عاش حياة زاخرة بالإبداع
والصمود في الدفاع عن المبادئ
صاحب ''اللاز''
وحكيم الجاحظية في ذمة الله
توفي أمس، بالجزائر العاصمة، الروائي الطاهر وطار
عن عمر يناهز الأربعة والسبعين عاما بعد مرض عضال. وعلمت ''الخبر'' من عائلة المرحوم أن
جثمان الفقيد ينقل صباح اليوم إلى قصر الثقافة لإلقاء النظرة الأخيرة، ثم
تجرى مراسيم الدفن ظهر اليوم بمقبرة العاليا بالجزائر العاصمة.
ولد وطار
عام 1936 في بيئة ريفية بعين البيضاء، درس القرآن الكريم بمداوروش، وفي عام 1952 أرسله أبوه إلى
قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس. ثم التحق بتونس في 1954 حيث درس في جامع الزيتونة. وفي
سنة 1956
انضم إلى جبهة التحرير الوطني. تعرف عام 1955 على أدب جديد هو
أدب السرد
الملحمي، فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية
المترجمة،
فنشر قصصه القصيرة الأولى في جريدة الصباح التونسية، وجريدة
العمل، وفي
أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر
التونسية.
أسس الطاهر
وطار سنة 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة، وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة. ثم أسس سنة 1963
صحيفة الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها. وكان آنذاك من أشد المعارضين لانقلاب
19 جوان .1965 وبين عامي 1973 و1974 أشرف على الملحق الثقافي لجريدة
الشعب.
ظل وطار
موظفا في حزب جبهة التحرير الوطني، بحيث كان عضوا في اللجنة
الوطنية
للإعلام، ثم مراقبا وطنيا حتى أحيل على المعاش سنة ,1984 وهو في
الثامنة
والأربعين. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية بين عامي 1990 و .1992 وفي سنة 1989 أسس الجمعية
الثقافية الجاحظية، وأشرف عليها إلى غاية رحيله. ومن أشهر مؤلفات الطاهر وطار: ''الزلزال''،
اللاز''، ''الحوات والقصر'' و''عرس بغل''. وتؤرخ معظم أعماله لمختلف الأحداث التاريخية
للجزائر،
بدءا بحرب التحرير، كما هو الحال في روايته الشهيرة ''اللاز''،
وانعكاسات
الإصلاح الزراعي على الجزائر المستقلة في رواية ''الزلزال''. أدرجت أعماله الروائية الأولى
ضمن تيار الواقعية الاشتراكية، وترجمت إلى عدة لغات عالمية.