تحياتي لمن دمر حياتي

تحياتي لمن دمر حياتي

حياتنا على اختلاف انماطها مجرد منظومة كبرى يتشـارك فيها جميع افــراد المجتمع الواحــد

وبالتالي فنجاح الفرد راجع لتكامل الجماعة والعكس صحيح ، لكن للاسف وجــب ان نرضـى

ببعض العناصر المحبطين ،اولئك الذين ساهموا بشكل او بآخر في فشل العديد من الاشـخاص

سواء في حياتهم المهنية او الدراسية ..الخ...

الاسرة اول منظومة محبطة اذا ساهمت بخذلانها في نقل العدوى للابناء فالاب المهمل والام

اللامبالية قد يدمران حياة الابن او البنت ! ،وبالتالي سينشأ على العبثية او اللامبالاة ليستقبل

المجتمع عنصر اتكالي همه بطنه ومصروف جيبه مهما كان المصدر .

وحتى نكون منصفين فالمجتمع هو الاخـر عنصر محبط ومدمر لحياة الافراد اذا كان منحــط

ويشجع الرذيلة ، وهو ما يحدث مع الاسف في جل مجتمعاتنا العربية بسبب انها اهملت قيمنا

الدينية وهمشت تقاليدنا الاصيلة وراء التقليد ومبدأ التفتح المنشود .

ماذا اخرجنا ؟ شاب محبط هو الاخر ، فتحياتي لمن دمر حياتي .

ينتقل الفرد الى عالم التعليم ،سواء كان وضعه من ذوي الحال الميسور او غيره خصوصا ان

جل الــدول العربية تشجع التعليم المجاني ، ليجـــد منظومة بائسة تعشق الرداءة تحبذ العقول

الفارغة ، وبالتالي غباءه سر نجاحه ، واي نجاح ورقة وشوية الوان مصيرها التعليق على

الجدران ،،

مما سبق نستنتج ان الفرد مهما كان فإن الحلقة المحيطة به هي التي تحدد مصيره :

- الاسرة ، كأصل للظهور والتنشأة الاساسية وفيها تبدأ معالم الشخصية بالبروز.

- المجتمع ، وهو المنظومة الكبرى ،تحوي جل القيم والمعايير التي بدورها تحدد

سلوكات الافراد .

- المدرسة ، ارقى محيط في السلسلة ،لما يلعبه من دور تربوي تعليمي في حياة

الفرد .

فالتواصل بين هذه المطارح المذكورة ونجاح الاخرى مرهـون بالتـــي تليها فالاســرة

منظـــومة مصغـــرة من المجتمع اي ان صلاح الاسرة صلاح للمجتمع وبالتالي الفـــرد

وما المدرسة الا الثقل لهذه التنشئة وتزويد صريح لها ،،

لكن الســؤال او الاشكالية المترتبة عن هذا ،هل حققنا نحن هذا التواصل بين الحلــــقات

المذكـــورة ام اننا دمــرنا حياتنا بأيديـــنا ،فلم نربي ابناءنا ولا قدرنا علومنا ، بل حبــذنا

مناصبنا حبا فيها لا بدورها ،،،، !!!

تحيـــاتي لمن دمر حياتي ...