أيها
الشعب الأمريكي إنني واحد من هذا العالم الذي تجمعه بكم الإنسانية وكان
قدرنا نحن وأنتم أن نكون بشراً نفرح ونحزن ونرضى ونغضب ونسعد ونشقى وقد
أخبرنا الله عنكم أنكم من أقرب الناس إلينا فقال (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون) وأمرنا سبحانه أن ندعوكم إلى كلمة صادقة وقضية عادلة ورسالة مقدسة فقال (قل
يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا
نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) .
إن
ديننا الإسلامي يأمرنا أن نحترم الإنسان ونرحمه ونشفق عليه وندعوه بالتي
هي أحسن إلى عبادة الله وحرم علينا الظلم وانتهاك حرمات الآخرين وسفك
دمائهم أو أخذ أموالهم بلا سبب شرعي.
إن
مخلص رسالة الإسلام هي إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد
ومن طريق النار إلى طريق الجنة ومن عالم الحروب والفتن والخوف والشقاء إلى
دنيا المحبة والأمن والسلام والسعادة .
إننا
نقدر لكم اختراعاتكم وصناعاتكم وإنتاجكم وتقدمكم الدنيوي ولكننا لا نرضى
جوركم وتعاليكم وتطاولكم على الشعوب لقد أنكرنا ما جرى لشعبكم وأمتكم يوم
11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن لأن ديننا ينهى عن قتل غير المحاربين من
النساء والأطفال والشيوخ الذين لم يقاتلوننا ولم يعلنوا الحرب علينا.
أيها الشعب الأمريكي إن كنتم بكيتم على ضحاياكم فقد بكينا نحن قبلكم على
ضحايانا في فلسطين من عشرات السنين وإن كنتم نزفتم الدمع سخياً على
أطفالكم فقد بعثنا الدمع شجياً على محمد الدرة وإيمان حجو وآلاف الأطفال
الأبرياء في كل شبر من فلسطين.
إن
الذي جرى للأمة الأمريكية يوم 11 سبتمبر لهو أمر محزن مؤسف ولكنه جرى لأهل
نجزاكي وهورشيما والصومال وصبرا وشاتيلا وقانا والعراق وفلسطين وأفغانستان
بسلاح أنتم تعرفونه وتعرفون من صنعه وأنتجه واستخدمه.
أيها
الشعب الأمريكي إنني أعلم أن معرفتكم بالإسلام قاصرة فصورة المسلم عندكم
ذاك القاتل الذي ينسف المباني ويفجر العمارات ويقتل المدنيين، ولكن
الحقيقة أن الإسلام ليس هو ما تعرفونه أنه دين جاء لسعادة البشرية ورحمة
الإنسانية، إنه دين حقن الدماء وصان الأعراض وحفظ الأموال وكرم الإنسان،
لقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن امرأة مذنبة سقت أحد الكلاب ماءً
فادخلها الله الجنة وأخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن امرأة حبست هرة
في بيت حتى ماتت الهرة فعذب الله المرأة بسبب ذلك فدين حرّم تعذيب الكلاب
والقطط ألا يحرّم تعذيب الإنسان أو قتله بلا سبب شرعي .
إن
أجدادنا الذين حملوا الرسالة الإسلامية الخالدة فتحوا البلدان فكانوا رحمة
على أهلها حتى قال مؤرخكم الشهير جوستاف لوبون: (ما عرف العالم فاتحاً
أعدل ولا أرحم من العرب).
أيها الشعب الأمريكي إنني أدعوكم إلى مسائل أربع:
الأولى: آمل منكم أن تقفوا دقائق معدودة فحسب لتقرءوا شيئاً صحيحاً عن الإسلام وتطلعوا على حقيقة هذا الدين العالمي من مصادره الموثقة.
الثانية: نطلب منكم أن لا يطال عقابكم الأبرياء بحجة إساءة من أساء فإن هذا محرم في كل الشرائع (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) .
الثالثة: لعلكم تستشعرون آلام الآخرين ومعاناتهم بما أصابكم فإن لهم قلوباً مثل قلوبكم ومشاعر مثل مشاعركم.
إنهم يبكون كما تبكون ويحزنون كما تحزنون.
الرابعة :
ندعوكم إلى العدل الذي قامت عليه السموات والأرض وفطرت عليه الخليقة وبُني
عليه الكون فلا تجعلوا قوتكم بلا عدل فتصبح عذاباً على المستضعفين ولا
تبنوا حضارتكم على الظلم فتصير دماراً على العالمين إن في ديننا الإسلامي
نصوصاً تدعونا إلى الشفقة عليكم والرفق بكم ودعوتكم بالحسنى وحسن معاملتكم
وتحريم ظلمكم والإساءة إليكم فهل لكم أن تعاملونا بالمثل.
لقد
شهد أجدادكم لأجدادنا بالعدل والرحمة والإحسان وجميل السيرة في الجزيرة
العربية وفي الشام والعراق وفي أوروبا حتى اعتنق الكثير من أسلافكم
الإسلام ودخلوا فيه أفواجاً.
إن الله عز وجل يقول في كتابه لرسوله: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين).
ويقول تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم لأصحابه "بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا".
ونحن
اليوم ندعوكم بلسان الاخوة الإنسانية ونناديكم بدعوة الإسلام أن تسمعوا
منا كلمة واحدة: تعالوا لنعبد رباً واحداً جل في علاه وآمنوا برسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم كما آمنا برسولكم عيسى عليه السلام تعالوا إلى عالم
الأمن والسلام والحرية ولنترك جميعاً دنيا الخوف والحروب والاستبداد .