عبد
الوهاب رزيق، الذي عيّن على رأس جامعة دالي ابراهيم في آخر تقسيم عرفته
جامعة الجزائر، يعتبر من الوجوه العلمية البارزة في مجال تدريس علم
الاقتصاد، لديه تجربة كبيرة في التدريس الجامعي والتعامل مع الطلبة، رجل
مؤمن بالرسالة البيداغوجية بقدر إيمانه بالطاقات الجزائرية الشابة·
''الجزائر نيوز''
التقته في مكتبه بجامعة دالي ابراهيم، وعادت ببعض الإجابات حول مسائل
مختلفة تخص جامعة دالي ابراهيم وأخرى تخص العالم الجامعي بشكل عام·
حاورته: زهور شنوف
في البداية، هل يمكنكم أن تحدثونا عن سير عملية
تسجيل الطلبة الناجحين في شهادة البكالوريا هذه السنة في جامعتكم؟
لقد
حاولنا هذه السنة تجديد عملية التسجيلات، لذلك حرصنا على المتابعة اليومية
للأحداث، بل على متابعة الجديد فيها من ساعة إلى أخرى، وبقينا في اتصال
دائم مع الندوة الجهوية، هذه العملية شاركت فيها حتى وزارة التعليم العالي
التي كانت معنا منذ انطلاق عملية التسجيلات لمتابعة سير العملية التي جنّدت
لها كل الطاقات البشرية المتوفرة في الجامعة. وفي الحقيقة، كل هذا له هدف
واحد، وهو تسهيل العملية على الطالب الجديد، الذي بذل طوال العام الماضي
جهدا للالتحاق بالجامعة، وهو اليوم بحاجة إلى الاهتمام والدعم في الاتصال
الأول بعالمه العلمي الجديد، لهذا وفّرنا في جامعة دالي ابراهيم كل
الإمكانيات لجعل العملية تسير بشكل سهل وفيه الكثير من الاتصال، وعليه
وضعنا، في البداية، فريق للتوجيه، ووفرنا للطالب كل ما يحتاجه أثناء
العملية كطبع الوثائق أو حتى عملية المصادقة عليها··· الخ، وعليه استطعنا
بلوغ هدفنا بفضل كل الجهود المبذولة من قبل العاملين في الجامعة، والمتمثل
أساسا في إرضاء الطالب عندما يدخل الجامعة للتسجيل، حيث لا يغادرها إلا وهو
يحمل كل الوثائق والبطاقات التي يكون بحاجة إليها في العام الدراسي
المقبل، بما فيها بطاقات النقل والإقامة، طبعا بالتعاون مع ديوان الخدمات
الجامعية، وبهذا يمكننا القول أن التسجيلات سارت بشكل جيد لم يهدر الطالب
خلالها طاقته ولا وقته بفضل هذه العملية التنظيمية·
كم بلغ عدد الطلبة الملتحقين بجامعة دالي ابراهيم
هذه السنة؟
بلغ
عدد الطلبة الجدد الملتحقين بجامعة دالي ابراهيم حوالي 6500 طالب، يأتي علم
الاقتصاد في الدرجة الأولى بحوالي 4700 طالب، وتليه العلوم السياسية
والإعلام والاتصال في الدرجة الثانية بعدد تجاوز الـ 1000 طالب بكثير·
عملية التسميات بعد تقسيم جامعة الجزائر أثارت
الكثير من القلق، خاصة بين الطلبة، أي من الجامعة ستحتفظ باسم الجامعة
الجزائرية، لأن الطلبة كانوا فعلا قلقين عن التسمية التي سيحملها دبلوم
التخرج، هل ستحتفظ جامعة دالي ابراهيم بهذا الاسم نهائيا؟
من
المفترض أن تحمل جامعة دالي ابراهيم اسم جامعة الجزائر 3 قريبا·
بعد تقسيم الجامعة برزت بعض المشاكل المتعلقة
بالجانب المادي، هل سوّيت مسألة الميزانية بالنسبة لكم؟
طبعا،
هذه المسألة سوّيت بشكل نهائي في شهر أفريل الماضي، لكن ما يجب التأكيد
عليه أن المشاكل المادية التي أشرتم إليها لم تكن تتعلق بالرواتب، لأنها
كانت تصل الموظفين في وقتها المحدد، حتى بعد التقسيم، بل الأمر مان ما
يتعلق ببعض الأمور التنظيمية·
من المشاكل التي طرحها التقسيم أيضا مسألة
الشهادات، تحت أي اسم ستصدر؟
هذه
المسألة حلت العام الماضي بشكل نهائي وواضح، حيث أن تسليم الشهادة للطالب
قبل 31 ديسمبر يكون من جامعة الجزائر، وبداية من 1 جانفي تكون من الجامعة
المانحة وهي التي تمضى فيها·
لكن الطلبة لم يتقبّلوا أن تكون شهاداتهم ممضية من
قبل جامعة دالي ابراهيم أو جامعة بوزريعة، معتبرين أنها عندما تستلم من
جامعة الجزائر ستكون أكثر فعالية؟
هذا
القلق مصدره خوفهم من أن الاسم الجديد سيؤثر عليهم مستقبلا في سوق العمل
ومواصلة الدراسة في الخارج··· إلخ، لأن الجامعة تحت هذا الاسم ستبدو جديدة
ولا أحد يعرفها، لكن هذه التسمية جاءت من الشكل التنظيمي الذي انطلقت به
العملية، وعلى الجميع احترامها، الطلبة الذين نجحوا بعد هذا التاريخ حصلوا
على شهادات مؤقتة، ومن المفترض أن التسميات ستكون قريبا جامعة الجزائر ,1
جامعة الجزائر 2 وجامعة الجزائر ,3 وعليه لا يطرح هذا المشكل في الشهادات
النهائية·
في العام الدراسي الماضي شهدت كلية العلوم السياسية
والإعلام فوضى حول البناية الجديدة التي كان من المفترض أن تكون لصالح قسم
الإعلام والاتصال، لكن قبل استلامها بشكل نهائي كان فيها كل من مدرستي
الإعلام والعلوم السياسية، إلى جانب طلبة العلوم السياسية، وهو ما أثار غضب
أساتذة علوم الإعلام الذين أحبطهم هذا الوضع بعد طول انتظار للمبنى؟
في
الحقيقة، لقد استلمنا البناية بشكل نهائي باسم جامعة دالي ابراهيم، والوضع
اليوم يسير بشكل جيد ومنظم، لكن بالنسبة إلى المدارس الموجودة هناك اليوم،
هو وضع مؤقت إلى أن تحل مسألة الهياكل. نعود إلى كلية العلوم السياسية
والإعلام، بالتنسيق مع عميد هذه الكلية اتفقنا على أنه من غير المعقول أن
طلبة منتمين إلى الكلية نفسها لا يتمتعون بنفس الإمكانيات، لهذا وجدنا أنه
من حق كل طلبة هذه الكلية الاستفادة من هياكل البناية الجديدة بشكل عادل،
وسنعمل على الاستغلال الجيد لكل الهياكل لصالح الطالب·
هذا بالنسبة للهياكل، ماذا عن الطاقات البشرية،
وتحديدا في ما يخص علاقة الطالب بالأستاذ التي تعرف تعثرات كثيرة يشتكي
منها الطالب الجامعي بشكل مستمر؟
في
الحقيقة، المسألة الأولى التي تشغلنا كجامعيين هي كيف نوفر الشروط الجيدة
للحصول على تعليم عالي نوعي، يعني الاهتمام الحقيقي بالجانب البيداغوجي
بالدرجة الأولى، وفي هذا الإطار طلبنا من الأساتذة تقديم برنامج دقيق
للطلبة في بداية العام الدراسي حتى يستطيع الجميع الالتزام به، ويكون
الطالب حاضرا ومواكبا دائما لما يقدمه الأستاذ، إلى جانب تنظيم مسألة
الحصول على النقاط والمعدلات... من خلال موقع سنوفره هذا العام لتقليل
الضغط عن الأستاذ والطالب معا، واستحداث الموقع سيوفّر على الإثنين الكثير
من الجهد والوقت الضائع·
في إطار الحديث عن الجانب البيداغوجي، يواجه اليوم
طلبة نظام ''أل· أم· دي'' صدمة كبيرة، بعد أن كانوا يعتقدون أن قاعدة هذا
النظام ستوصلهم إلى التخرج بشهادة الدكتوراه، إلا أنه لا يمكنهم التدرج
التلقائي وإنما سيخضعون لمسابقة للانتقال إلى الماستر، وهو ما جعلهم يدخلون
في سلسلة من الاحتجاجات خلال العام الدراسي الماضي، كيف ستحلون هذه
المسألة؟
لقد
التقيت بممثلين عن الطلبة لإيجاد حل لهذه المسألة، واستمعنا إلى انشغالهم،
التقينا مع الأساتذة وحاولنا الوصول إلى طريقة، واتفقنا على حل خاص لهذه
الدفعة التي حصلت على وعود، حيث سينتقل الطلبة المتفوقون والطلبة الذين كان
مستواهم البيداغوجي جيد خلال السنوات الثلاثة الماضية، لكن عملية الانتقال
ستخضع إلى معايير دقيقة لا تمس النوعية، لكن بداية من هذه السنة ستكون كل
القواعد واضحة بالنسبة للطالب الذي سيجد كل المعلومات في الموقع الذي نقوم
بإعداده وسيحتوي على كل المعلومات والقواعد التي تجعل الطالب على بينة من
أمره منذ البداية، وذلك لنحافظ على الشفافية في التعامل دون الضرر بنوعية
التكوين، لأن هناك معايير عالمية تخضع لها الجامعة الجزائرية مثل كل جامعات
العالم تجعل هناك توافق بين الكمية والنوعية، هذه الأخيرة هي التي تصنع
الفرق·
ألا تعتقدون أن الحديث عن النوعية متعلق بالمناهج،
عندنا منذ فترة طبق نظام ''أل· أم· دي'' وفي الفروع نفسها حافظنا على
النظام الكلاسيكي، ألا ترون أن ذلك تناقض، ما حاجتنا إلى النظام الكلاسيكي
مادمنا نرى أنه فاشل ونغيّره بنظام جديد، وإذا كنا نحافظ عليه لنجاعته
لماذا نطبق نظاما جديدا؟
من
المفترض أن لا نحافظ على النظام الكلاسيكي العام المقبل، سيكون نظام ''أل·
أم· دي'' وحده هو المطبق، لا يجب التضحية بالطلبة الذين تعثروا في مسارهم
أو مازالوا لم ينهوا دراستهم في النظام الكلاسيكي، علينا إيجاد حلول لهم
لكي يحصلوا على شهاداتهم بشكل عادي، فيما عدا هؤلاء فالنظام الذي سيكون
مطبق هو ما يتعلق بالنظام الجديد، وستكون هناك قوانين تنظيمية لعملية
الانتقال، كما أننا نعمل على فتح قنوات اتصال مع مختلف المتعاملين
الاقتصاديين الذين أبدوا رغبة في التعامل مع الجامعة من الخواص والقطاع
العام لدعم الطالب وتقديم التكوين الميداني لهم، فعلى الطلبة أيضا بذل جهد
مضاعف، لأن الجميع أكد على النوعية، ونحن متفقين تماما معهم، خصوصا وأن
الطالب بحاجة إلى هذه الفرص ليتفتح على العالم الخارجي عن الجامعة في مجال
اختصاصه، وهو الأمر الذي يوفر له الخبرة المبكرة على أرض الواقع·
إشارتكم إلى مسألة نوعية التكوين تأخذنا إلى طرح
مسألة مهمة كانت دائما محل انتقاد، وهي مستوى المتخرجين من الجامعة الذي
يعتبره الكثيرون دون المستوى، بل يذهب العديد من الملاحظين إلى اعتبار أن
الجامعة الجزائرية باتت عقيمة ولا تنتج نخبا حقيقية، هل تعتقدون أن النظام
الجديد قادر على حل هذه المسألة؟
الحديث
عن هذا الأمر لا يشمل نظام ''أل· أم· دي'' أو غيره من النظم، بل هنا يجب
الحديث عن فلسفة كاملة في التكوين، وعن اهتمام حقيقي بمستوى التعليم
والإيمان بالرسالة البيداغوجية، أريد هنا إثارة نقطة مهمّة وهي الاهتمام
بالطالب نفسه وعودة علاقة الطالب بالأستاذ، هذا دون أن نغفل ضرورة الاهتمام
بالتأطير الممتاز بشكل خاص، وهذا لا يمكن توفيره إلا بمستوى الأستاذ
المحاضر والأستاذ الذي يتمتع بالخبرة والمستوى اللذين يمكناه من العطاء
المناسب الذي يكون الطالب بحاجة إليه ولو بمضاعفة توقيت العمل والجهد، كما
يجب الالتزام بالتوقيت الضروري والمحدد للتكوين باستيفاء الوقت والشروط
الضرورية للنهوض بمستوى الطالب الجزائري، إلى جانب التنسيق الحقيقي من قبل
الطلبة والأساتذة عن طريق اللجان البيداغوجية. أمر آخر أعتقد أنه مهمّ في
هذا المجال، وهو مسألة التنظيم، فحصول الطالب على البرنامج بشكل مبكر وفتح
قنوات الاتصال أمامه من قبل الأساتذة، أظن أن ذلك سيجعله أكثر فعالية
واهتمام بالتكوين، كما أننا نحاول العمل على مسألة مهمة، وهي استحداث مركز
لتعليم اللغات سيستفيد منه الطلبة الذين يعانون من هذا الأمر الذي يشكّل في
الكثير من الأحيان عائقا أساسيا أمام تحصيلهم العلمي الجيد. الاهتمام بهذه
الأمور ضروري بالارتقاء بالمستوى التعليمي الجامعي، وهذا ما نحاول العمل
عليه مع الطاقم الجامعي بشكل عام والطاقم الجامعي الشاب بشكل خاص الذي يشكل
رأس مال أساسي بالنسبة للجامعة من خلال الطاقة التي يمتلكها والعطاء
المتواصل الذي يقدمه·
نقطة
أخرى مهمة أريد إثارتها في هذا المجال، وهو جانب التحفيز الذي يفتقده
الطالب، الذي حاولنا وعملنا جاهدين على إيجاد حلول له، ومنها التنسيق مع
المتعاملين الاقتصاديين الذين أبدى الكثيرين رغبتهم في التعامل لحصول
الطلبة المتفوقين على فرص جيد في شركاتهم، هذا الأمر إذا استطعنا فعلا
تحقيقه على أرض الواقع نكون أمام محفّز مهمّ للطلبة الذين سيسعى الكثير
منهم لتحسين مستواهم للحصول على هكذا فرص·
كل هذه الأمور والجهود التي تحدثتم عنها مهمّة
لكنها تبدو صعبة التحقيق إذا علمنا أن طلبة الدكتوراه في علوم الإعلام
والاتصال تم تأخير مناقشة رسائلهم بسبب غياب مجلة علمية؟
نعم
هذا أمر مهمّ، هناك نقص فادح في المجلات العلمية، لكن لحل المشاكل علينا
دائما الاهتمام بالأهم فالأهم، فهناك ضغط كبير، لذلك تم إيجاد حل مؤقت من
قبل المجلس العلمي الذي وافق على المناقشة بمجرد حصول صاحب الرسالة على وعد
بالنشر من أية مجلة علمية، ومع هذا أكدنا على الاهتمام بالنوعية، لكن نعود
للقول بأن هذا الحل مؤقت وليس نهائيا، لأننا لا نستطيع العمل دائما وفق
الوعود، وعلينا إيجاد حلول لتطوير بعض المجلات التي كانت تصدر في الماضي
باللجوء إلى مخابر البحث، فكرنا في مجلة جامعية لكن ضروري أن يكون لها
البُعد العالمي، ويمكن أن يساهم فيها باحثون من الخارج، إلى جانب المقالات
العلمية للزملاء المقبلين على مناقشة رسائل الدكتوراه، وعليه فنحن نعمل على
تجسيدها على أرض الواقع سواء بإعادة إصدار وتطوير ما كان موجودا من
المجلات العلمية أو من خلال استحداث أخرى بمساهمة المخابر العلمية·
ومن
المرتقب أن نصدر مجلة علمية ذات مستوى خلال الموسم الجامعي المقبل، وذلك
على خلفية الملتقى الدولي الذي نقوم بالإعداد له حول التنمية البشرية الذي
سيحتوي على العديد من المواضيع الثرية والمهمّة، لكن المشكل المطروح يتمثل
في مسألة المجلات العلمية، ليس إصدارها، وإنما الاستمرار في إصدارها
والمحافظة على مستواها الجيد، وهو الأمر الذي سنعمل على إيجاد حل له، ولو
اضطررنا في البداية إلى إصدار مجلات سنوية أو فصلية·
مادمنا نتحدث عن تنظيم ملتقى علمي، لابد من التطرق
إلى المراسلة التي أصدرتها وزارة التعليم العالي بهذا الخصوص، التي أغضبت
الأساتذة الباحثين بشكل كبير، بسبب تأكيدها على عدم مشاركة الجامعيين في
الملتقيات العلمية دون تصريح الجامعة، وهو ما اعتبروه تضييقا على حريتهم
العلمية والشخصية؟
اطلعت
شخصيا على هذه المراسلة، ولم ألمس فيها أي شيء مما تتحدثين عنه، لأنها لم
تتضمن أي تلميح أو تصريح يحث على منع الأساتذة من المشاركة في الملتقيات
العلمية في الخارج أو التضييق على حريتهم العلمية أو حريتهم في التنقل،
وإنما تضمنت مسألة تنظيمية بحتة تجعل مسألة التنقل شفافة وتكون الجامعة على
علم بغياب الأستاذ عنها، ويكون هذا الأخير متنقل بشكل قانوني يوفر له
الحماية اللازمة في حال وقوع أي أمر لا سمح الله، وكلية الاقتصاد عرفت
مسألة مشابهة العام الماضي بفقدانها لإحدى الزميلات في فرنسا أثناء تنقلها
إلى هناك للمشاركة في أحد الملتقيات، هذا ما جعل الجميع في إحراج، هذا من
جانب. ومن جانب آخر، من غير المنطقي أن يترك الأستاذ الطلبة والمحاضرات في
كل مرة للمشاركة في ملتقيات لا تعود بنفع لا على الأستاذ ولا على الجامعة،
لكن إذا كان الملتقى مهمّ للباحث وللجامعة، فجامعة الجزائر لا يمكنها
التأخر عن دعم مشاركة الأساتذة فيما يعود بالنفع العلمي، وفيما عدا هذا هل
يوجد جامعة في العالم يتنقل فيها الأساتذة خلال العام الدراسي دون إذن
بالغياب·
احتفلت جامعة دالي ابراهيم بعيد الطالب هذه السنة
بطريقة مختلفة، هل يمكن أن تحدثونا عن هذه التجربة؟
هذا
صحيح، في إحدى الزيارات التي قادتني إلى قاعات المحاضرات للاستماع إلى
مشاكل الطلبة واهتماماتهم، تحدث بعضهم عن حاجتهم إلى الاحتكاك بعالم الشغل
في مجالاتهم العلمية خصوصا في ظل حصولهم على فرص حقيقية لإجراء تربصات
ميدانية، كانت هذه إحدى الملاحظات التي سجلتها، وعندما أقبل عيد الطالب بدأ
الحديث عن الحفلات، وبما أنني أؤمن أن الجامعة صرح علمي يجب التعامل معه
على هذا الأساس، قررنا استضافة متعاملين اقتصاديين خواص ومن القطاع العمومي
ومختصين في مجال الإعلام لتقريب العالم التطبيقي إلى الطالب والسماح له
باكتشاف الجانب العملي لاختصاصه من خلال تجربة المختصين، وكانت هذه محاولة
لحل واحدة من انشغالات الطلبة في عيدهم·
في نهاية اللقاء، أريد أن أسألكم إن كنتم تعتقدون
فعلا أن الجامعة الجزائرية ما زالت قادرة على إنتاج النخب؟
إذا
لم نكن نؤمن بهذا علينا أن نفعل، أو على الأقل أن نحلم به دائما، أنا رجل
عشت كل حياتي أناضل في المجال البيداغوجي، وأؤمن بالتكوين النوعي وبالطاقات
الجزائرية الشابة التي هي قادرة على فعل الكثير إذا توفر لها الجو
المناسب، ونحن كبيداغوجيين أولا وكإداريين ثانيا علينا فتح الباب أمام
هؤلاء الشباب ليتمكنوا من فعل الشيء الكثير الذي يعدون به خصوصا إذا توفر
لهم التأطير اللازم·