ماهي إلا اسابيع قليلة حين حدثني احد الزملاء وقد من عليه الله بمنصب استاذ في اللغة الانجليزية عن مشكلته
في كيفية تنظيم وقته مابين حياته الشخصية والمهنية فالأخ ابتلاه الله كما ابتلانا بالسهر تارة مع الشبــاب وفـي
اخرى على النت ،فلم ألبث حينها إلا اطلقت فلسفتي التهكمية بطريقة أو بأخرى قائلا له" يا خالي لا تشيل هـــم
مش انت مدمن نت ومسنجروتوابعه ؛ خلاص حط لكل تلميذ عندك ايمايل بسمه وابقى درسهم وقت ما تفضى
مادام كلهم مدمنين نت زيك !" فخر ضاحكا وهو يقول خلاص يا اخي وهي فرصة نعمل مشروع ونسميه مسنجر
لكل تلميذ ونحل مشكلة كل استاذ وتلميذ ارهقم السهر " واستمر الحديث في اطاره الترفيه دون اية جدية ....
من مسلمات عصرنا أن يحمل الولد او البنت هاتفا نقالاً ، ولا غرابة ان يكون لكل واحد منهما حاسب شخصـي
والآباء صراحة سلموا انفسهم للأمر الواقع فلم يعد الأب ولا الأم إن وجدت ابنتها او ابنها يدردش على الموبايل
او الشات يكترث ورغم ادراكهم المسبـــق لمخاطر هذه التكنولوجيا الا انها تبقى مباحة تحت تسميـــة التحــضر
والحرية الشخصية ...
ما سبب كل هذا الميل الموجود لدى الأبناء تجاه هذه التقنيات؟،سؤال لازال يطرح لدينا بينما اضحى من التاريخ
لدى الغرب ، بل واستثمروا اجابته تعليميا وجعلو من هذه الوسائل بدل أن تكون سلبية ايجابية خالصة المنفعـــة
اذ أنه من المعروف أن التقنيات الحديثة تمتاز بعنصر الجاذبية وسرعة تبادل الأفكار في آن واحد مهما كان محل
القائم بالاتصال من ارجاء المعمورة ، هذه النقطة بالذات جعلت من الكوادر التعليمــية الغربية تنتهـــج سيــاســة
معلوماتية في تلقينها ، نعم لكل تلميذ وطالب لديهم ايمايل وسكايب وما جاورهما تستخدم للتواصل مع المؤطرين
والمشرفين على مؤسساتهم التعليمية التابعين لها ...
فبدل من أن يغمى على الولد وهو جالس أمام شاشة الحاسب من كثرة الأفلام وألــعــاب الفيديو ؛سنجده في فترة
ما يفكر كيف ينتج هذا الفلم وكيف يصمم هذه اللعبة!هم ثمنو هذه المرحلة وجعلوها تسير وفق اهدافهم المسطرة
وفي كل مرة اجد نفسي مجبرا على مقارنة وضعنا بهم لا لشيء إلا لأدق على بعض العقول " يا نـــاس اصــحـو
الجماعة هربوا علينا خلاص !" لكن يا حصرة اذا هم لم يستيقظوا لصلاة الفجر فمابالك لصرير قلمي الخافــت !
سنوات تلو الأخرى تمر ولازلنا نعيش في عصر التقنية إلا أننا في كل عام خارج هذه التقنية تماما ما دمنا غيـر
قادرين حتى على توظيف هاتف نقال او ايمايل على المسنجر بالشكل العقلي السليم فما بالك بمنظومة تربوية
تعليمية صغيرها يحكم قبل كبيرها !...
دمتم بود