,،, آحكــآمـ رمضـآنيه مهمه لكـ \ـي فلآ تبخل ع نفسكـ بآالدخـول ْْ’,

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد :-



قال الله تعالى (يا أيها الذين ءامنوا كُتِبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)البقرة 183
وقال تعالى (شهرُ رمضان الذي أُنزِلَ فيه القرءان هدىً للناسِ وبينات ٍ من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ....)البقرة 185
ومعنى كُتِبَ أي فرض وقوله(فمن شهد منكم الشهر فليصمه) الأمر للوجوب

وقول النبي صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس) وذكر منها صوم رمضان
والأحاديث في الدلالة على فرضيته وفضله كثيرة ومشهوره وليس هذا مجال ذكرها
وأجمع المسلمون على وجوب صومه ومن أنكره كفر.





الحكمة من مشروعيته :-
أن فيه تزكية للنفس وتطهيراً وتنقية لها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة لأنه يضيق مجاري الشيطان في بدن الإنسان لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وفيه تزهيد في الدنيا وشهواتها وترغيب في الآخرة وفيه باعث على العطف على المساكين وإحساس بآلامهم لما يذوقه الصائم من الجوع والعطش.



متى يبدأ الصوم :-
ويبدأ صوم شهر رمضان إذا علم دخوله وللعلم بدخوله ثلاث طرق :-
1- رؤية الهلال قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وقال صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)
2- الشهادة على الرؤية أو الإخبار عنها فيصام برؤية عدل مكلف ويكفي إخباره بذلك لقول ابن عمر(تراءى الناس الهلال فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بصيامه)
3- إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً وذلك حينما لا يرى الهلال لقوله صلى الله عليه وسلم(إنما الشهر تسعة وعشرون يوماً فلا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تقطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له) ومعنى اقدروا له أي أتموا الشهر ثلاثين يوماً
ويبتدئ الصوم اليومي من طلوع الفجر الثاني وهو البياض المعترض في الأفق وينتهي بغروب الشمس
قال الله تعالى (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)البقرة 187



على من يجب ومن لا يجب الصوم :-
ويجب الصوم على كل مسلم مكلف قادر عاقل فلا يجب على كافر ولا يصح منه فإن تاب في أثناء الشهر صام الباقي ولا يلزمه قضاء ما فات حال الكفر ولا يجب الصوم على صغير ويصح الصوم من صغير مميز ويكون في حقه نافلة وقد كان الصحابة يعودون الصغار على الصوم ولا يجب الصوم على مجنون ولا يجب الصوم على مريض يعجز عنه ولا على مسافر ويقضيانه حال زوال عذر المرض والسفر قال تعالى (فمن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر)البقرة 184
ومن أفطر لعذر ثم زال عذره في أثناء نهار رمضان كالمسافر يقدم من سفره والحائض والنفساء تطهران والكافر إذا أسلم والمجنون إذا أفاق من جنونه والصغير يبلغ فإن كلاً من هؤلاء يلزمه الإمساك بقية اليوم وقضاءه وكذا إذا قامت البينة بدخول الشهر في أثناء النهار فإن المسلمين يمسكون بقية اليوم ويقضونه بعد رمضان




السحور والإفطار :-
قال صلى الله عليه وسلم (تسحروا فإن في السحور بركة)
وقد ورد في الترغيب بالسحور آثار كثيرة ولو بجرعة ماء ويستحب تأخيره إلى قبل طلوع الفجر بوقت قصير ولو استيقظ الإنسان وعليه جنابة أو طهرت الحائض قبل طلوع الفجر فإنهم يبدؤون بالسحور ويصومون ويؤخرون الاغتسال إلى بعد طلوع الفجر
وبعض الناس يبكرون بالتسحر لأنهم يسهرون معظم الليل ثم يتسحرون وينامون قبل الفجر بساعات وهؤلاء قد ارتكبوا عدة أخطاء منها :-
1- أنهم صاموا قبل وقت الصيام
2- يتركون صلاة الفجر مع الجماعة فيعصون الله ما أوجب عليهم من صلاة الجماعة
3- ربما يؤخرون صلاة الفجر عن وقتها فلا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس وهذا أشد حرماً وأعظم إثما قال تعالى (فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)الماعون 4و5 وويل واد في جهنم
ولابد أن ينوي الصيام من الليل فلو نوى الصيام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر فإنه يمسك وصيامه صحيح وتام إن شاء الله
ويستحب تعجيل الإفطار إذا تحقق غروب بمشاهدتها أو غلب على ظنه بخبر ثقة بأذان أو غيره فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور )متفق عليه
والسنة أن يفطر على رطب فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى ماء لقول أنس رضي الله عنه (كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء ....) فإن لم يجد أي منها أفطر على ما تيسر من طعام أو شراب.
وهنا أمر يجب التنبيه عليه وهوأن بعض الناس قد يجلس على مائدة الإفطار ويتعشى بدل أن يفطر ويترك صلاة المغرب مع الجماعة في المسجد فيرتكب بذلك خطأ عظيما وهو التأخر عن الجماعة في المسجد ويعرض نفسه للعقوبة فالمشرع أن يفطر الصائم ثم يصلي ثم يعود ويتعشى بعد ذلك.
ويستحب الدعاء عند الإفطار بما نحب قال صلى الله عليه وسلم (إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد) وقوله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابة ومنها (الصائم عند فطره) ويستحب أن يقول
بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت






مفسدات الصوم

1- الجماع فمتى جامع الصائم بطل صيامه ولزمه قضاء ذلك اليوم الذي جامع فيه ويجن عليه مع قضائه الكفارة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين نصف صاع من الطعام المأكول في البلد
2- إنزال المني بسبب تقبيل أو لمس أو استمناء أو تكرار نظر فإذا حصل شيء من ذلك فسد صومه وعليه القضاء بدون كفارة والنائم إذا أحتلم فأنزل فلا شيء عليه وصيامه صحيح لأن ذلك وقع بدون اختياره ولكن يجب عليه الاغتسال
3- الأكل والشرب متعمداً أما من أكل أو شرب ناسياً فإن ذلك لا يؤثر على صيامه وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم(من أكل أو شرب ناسياً فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه) ومما يفطر الصائم إيصال الماء ونحوه إلى الجوف عن طريق الأنف وأخذ المغذي عن طريق الوريد وحقن الدم في الصائم وحقن الصائم بالإبر المغذية أما الإبر غير المغذية فينبغي للصائم أن يتجنبها محافظة على صيامه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك إلا ما لا يريبك) ويؤخرها إلى الليل
4- إخراج الدم من البدن بحجامة أو فصد أو سحب دم ليتبرع به أما إخراج دم قليل كالذي يستخرج للتحليل فهذا لا يؤثر على الصيام وكذا خروج الدم بغير اختياره برعاف أو جرح أو خلع سن فهذا لا يؤثر عل الصيام
5- التقيؤ وهو استخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم متعمداً فهذا يفطر به الصائم أما إذا غلبه القيء وخرج بدون اختياره فلا يؤثر على صيامه لقوله صلى الله عليه وسلم(من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمداً فليقض) ومعنى ذرعه القيء أي خرج بدون اختياره ومعنى استقاء تعمد القيء





ماينبغي على الصائم تجنبه

الاكتحال ومداواة العين بالقطرة أو غيرها وقت الصيام محافظة على صيامه
عدم المبالغة في المضمضة والاستنشاق لقوله صلى الله عليه وسلم(وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)
يجب على الصائم اجتناب الكذب والغيبة والسب والشتم وإن سابه أحد أو شتمه فليقل إني صائم فإن بعض الناس قد يسهل عليه ترك الطعام والشراب ولكن لا يسهل عليه ترك الأقوال والأفعال الرديئة ولهذا قال بعض السلف أهون الصيام ترك الطعام والشراب فعلى المسلم أن يتقي الله ويخافه فيحافظ على صيامه من المفسدات والمنقصات ليكون صيامه صحيحاً فقد قال صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) لأنه لاينبغي التقرب إلى الله بترك الشهوات المباحة كالأكل والشرب وغيرها مما هو مباح في غير وقت الصوم إلا بعد التقرب إلى الله بترك ما حرم الله




بيان أحكام القضاء للصيام

من أفطر في رمضان بسبب مباح كالأعذار الشرعية التي تبيح الفطر أو بسبب محرم كالجماع وغيره وجب عليه القضاء لقوله تعالى(فعدةٌ من أيام أخر) ويستحب له المبادرة بالقضاء لإبراء ذمته ويستحب أن يكون القضاء متتابعاً لأن القضاء يحكي الأداء وإن لم يقض على الفور وجب العز على القضاء ويجوز له التأخير لأن وقته موسع كما يجوز تفرقته ولا يجوز تأخير القضاء إلا ما بعد رمضان الآخر لغير عذر فإن أخر القضاء حتى أتى عليه رمضان الجديد فإنه يصوم رمضان الحاضر ويقضي ماعليه بعده فإن كان التأخير لعذر فليس عليه إلا القضاء وإن كان لغير عذر وجب عليه القضاء وإطعام عن كل يوم مسكين نصف صاع من قوت أهل البلد
وإذا مات من عليه القضاء قبل دخول رمضان الجديد فلا شيء عليه لأن له تأخيره في تلك الفترة التي مات فيها وإن مات بعد رمضان الجديد فإن كان تأخيره القضاء لعذر كالمرض والسفر حتى أدركه رمضان الجديد فلا شيء عليه وإن كان تأخيره لغير عذر وجبت الكفارة في تركته بأن يخرج عنه إطعام مسكين عن كل يوم




ما يلزم من أفطر لكبر أو مرض

إن الله أوجب صوم رمضان على المسلمين أداءً في حق غير ذوي الأعذار وقضاء في حق ذوي الأعذار الذين يستطيعون القضاء في أيام أخر وهناك صنف ثالث لا يستطيعون الصيام أداءً ولا قضاءً كالكبير الهرم والمريض الذي لا يرجى برؤه فهذا الصنف قد خفف الله عنه فأوجب عليه بدل الصيام إطعام مسكين عن كل يوم نصف صاع من الطعام قال الله تعالى (لايكلف الله نفساً إلا وسعها)
وقال تعالى (وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين) قال ابن عباس رضي الله عنه هي للكبير الذي لا يستطيع الصوم
والمريض الذي لا يرجى برؤه في حكم الكبير فيطعم عن كل يوم مسكين
وأما من أفطر لعذر يزول كالمسافر والمريض مرض يرجى زواله والحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو على ولديهما والحائض والنفساء فإن كل من هؤلاء يتحتم علي القضاء بأن يصوم من أيام أخر بعدد الأيام التي أفطرها
وفطر المريض الذي يضره الصوم والمسافر الذي يجوز له قصر الصلاة سنه فليفطر وليقض عدد ما أفطره لقوله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما وفي الصحيحين (ليس من البر الصيام في السفر)
وإن صام المريض أو المسافر الذي يشق عليهما الصوم صح صومهما مع الكراهه وأما الحائض والنفساء فيحرم في حقهما الصوم حال الحيض والنفساء
والمرضع والحامل يجب عليهما قضاء ما أفطرتا من أيام أخر ويجب مع القضاء على من أفطرت للخوف على ولدها إطعام مسكين عن كل يوم أفطرته وقال العلامة ابن القيم (أفتى ابن عباس وغيره من الصحابة في الحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما أن تفطرا وتطعما عن كل يوم مسكيناً إقامة للإطعام مقام الصيام) يعني أداء مع وجوب القضاء عليهما
ويجب الفطر على من احتاج إليه لإنقاذ من وقع في مهلكة كالغريق ونحوه وقال ابن القيم (أسباب الفطر أربعة : السفر والمرض والحيض والخوف من هلاك من يخشى عليه الهلاك بالصوم كالمرضع والحامل ومثله مسألة الغريق)




متى تكون وقت النية للصوم

يجب على المسلم تعيين نية الصوم الواجب من الليل كصوم رمضان وصوم الكفارة وصوم النذر بأن يعتقد أنه يصوم من رمضان أو قضائه أو يصوم نذر أو كفارة لقول عائشة مرفوعاً( من لم يبيت نية الصوم الواجب قبل طلوع الفجر فلا صيام له)فيجب أن ينوي الصوم الواجب من الليل
أما صوم النفل فيجوز بنية من النهار لحديث عائشة رضي الله عنها دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال (هل عندكم من شيء فقلنا لا قال فإني إذا صائم) فشرط صحة صوم النفل بنية من النهار أن لا يوجد قبل النية مناف للصيام من أكل وشرب ونحوها فإن فعل قبل النية ما يفطره لم يصح الصيام والله أعلم





أحبتي وأخوتي لقد جمعت لكم ما سبق من كتاب الملخص الفقهي لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان قسم العبادات كتاب الصيام والله الهادي إلى سواء السبيل