هذا ما أوصي به الربيع بن خيثم
عندما اراد ابنه أن يختار الزوجة
وعظ ابنه فقال يا بني :
بني إن زوجة الرجل سكنة ولا عيش له مع خلافها
فإذا هممت بنكاح امرأة فسل عن أهلها
فإن العروق الطيبة تنبت الثمار الحلوة
واعلم أن النساء أشد اختلافا من أصابع الكف
فتوق منهن كل ذات بذا مجبولة على الأذى
فمنهن المعجبة بنفسها المزرية ببعلها إن أكرمها
رأته لفضلها عليه لا تشكر على جميل ولا ترضى منه بقليل
لسانها عليه سيف صقيل قد كشفت القحة ستر الحياء عن وجهها
فلا تستحي من إعوارها ولا تستحي من جارها
كلبة هرارة مهارشة عقارة ، فوجه زوجها مكلوم وعرضه مشتوم
ولا ترعى عليه لدين ولا الدنيا ولا تحفظه لصحبة ولا لكثرة بنين
حجابه مهتوك وستره منشور وخيره مدفون
يصبح كئيبا ويمسي عاتبا شرابه مر وطعامه غيظ
وولده ضياع وبيته مستهلك وثوبه وسخ ورأسه شعث
إن ضحك فواهن وإن تكلم فمتكاره نهاره ليل وليله ويل
تلدغه مثل الحية العقارة وتلسعه مثل العقرب الجرارة
ومنهن ( شفشليق شعشع سلفع ) ذات سم منقع وإبراق واختلاق
تهب مع الرياح وتطير مع كل ذي جناح
إن قال لا قالت نعم وإن قال نعم قالت لا مولدة لمخازيه
محتقرة لما في يديه تضرب له الأمثال وتقصر به دون الرجال
وتنقله من حال إلى حال حتى قلا بيته ومل ولده
وغث عيشه وهانت عليه نفسه وحتى أنكره إخوانه ورحمه جيرانه
(شفشليق شعشع سلفع بمعنى : المرأة قليلة الحياء الجريئة البذيئة الصخابة سيئة الخلق )!
ومنهن الورهاء الحمقاء ذات الدل في غير موضعها
الماضغه للسانها الآخذة في غير شأنها
قد قنعت بحبه ورضيت بكسبه تنتشر الشمس ولما يسمع لها صوت
ولم يكنس لها بيت طعامها بائت وإناؤها وضر
وعجينها حامض وماؤها فاتر ومتاعها مزروع
وماعونها ممنوع وخادمها مضروب وجارها محروب
ومنهن العطوف الودود المباركة الولود المأمونه على غيبها
المحبوبة في جيرانها المحمودة في سرها وإعلانها الكريمة التبعل
الكثيرة التفضل الخافضة صوتا النظيفة بيتا خادمها مسمن
وابنها مزين وخيرها دائم
وزوجها ناعم موموقه مالوفه وبالعفاف والخيرات موصوفة
جعلك الله يا بني ممن يقتدي بالهدى ويأتم بالتقى ويجتنب السخط
ويحب الرضى والله خليفتي عليك والمتولي لأمرك
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد نبي الهدى وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
منقول للفائدة