ميم البرغوثي:
إذا اعتاد الطغاة على الهوان فذكرهم بأن الموت داني
ومن صدف بقاء المرء حيا على مر الدقائق والثواني
وجثة طفلة بممر مشفى تسجى بين سبع أو ثماني
على برد البلاط بلا سرير وإلا تحت أنقاض المباني
أتاها الموت قبل الخوف منه وكانا نحوها يتسابقان
ولو خيرت بينهما كريما فإن الخوف يخسر في الرهان
يقول لك المجرب كل حرب لها طرفان دوما خائفان
وخوف المرء يدفعه أماما فيظهر كالشجاعة للعيان
ترى الجيشين من خوف المنايا عليها يقدمان ويحجمان
بكل حديدة طنت ورنت وكل مكيدة يتسلحان
فمالك يا بنية لم تخافي ولم تقف بسيف أو سنان؟
وما للجيش جاء بكل درع مخافة هذه الحدق الحسان
فديتك آية نزلت حديثا نذيرا للبريء وللمدان
قد امتحنوا بها عشرين جيشا وجازت وحدها في الامتحان
فنادي المانعين الخبز عنها ومن سمحوا به بعد الأوان
وهنئهم بفرعون سمين كثير الجند معمور المغاني
له لا للبرايا النيل يجري، له البستان والثمر الدواني
وقل لمفرق البحرين مهما حجرت عليهما فسيرجعان
نحاصر من أخ أو من عدو، سنغلب وحدنا وسيندمان