هو عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة العبسي
توفي سنة 22 ق.هـ / 601 م
من شعراء العصر الجاهلي
إِذا رِيـحُ الصَّـبَا هَبَّـت أَصِيـلا
شَفَـت بِهُبـوبِهـا قَلبـاً عَلِيـلا
وَجـاءَتنِـي تُخَبِّـرُ أَنَّ قَـومـي
بِمَن أَهـوَاهُ قَد جَـدُّوا الرَّحِيـلا
وَما حَنّـوا عَلـى مَـن خَلَّفـوهُ
بِوادي الرَّمـلِ مُنطَرِحـاً جَديـلا
يَحِـنُّ صَبَابَـةً وَيَهيـمُ وَجـداً
إِلَيهِـمُ كُلَّمـا سَاقُـوا الحُمـولا
أَلا يا عَبـلَ إِن خَانـوا عُهُـودي
وَكانَ أَبـوكِ لا يَرعَـى الجَمِيـلا
حَمَلتُ الضَّيمَ وَالهِجـرانَ جُهـدي
عَلى رَغمـي وَخالَفـتُ العَـذولا
عَرَكـتُ نَوائِـبَ الأَيَّـامِ حَتَّـى
رَأَيـتُ كَثيـرَها عِنـدي قَلِيـلا
وَعَادانِـي غُـرابُ البَيـنِ حَتَّـى
كَأَنِّـي قَـد قَتَلـتُ لَـهُ قَتِيـلا
وَقَد غَنَّى عَلـى الأَغصَـانِ طَيـرٌ
بِصَـوتِ حَنينِـهِ يَشفِـي الغَلِيـلا
بَكَـى فَأَعَرتُـهُ أَجفَـانَ عَينِـي
وَنـاحَ فَـزادَ إِعوَالِـي عَـوِيـلا
فَقُلتُ لَهُ جَرَحـتَ صَميـمَ قَلبِـي
وَأَبدَى نَوحُـكَ الـدَّاءَ الدَّخِيـلا
وَما أَبقَيـتَ فِي جَفنِـي دُموعـاً
وَلا جِسمـاً أَعيـشُ بِـهِ نَحِيـلا
وَلا أَبقَـى لِـيَ الهِجـرانُ صَبـراً
لِكَـي أَلقَـى المَنـازِلَ وَالطُّلـولا
أَلِفتُ السُّقمَ حَتَّى صَـارَ جِسمِـي
إِذا فَقَـدَ الضَنَـى أَمسَـى عَلِيـلا
وَلَو أَنِّي كَشَفـتُ الـدِّرعَ عَنِّـي
رَأَيـتَ وَرائَـهُ رَسـماً مُحِيـلا
وَفِي الرَّسمِ المُحيلِ حُسَـامُ نَفـسٍ
يُقَـلِّلُ حَـدُّهُ السَّيـفَ الصَّقيـلا