السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
شكرا لك على القصيدة الرائعة والتي تضمنت كلمات اندثرت في وقتنا الحالي فقط أود الإشارة إلى قضية وهي متعلقة بالفصاحة لأنني رأيت بعض الردود قد فهمت عن الفصاحة أنها التكلف في استعمال الوحشي والغريب من الألفاظ وهذا غير صحيح ألبتة لأن الفصاحة لها شروط ثلاثة : وهي خلو الكلمة من الوحشي القديم ومن التنافر والغريب أما الوحشي فمثاله قولك : عن العجوز الحيزبون أو العلطبيس كما جاء في قصيدة سأوردها فيما بعد أما التنافر فمثاله بيت امرء القيس :
ظفائره مستشزرات إلى العلا **............. إلخ البيت فكلمة مستشزرات خرجت عن الفصاحة لأنها اشتملت على حروف لها نفس المخرج والصفة أما الغرابة فتتمثل في قولك افرنقعوا كما جاء في قصة الأعرابي الذي سقط من ناقته فهب الناس لينقذوه فقام وقال لهم : ما لكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي جنة افرنقعوا عني .
وبالمناسبة فإن القرآن تجنب كل هذه الأمور وسأمثل ببعض الأمنثلة التي تحضرني الآن كي لا أطيل مثلا تجنب القرآن ذكر كلمة الطوب لأنها ليست بأفصح من كلمة الطين فقال تعالى : على لسان فرعون : ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب (
كما تجنب جمع كلمة الأرض فقد ذكر في أحد المواضع السموات مجموعة ولم يذكر الأرض كذلك بل عبر عنها بتعبير آخر لما ينافي من قواعد الفصاحة والبلاغة فسبحان الله حين قال :
الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما
سورة الطلاق الايه 12
على كل أشكر لصاحب الموضوع وننتظر منه المزيد وأذكره بأن صفي الدين الحلي له قصيدة في هذا الشأن سأتفضل بذكرها في منتدى الشعر إذا سنحت لي الفرصة
عذرا على الإطالة وتحيتي