صدر
حديثا، عن دار مقامات للنشر والتوزيع والإشهار، وبدعم من دار الثقافة
لولاية أدرار، كتاب شعري يعد باكورة أعمال الكاتبة آمنة حامدي. وقد جاء
الديوان الذي وسم بـ”تفاصيل وجدي”، في 80 صفحة من الحجم المتوسط، في طبعة
أنيقة
وجاء في مقدمة الديوان
التي كتبها الدكتور علي ملاحي، أن هذه التجربة تعد متوثبة في أدائها
الشعري خاصة فيما يتعلق باللغة الشعرية والإيقاع العروضي والرؤية، حيث
تعاملت آمنة حامدي -يضيف الكاتب - مع اللغة برؤية فيها فطنة من نوع خاص،
لعبت بالماضي والحاضر والمستقبل وبالأمر والنهي، وحركت الأزمنة الصرفية
على النحو الذي تريد، وسخرت كل ذلك لحساب العملية الشعرية حتى كأن تجربتها
ترجع إلى عشرات السنين، أو هكذا تقول أدواتها اللغوية التي وظفتها، في كل
قصائدها، وكم كانت جادة وهي تلاعب اللغة في صنعها لصيغ اجتمع فيها المألوف
بغير المألوف في واقع الشعر والشعراء، وبشجاعة أدبية فائقة قالت ما
تريد”أهيم بالشعر حبا في مرابعه، وأعشق الحبر والأقلام والورقا/ فيقرأ
الشعر في نبضي وقافيتي، من ضمة الوجد إيلاما ومن عشقا/ في أحرفي الدمع
فياض وفي لغتي، مواجع جرعتني في الدجى أرقا”.
من هذه الأبيات نجد أن
الشاعرة تعاملت مع الأدوات العروضية باقتدار وذوق، واستطاعت أن تقدم
بكثافة تجارب شعرية على مقاس الخليلي وكأنها واحدة من فحول الشعراء، يتجلى
ذلك بجدية تعاملها في كل قصائدها العمودية والحرة، على حدّ سواء.
بدوره
اعتبر مدير دار الثقافة للولاية، ينينه عبد الكريم، الكاتبة من الأصوات
الشعرية المبدعة والقادرة على ترك بصمتها الواضحة في المشهد الشعري عندنا،
خاصة أن كتاباتها تمتاز بشاعرية مطلقة، وهي من الشواعر القليلات اللائي
كتبن وأجدن في شكل القصيدة الأصيلة رغم قصر تجربتها إلا أنه شخصيا يتوسم
مستقبلا واعداً لها.
ومن بين النصوص الشعرية التي حوتها المجموعة نجد،
نص ”همس الخوف”، ”طوق الجنون”، ”يتيم ولكن”، ”رماد البوح”، ”رجع الصدى”،
”وطن أنا”، ”أمي”، ذكرى الرسول”، فاتحة التفاصيل”، وغيرها من النصوص
الشعرية التي تغنت فيها بالوطن، والأم والحنين إلى الماضي، والأمل بغد
أفضل.
يذكر أن آمنة حامدي فازت بالعديد من المسابقات الشعرية التي أقيمت على مستوى ولاية أدرار، التي تعنى بالشعر وعبق الكلمات.