فلنحب الحقيقة ولو لدقيقة

السلام عليكم ورحمة الله



فلنحب الحقيقة ولو لدقيقة ..



لا يحبون الحقيقة،اولئك من يدعون النزاهة،لا يحبون النزاهة لأنه ببساطة لوثوها بإدعاء

الحقيـقة ، ان تحمل حجرا وتقذف به رأسا ليس كمن حمل حجرا وقـذف به زجاجـا!!

فالأول اسال دما قد لا يعـوض أما الثاني فقد عجل ربما بصـيانة زجاج لنافذة او بـاب

،،

لا يحبون الحقـيقة اولئك الذين جعلوا من مناصبهم بدلة تكتسي مبادئ العدالة الزائـفة

بعضهم يخال نفسه سوبر مان والبعض الاخر باتمان ،لكنهم للأسف يعيشون في اوهـام

لا يحبون الحقيقة لأنهم لا ينصتون للجميع ، ربما تقصير منهم او ان آذانهم لا تحـتمل

وهنا تقع الكارثة ، هنا يصبح الجاني ملاكا والملاك شيطانا !!

،،

اشكالية التداعي والنزاهة ليست فلسفة امتثال مجردة بقدر ماهي واقع ملموس تعيـشه

مجتمعاتنا على مختلف انماط عيشها ، انطلاقا من الاسرة وصولا للمؤسسة اجتماعـية

او اقتصادية او اي هيكلة بما في ذلك السياسية..

ففي الاسرة قد لا يوفق الاب في حل مشكلات ابناءه ، فبين الحين والاخر قد يفضل هذا

على ذاك دون قصد ظنا منه ان هذا اقدر واصدق ولكنه هنا اعتمد على الذاتية فحيـن

ان الإسـلام اوصانا بالعـدل بين الابناء حتى لا تخلـق الضغينة فالوالد بهذا لم يحـب

الحقيقة لكنه اوهم نفسه بها ، وشتان بين الوهم والحقيقة ..

،،

في المدرسة لدنيا المدرس ، ذاك البطل النبيل في اعين الكثيرين ، ومكانته المقدسـة

لا غبار عليها ، لكنه مع الاسف يتطاير عليها، فسرعان ما يرفض اي شخص تميز او

اجتهد بعد ماكان في الصفوف المتأخرة فنراه يبحث عن الف حجة ليبرر سر تقدمه ،

فقد يظـنه غشاشا او يظنه يرتكز على شخص ما في اجتهاده ، فهنا ياسيدي المعـلم

قد سقط عليك الغبار لأنك لم تصدق الحقيقة بل وكرهتها !!

،،

وحبا في الإدارة وفنونها لنضرب طلة على المدير ، ذاك الإنسان الذي يكره ان يـرى

معه مديرا اخر، ربما عملا بمبدأ السفينة التي عليها اكثر من قبطان تغرق او ان هـو

الاخر يكره الحقيقة ويكره كل من يجاريه عشقا في الكرسـي !! ليبقى ذاك الموظـف

صاحب الشهادة العليا موظفا يؤمن كغيره من الشعب " الزوالي" بشعار :" الخبز والماء

والراس في السماء " لكن جيبه مليان هوا!!

،،

ومهـما اختلفت أنماط كرهنا للحقيقة فإني ادعوكم مواطنين كنتم ام مسؤولين او حتى

مادون ذلك من مهشمين ومعوزين ان نتخيل بعضنا محبين للحقيـقة ولو لدقيـقة !!!

تخيل !

لو احببـنا الحقيقة للحظات لأكتشفنا عيوبنا وسلمنا بالانتقادات الموجهة لنا فما تراه

عين غيرك من صعب ان يضبطه بصرك !

لو احببـنا الحقيقة وكنت والدً لزرعت الود بين أبناءك بين زوجتك واخواتك ولكونت

حينها اسرة تضيء شمعة لا تذيبها الحرارة وبالتـالي مجتمع متماسك متآزر كيف لا

والاسرة هي الاساس !

لو احببنا الحقيقة لدقيقة لما رأينا آلاف المتشردين والمتسربين من مدارسهم ولرأيناهم

من المجتهدين والكفء الذين سيأطرون مستقبل مؤسساتنا وبالتالي وطننا ،فما اجملك

ايها الاستاذ وانت تحب الحقيقة وتنزع عنك المحاباة والتفرقة !!

لو احببنا الحقيقة لدقيقة لكان المدير مديرا والموظف موظف ولكان الرجل المـناسب

في المكان المـناسب !ولما رأينا يوما دكتور في الرياضـيات يتجول بائـعا للفـول!

لو احببنا الحقيقة لدقيقة لقرأنا موضوعي هذا كاملا ولا تذمرنا مـما ورد فيه ولمـا

وصفني بعضكم بالسوداوية لأنهم ببساطة لم يحبوا الحقيقة واصطدموا بواقعهم المرير

يحبـون وهم الحقيقة وليست الحقيقة ، يحبون أن امدح مجتمـعنا الجريح وان اثني

كالكثيرين على هـذا وذاك ، اقولها عذرا نحن قوم لا نضرب الشيتة ونؤمن بالحقيقة !!

وكنهاية اخي ، اختي أحبوا الحقيقة فحياتنا لربما لن تتجاوز دقيقة !!