إسلام أباد (رويترز) - أكد تنظيم القاعدة "استشهاد" زعيمه أسامة بن لادن في رسالة بثها مواقع على الانترنت وتوعد فيها بالانتقام من الولايات المتحدة وحلفائها والمضي "على طريق الجهاد".
وبدا اعلان القاعدة التي وعدت بأن تنشر قريبا رسالة صوتية من بن لادن تأكيدا يسكت الشكوك التي اعرب عنها البعض في مقتل بن لادن اصلا.
وقالت القاعدة في بيان نشر على الانترنت ان دماء بن لادن "أثقل وأغلى عندنا وعند كل مسلم من أن تذهب سدى."
وقالت ان دماء بن لادن "ستبقى باذن الله تعالى لعنة تطارد الامريكان وعملاءهم وتلاحقهم خارج وداخل بلادهم.. وعما قريب -بعون الله- لتنقلبن أفراحهم أحزانا ولتختلطن دماؤهم بدموعهم."
وحث البيان الباكستانيين على أن "يهبوا ويثوروا لغسل هذا العار الذي ألحقه بهم شرذمة من الخونة واللصوص ممن باعوا كل شيء لاعداء الامة واستخفوا بمشاعر هذا الشعب الكريم المجاهد وأن ينتفضوا انتفاضة قوية عامة لتطهير بلادهم من رجس الامريكان الذين عاثوا فيها فسادا."
وقالت القاعدة في بيانها "وقد ابى الشيخ ان يرحل عن هذه الدنيا قبل ان يشارك امته الاسلامية افراحها بثوراتها التي انتفضت بها في وجه الظلم والظالمين وسجل لها رحمه الله كلمة صوتية قبل مقتله بأسبوع واحد ضمنها تهنئة ونصائح وتوجيهات سننشرها قريبا باذن الله."
واضافت القاعدة "اننا نحذر الامريكان من أي مساس بجثمان الشيخ رحمه الله أو تعرض بمعاملة غير لائقة له أو لاي أحد من عائلته الكرام حيهم وقتيلهم وأن تسلم الجثامين الى أهلها والا فان أية اساءة ستفتح عليكم أبوابا مضاعفة من الشر لا تلومون معها الا أنفسكم."
وكان مسؤولون امريكيون قد اعلنوا ان جثة بن لادن دفنت في البحر.
وتزايدت حدة الغضب والشك المتبادلين بين واشنطن واسلام اباد.
وقتلت طائرة امريكية بدون طيار 17 شخصا في شمال غرب باكستان على الرغم من تحذيرات الجيش الباكستاني من تزايد الهجمات الامريكية داخل الاراضي الباكستانية.
وخرج اسلاميون في الجنوب في مسيرات تتعهد بالرد على قتل "الشهيد" بن لادن. كما اصدرت طالبان الافغانية وشبان اسلاميون في اندونيسيا تهديدات مشابهة.
وقال مسؤول أمني باكستاني لرويترز ان احدى زوجات بن لادن وهي امل احمد عبد الفتاح أبلغت المحققين الباكستانيين أن زعيم تنظيم القاعدة واسرته كانوا يعيشون منذ خمس سنوات في المجمع الذي قتلته فيه القوات الامريكية هذا الاسبوع.
ولا بد ان هذه المعلومة ستزيد من شكوك الولايات المتحدة في ان السلطات الباكستانية اما تفتقر الى الكفاءة تماما أو انها لعبت لعبة مزدوجة في عملية القبض على بن لادن بينما توجد شراكة بين البلدين في الحرب ضد الاسلام العنيف.
وقال المسؤول الامني ان قوات الامن الباكستانية اعتقلت نحو 16 شخصا من المجمع بعدما أخذت القوات الامريكية جثمان بن لادن. واضاف ان بين المعتقلين زوجات بن لادن الثلاث وعدد من أبنائه.
وقال مسؤولون امريكيون ان المخابرات المركزية الامريكية قامت بمراقبة مخبأ بن لادن من بيت امن في بلدة ابوت اباد الباكستانية.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الامريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم ان البيت كان قاعدة عمليات لجمع معلومات مخابرات منذ اكتشاف مخبأ بن لادن في اغسطس اب الماضي.
وقال مسؤولون امريكيون لصحيفة نيويورك تايمز ان ملفات كبيوتر ووثائق عثر عليها في المجمع الذي كان يسكنه بن لادن تشير الى انه نظم لهجمات من هذا المكان لسنوات وانه ربما كان يخطط لهجمات على قطارات امريكية هذا العام.
واحرج العثور على بن لادن في بلدة عسكرية حيث لا يبعد المجمع الذي كان يسكنه كثيرا عن الاكاديمية العسكرية باكستان كما اغضبت العملية العسكرية السرية التي قامت بها قوات امريكية الجيش الباكستاني.
وفي أول تعليق له على الغارة هدد قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني يوم الخميس بوقف التعاون في مكافحة الارهاب مع امريكا اذا كررت الولايات المتحدة مثل هذه الهجمات.
ولم يتبين ما اذا كان هذه الهجمات تتضمن هجمات الطائرات بدون طيار كتلك التي تشنها القوات الامريكية بشكل معتاد ضد متشددين على طول الحدود بين باكستان وافغانستان.
واطلقت طائرات امريكية بدون طيار يوم الجمعة صواريخ على بيت في اقليم وزيرستان الشمالية مما اسفر عن مقتل 17 شخصا يشتبه في أنهم متشددون.
واتهم مسؤولون امنيون باكستانيون القوات الامريكية باطلاق النار بدم بارد على بن لادن بعد هبوطها بطائرة هليكوبتر بينما لم يكن مسلحا وليس خلال قتال كما قال مسؤولون امريكيون في البداية.
وقال مسؤول باكستاني رفيع المستوى لرويترز يوم الجمعة "لم نجد اي فوارغ لطلقات داخل البيت. لا شك ان اي طلقة لم تطلق من هناك."
وقال مسؤول امني اخر "اذا كان قد جرى تبادل لاطلاق النار بين وحدة سيلز التابعة للبحرية الامريكية واشخاص داخل المنزل فعليهم (الامريكيون) ان يثبتوا ذلك. لا بد وان لديهم تصويرا للعملية. يجب أن ينشروه."
وفي واشنطن قال اشخاص مطلعون على احدث ما اعلنته الحكومة الامريكة بشأن الهجوم الامريكي لرويترز يوم الخميس ان واحدا فقط من اربعة اهداف رئيسية قتلتها القوات الخاصة الامريكية شارك في اطلاق نار.
وكان المسؤولون الامريكيون قد تحدثوا في البداية عن وقوع معركة بالاسلحة النارية استمرت 40 دقيقة والقى البيت الابيض باللائمة في التضارب في المعلومات على "غبار الحرب".
دعا محققان معنيان بحقوق الانسان وتابعان للامم المتحدة الولايات المتحدة الى الكشف عن كل الحقائق "للسماح باجراء تقييم فيما يتعلق بالمعايير الدولية لحقوق الانسان."
وقال كريستوف هينز وهو مقرر الخاص بالامم المتحدة لعمليات الاعدام خارج نطاق القانون ومارتن شاينين المقرر الخاص لحماية حقوق الانسان خلال مكافحة الارهاب "سيكون من المهم على وجه الخصوص معرفة ما اذا كان التخطيط للمهمة سمح بالقيام بمحاولة لالقاء القبض على بن لادن."
ويبدو ان الامريكيين لا يشكون في مقتل بن لادن ورحب جمع من الناس يوم الخميس بالرئيس الامريكي باراك اوباما لدى زيارته لموقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين هدمتهما القاعدة في هجوم في 11 سبتمبر ايلول 2001 مما تسبب في مقتل نحو 3000 شخص.
لكن الكثيرين من الامريكيين يسألون كيف تمكن بن لادن من العيش لسنوات في بلدة مزدحمة فأفراد الجيش على بعد 50 كيلومترا من اسلام اباد.
واعترض اثنان من النواب الامريكيين على مليارات الدولارات التي تحصل عليها باكستان كمساعدات.
وفي سعي لاصلاح العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في روما يوم الخميس ان بلادها تود الحفاظ على تحالفها مع اسلام اباد.
وركز الخلاف بين الولايات المتحدة وباكستان على دور الجهاز الامني الاعلى في باكستان وهو جهاز المخابرات الداخلي. ونفى وزير الخارجية سلمان بشير تقديم القوات الباكستانية اي مساعدة للقاعدة.
وشن ناشطون في الدعوة لباكستان في واشنطن حملة مكثفة على الكونجرس ضد الاتهامات بأن اسلام اباد منحت المأوى لبن لادن.
من أوجستين انتوني