وما فيها
يا من تحديتُ في حُبي لهُ .. مُدُناً
بحالها .. وسأمضي في تحديهـا
لو تطلُبُ البحر .. في عينيكَ أسكبُهُ
أو تطلبُ الشمس .. في كفيَّكَ أرميها
أنا أُحبكَ .. فوق الغيـم أكتبهــا
وللعصافير ، والأشـجار .. أحكيها
أنا أُحبكَ .. فوق الماء أنقُشُــها
وللعناقيـدِ .. والأقداحِ .. أسـقيها
أنا أُحبكَ ، يا سـيفاً أسـالَ دمي
يا قصةً لستُ أدري.. ما أُسـميها
أنا أُحبكَ .. حاول أن تُسـاعدني
فإن من بدأ المأسـاةَ .. يُنهيـهـا
وإن من فتح الأبواب .. يُغلقهـا
إن من أشعل النيران .. يُطفيهــا
يا من يدخنُ في صمتٍ.. ويتركني
في البحر .. أرفع مرساتي وأُلقيها
ألا تراني ببحر الحبِّ .. غارقـةً
والموجُ يمضغُ آمالي ويرميهـــا
إنزل قليلاً عن الأهدابِ .. يا رجلاً
ما زال يقتل أحلامي .. ويُحيـيهــا
كفاكَ .. تلعبُ دور العاشقين معي
وتنـتقي كلمـاتٍ .. لستَ تعنيهــا
كم اخترعتُ مكاتيباً .. سـترسلها
وأسعدتني ورودٌ .. سوفَ تُـهديهـا
وكم ذهبتُ لوعدٍ .. لا وجود لـهُ
وكم حلمتُ بأثوابٍ سـأشتريهـــا
وكم تمنيتُ لو للرقص تطلبُني ..
وحيرتني ذراعي .. أين أُلقيهــــا ؟
إرجع إلي .. فإن الأرض واقفةٌ
كأنما الأرض قرتْ منْ ثوانيهــــا ..
إرجع .. فبعدكَ لا عِقـْدٌ أُعلقُهُ
ولا لمسـتُ عطوري في أوانيهـــا ..
لمن جمالي ؟ لمن شالُ الحرير ؟
لمن؟ ضفائري منذُ أعوامٍ أُربيهـــا ؟
إرجع كما أنتَ صحواً كُنتَ أم مطراً
فما حياتي أنا .. إن لم تكُنْ فيهـــا ؟