السلام عليكم ورحمــــة الله وبركـــــاته
صراع خــافت " مبدا البساطة والتعقييد"
بداية كان ولابد لنا ان نمر بجسر التعقيد في يوما ما ، هو جسر عالي شاهق الطول رفيع العماد وبالتالي
من سقط منه فقد مات ، أما البساطة فهي نهاية التعقيد ، نهاية كل شخص زخرف حياته بألوان مسحها
بعد العديد والعديد من التلوي والتمديد ،، فالانسان انطلاقا من ملبسه مرورا بمقر عيشه وصولا لعمله ومشاريعه وحتى حياته يخوض معركة خفية خفاء السلوك وتركيبه ، كيف لا وهو في خضام البساطة والتعقيد !
فالأم في مطبخها قد تعقد ما تجود بها يداها من أكل وقد تبسطه لتخرج لنا حُلة قد تعجب المشتهين وقد
تسد نفسيتهم !! ، كما ان الاسـتاذ يحضر لنا درسا او محاضرة قد تكون معقدة لا تعـطينا الا علامـات
الاستفهام والتعجب وقد تكون مبسطة بساطة الورقة التي خطت عليها ! ، نفس الشيء نجده في معترك
الاقلام والمؤلفات ، فبعضنا يجيد تمطيط وتمديد الكلمات وزخرفة العبارات لكنها من دون حيـاة ببساطة
لأنها وقعت في فخ التعقيد !!
يأتي المهندس فيما بعد ليخط مساميره المعمارية في بنايات تسقطها ابسط الرياح لانها تعقدت في نحتها
وبالغ في رفعها وفي الاخير استلزم ان يغشها حتى يوفر ما كونها،والسبب ببساطة مرة اخرى هو التعقيد
والمعـروف عن البساطة انها صناعة خالصة للتواضع ، وعن التعقيد منبع خبيث للتكبر والخوض فيـما
يثير ،واتذكر جـيدا حينما سألت استاذ سيميولوجيا الصورة عن سر جمال الكاريكاتـير
الغربي وابتعاده عن السياسة والحساسيات،فأجابني أنها البساطة وضرب مثلا في بساطة التصميم والرسم .
صـراحة الأمثلة العديدة بقدر تعداد انماط الحياة ومجاريها اليومية ، وما يهمنا من هذا كله ان تبسـيط
الامـور كان ولازال سبـبا في جمال الحيـاة وتخطي ازماتها ، والتاريخ يتكلم ، يتكلم عن امم تناسـقت
وعمرت وخلدت حينا من الدهر لأنها اجتمعت على العيش البسيط والتسيير السليم الذي اكتسى صدقه من بساطته ! وبالمقابل نجد حضارات اخرى طغت وعقدت رحالها وانتهى بها الأجل بالثورة والخراب والدمار الـذي اكتسى بدوره سمته الفارطة من تعقيد العيش والتسيير رغبة في التوسع والتمدد لكن الجسر العالي كما ذكرت في بادئ الامر لا يرحم !
وهنا اسمحولي ان اتصرف في بعض الابيات للشاعر الكبير ايليا ابو ماضي من قصيدته فلسفة الحياة !
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
أيهذا الشاكي وما بك داء كن بسيطاً ترى الوجود جميلا
دمتم بــود