صحيح أن المنتخب الوطني أقصي أمس من
المونديال، وصحيح أن الخضر لم يقدموا الآداء المطلوب منهم، لكن العلامة
الكاملة في المباراة و في الظهور الجزائري، حري بنا منحها للحارس رايس
مبولحي الذي كان فعلا رائعا في كل شيئ..في التدخلات، الخرجات، الشجاعة،
وخاصة في الثقة بالنفس، مما سمح له بفرض قوته ومهاراته
أمام منافس "سكن" تقريبا في منطقة الخضر في أغلب
فترات المباراة قبل أن يتمكن من التسجيل في الوقت بذل
الضائع.
حارس سلافيا صوفيا الذي لعب ثاني مباراة رسمية بالألوان الوطنية كان
جيدا وربما أكثر لأنه استطاع أن يخلف زميله فوزي شاوشي بامتياز كبير، وكأنه
يحرس شباك المنتخب الوطني منذ مدة طويلة، و يمكن القول إن الجزائر أخيرا
استطاعت أن تضمن خارطة جديدة لمنتخبها الوطني تقوم أساسا على بعض الأسماء
الشابة التي كشفت أن من الخطإ عدم الثقة فيها وعدم إبقائها دوما في الدفاع
مثلما حدث في المباراة الاولى، حيث لو غامر الخضر أكثر في الهجوم لكان
بمقدورهم التأهل إلى الدور الثاني دون الحديث عن مفاجأة، ولولا مطالب
الجماهير بالتغيير لما شاهدنا أمام إنجلترا وأمس تلك الروح الجماعية وذلك
المردود الجيد الذي أبان عنه الفريق دون استثناء، وقد لا نظيف شيئا إذا
قلنا إن مستقبل المنتخب الوطني مضمون، والموعد ضرب من الآن لخوض غمار
تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة ابتداء من شهر سبتمبر أمام تانزانيا،
إفريقيا الوسطى والمغرب.