السلام عليكم ورحمة الله
ضربة جزاء ضد القضاء
ارفـع قلمي اليوم وانا مدرك تمام الادراك ان رفعه بين طـيات رجال القضـاء
مجازفة ، لكنها تستحق العناء ! ، انتم يارجال القضاء منذ زمن بعيد وبالضبـط
مع بزوغ عصر البشرية وانطلاقة المسيرة الآدمية على الكورة الارضية لم يكن
لكم وجود ، كانت مجرد حياة بدائية ان لم نقل اولية تحكمها الغريزة ، وبضعة
حجارة ورقعة جغرافية ، تطور الانسان وهو يسير وفق قانون وأي قانون ،إنه
قانون الطبيعة ! ، قانون لا يعرف لا العدل ولا الظلم ولا الانصاف بل العـطاء
وتنفيذ ارادة الله ، ومنه كما ذكرنا تطور الانسان ، فلجأ للكهوف حينما احـس
بالبرد وهذا كله وفق الغريزة والبرد وفق قانون الطبيعة ..وغيره من مظاهر ..
التقدم !!
ومع مرور الوقت وازدياد العد السكاني ازدادت صعوبة تنظيم حياة الناس من
معاملات وما الى ذلك ورغم ان الامر ارتكز في بادئ الامر على كيفية تسييـر
الرعية الا أنه ظهر القانون الوضعي ، قانون صنعه الانسان متمردا على قانون
صنعه الإله ، وخير دليل التلاعب الذي حدث مع الزمن بالرسائل السماوية !!!!
اتدرون لماذا؟ ببساطة لأنها منصفة ولا تخدم اصحاب القوة واطماعهم فسهروا
على تغييرها او بالأحرى تحريفها !! ليكتب الزمن وصمة عار لا يراها الجميع
وهي ان القانون هفوة او رغبة انسانية جمحا منذ الازل !!
مرت الايام ومرت معها حروب وخروب نبشت اشلاء الناس واشتـعلت على
دمائهم بسبب الاطماع البشرية ولأن القانون كان كالعجين يغير شكله وفق ما
يخدم الملك وما ادراك ما الملك فإن المعيار او الأنا الاجتماعي كان غير ثابت
بدوره ! حتى ظهرت الرسالة المحمدية وعلى خـلاف غيـرها من الرسـائل
السماوية فهي محفوظة وجميعنا يدرك ذلك ، فالتحريف هنا محال ،لذا ظهرت
حروب كثـيرة وكثيفة ضد الاسلام والمسلمين وقانونهم الإلهي هذا الا وهـو
القرآن والسنة !
رأينـا خلالها حروب متنوعة منها الصليبية الفرنجية ومنها حتى الداخلـية
والشـيء الأهم انها بطريقة أو بأخـرى تعتبر تمرد على القانون المنصف
وعدم رضاء بما ورد فيه !
وبالتدريج ومع تدهور الحضارة الاسلامية برز ما يعـرف بالمستعـمر، ذاك
الطماع او كما وصفه الكثير من الشعراء بعدو الحياة وبما انه كذلك لن يرضى
بشيء اسمه عدل او قانون اعلى إلهي لذا ظهر وبرز الدستور، دستور من؟
دستور الانسان !!
والسـؤال هل الانسان ينصف اخيه الانسان ؟ طبعا لا فهو جحود بطبـعه !
لكـن ولأنه خدم العديد من الاطراف القوية اضحى هو الآنا الاعـلى بحـكم
القوة لا العقل !
اين القانون الرباني ؟
تبخر ولم يعد الا على رفوف البيوت والمكاتب والمساجد
وقلوب المؤمنين لكن كمنهـج للعمل فأعتذر عن الحديث تأسفا وحـصرة !
إمام ومحامي او قاضي !!
ثلاثة او لنقل اثنين امام يعلم العدل والقيم السماوية الصحيحة ، وانسان ضحية
لما درسه بالجامعه،تعلم بها المنطق والحجاج وما الى ذلك من خوض في الكلام
وتلاعب في مسارات المفاهيم ، لينتصر هذا الاخير على الامام مرة اخرة بحكم
القوة فهو صاحب السلطة لكن الامام مجرد شغال في الجامع !!
لهذا السبب اكرهكم يارجال القانون ، لأنكم ببساطة تدافعون عن امور تدركون
تماما انها على خطأ بينما تدحرون الصـواب والحــق ، حتى اني وعلى يقيـن
ان بعضكم سيصفني بالجهل والتخلف وسيسعى جاهدا للدفاع عن قانونه الوضعي
قانون عانينا ولازلنا نعاني منه بسبب بشريته وضعفه وتوجهاته ، لذا كإنسـان
بسيط ولست ضعيف حتى لا ندخل في مسار فلسفي وجدلي طويل حان الوقـت
ولو افتراضيا لأوجه لكمة او ضربة صِفوها كما شئتم كجزاء لمن ادعى في يوم
ما من البشر انه رجل قضاء ...