لتغيير باغت التحالف الرئاسي .. والمعارضة في وضعية تسلل
كشفت جولة استطلاعية في الشارع قامت بها الشروق يوم أمس تحولا عميقا في اهتمامات المواطنين بعد الأداء الباهت للفريق الوطني أمام إيرلندا، وبات الحديث في السياسة بديلا عن الخوض في الرياضة ومتاعبها، حيث طغت قضية التعديل الحكومي على النقاشات في المقاهي والشوارع وأماكن العمل والساحات العامة، وشبه "محمد. ب" "صاحب محل تجاري" أداء الفريق الحكومي بالظهور الهزيل لرفاق منصوري في إيرلندا مبرزا الفرق الشاسع بين الطموح المشروع والواقع المثبط.
أما "إبراهيم. د" طالب جامعي فقد تساءل عن جدوى التغيير الحكومي ومدى فعاليته في تحريك التنمية ووقف النزيف المالي وسرقة موارد الشعب في إشارة إلى ملفات الفساد في العديد من القطاعات، وتحدث الجميع عن تشكيلة أويحيى أكثر من التشكيلة التي لعب بها رابح سعدان ضد إيرلندا، وبسبب قساوة الهزيمة فضل الكثيرون التنفيس عن نفوسهم بالحديث عن التعديل الحكومي الذي أقره رئيس الجمهورية عبد العزيز
بوتفليقة، وتضمن بصفة رئيسية استدعاء أربعة أسماء على مهام أخرى، وتحويل مهام 8 آخرين، مع تسجيل دخول سبعة أسماء أخرى للمرة الأولى ضمن طاقم الوزير الأول أحمد أويحيى، وهي نفسها لتغييرات التي مسّت التشكيلة الجديدة للفريق الوطني من خلال التعديل الذي أجراه المدرب الوطني منذ أسابيع على الفريق الوطني الذي سيمثل الجزائر في المونديال، عندما استغنى عن أربعة لاعبين محليين، وقام باستدعاء سبعة أسماء جديدة لأول مرة، ودارت النقاشات بموجب ذلك تخلط السياسة بالرياضة. وفيما أبدى البعض أملهم في أن يكون لتشكيلة سعدان دور هام في كأس العالم المقبلة، استبعدت الغالبية العظمى هذه الفرضية، وعلى العكس تماما، رحب الكثير بالتشكيلة التي أقرها رئيس الجمهورية، ورأوا فيها خيرا، كون من تضمنتهم القائمة الجديدة، إما ذوي خبرة واسعة في الميدان، وإما أسماء معروفة بالنزاهة والصرامة، وبشيء من الدعابة والطرافة، تحدث بعض المواطنين عن التحويلات والتغييرات والتوقيفات، ومن التحويلات التي صنعت الحدث، الحقيبة السابقة التي كانت بيد الوزير جمال ولد عباس، هذا الأخير الذي تبادل المنصب مع السعيد بركات الذي أوكلت له مهمة التضامن الوطني والأسرة، وحرمانه من الجالية بالخارج، مما جعله مكلفا بالدرجة الأولى بقفة رمضان، والشبكة الاجتماعية، ومطالب أصحاب الاحتياجات
الخاصة وو ...وكل ما له علاقة بالفقر والحاجة والمرض أو الثالوث الأسود، فيما خلفه وزير التضامن الأسبق ولد عباس في منصبه ما جعل البعض يعلق "ولد عباس سيكون عسّاسا على صحة الناس"، علما أنه ورث القطاع وأزمة الأطباء المضربين لم تحلّ بعد.
ومن جهة أخرى، كلفت فضيحة التونة الحمراء بسواحل عنابة التي توبع فيها الأمين العام لوزارة الصيد البحري، إسماعيل ميمون، إحالته على السياحة، وفيما يتعلق بالهاشمي جعبوب، فقد قال فقهاء السياسة في المقاهي والساحات العامة، بأن الوزير قد تخلص من محنة التجارة الفوضوية والبيع بدون فوترة وارتفاع أسعار الاسمنت وغلاء البصل والبطاطا وأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والزيوت قبل رمضان المقبل، إذ من الممكن أن يصوم جعبوب رمضان دون مشاكل وهموم، كما سيصوم حميد تمار شهر رمضان في عملية الإحصاء، وفيما يتعلق بغلام الله، فقد اطمأن المواطنون بكونه باقيا على رأس وزارة الشؤون الدينية التي عمر فيها طويلا وحاز بركة الأئمة ودعاء المصلين، حاله حال زميله بن بوزيد الذي أصبح عميد الوزراء على رأس التربية، وكان للمواطنين وفقهاء علم الساسة والسياسة أحاديث أخرى في الكثير من الأماكن عن الوجوه الجديدة في حكومة أويحيى.
هي صورة عامة عن توجهات الشارع والنقاشات التي دارت في اليوم الذي أعقبت هزيمة الخضر وإقرار
التشكيلة الجديدة للطاقم الحكومي، حيث أدت الهزيمة القاسية بالجزائريين إلى تذكر شؤونهم الحياتية، لدرجة الخوض في الشؤون السياسية التي كانت ضمن آخر اهتماماتهم، ويبقى التساؤل مطروحا، هل يأتي التغيير الحكومي بنتائج إيجابية في تحسين ظروف معيشة الناس أم سيكون الجزائريون على موعد مع خيبات أخرى؟