هذه قصيذة الشاعر الدكتور عبد الرحمان العشماوي في شأن الأحداث السورية
أبْشِــــرْ بِها يا شيْــــــخَنا إِعصارا == يرمي وجـوهَ الظالمينَ ، ونـــــاراَ
أَبْشِرْ بسيفِ قصـــــيدةٍ ممشُــــوقَةٍ == يلقى المُــــــــكابِرَ صارِماً بتَّــــارا
أرْسَلْتُـــها مــــــوَّارةً فـــــــــــتَّاكةً == والشِّعــرُ يقتُـــــلُ إنْ أتى مــــوَّارا
مازِلتُ منذ عرفتُ شــعْرَ طفولتي == أُلْقــــيهِ في وجهِ العــــدوِّ شَـــرارا
لا خيرَ في شعـــرٍ يُمالئُ ظــــالِماً == مُتـــــجَانِفاً عنْ دِينِـــــهِ غــــــدَّارا
أنَّى تعـــيشُ قصيدتي في لَحْنِــــها == مسرورةً و البغيُ يهـــــدِمُ دارَا ؟!
أنَّى أُرقِّصُــــــــها على أوْزانِــــها == وأنا أرى في سوريا الإنْــــذارا ؟!
وأرى دمشقَ الشامِ تخفِضُ رأسها == خجلاً ،وتدعو لربِّها اسْتِنْصَارا ؟!
وأرى اعتـــداءً صارِخاً في دَرْعةٍ == وأرى جنـوداً يُحْكِمونَ حِصارا ؟!
يَطَأونَ أعــــناق الرِّجــــــالِ إهانةً == وعلى المساجـــدِ يطلقونَ النَّــــارا
تخــــــتالُ دبَّابــــاتُهُمْ ، وكأنَّــــــها == تلقى العــدوَّ وجــــيشَهُ الجــــرَّارا
كانتْ مُخـــــبَّأةَ لتقــــتُلَ شعـــــبها == حِقــــداً عليه وتــهْتِــكَ الأســــتارا
بئــــسَ الجيــوشُ إذا غدتْ أُلْعوبةً == بيــدِ الطُّغاةِ ، وداســــتِ الأزهارا
أسَفي على الجيش الذي تَركَ العِدا == ومَضى يُحـارِبُ شَعـــبهُ استكبارا
جيشٌ على أشـلاءِ شعبٍ ، لم يزلْ == يخـــتالُ يطوي ليـــــلهُ وَنَـــــهَارا
عهـــدي بأنَّ الجيـشَ يحمي شعبَهُ == ويصُــــدُّ عنْ أوطانِهِ الأخــــطارا
لكنَّهُ في الشَّـــــامِ أصبــــحَ قاتـــلاً == يرْمي الصُّدُورَ العاريـــاتِ جِهَارا
أرأيتَ في الدنيــــــا نظاماً صالِحاً == للحُكْمِ ، يُلْـــــقِمُ شعبهُ الأحجارا ؟!
هي شـــامُنا ، لا سلَّــــــمَ اللهُ الذي == قطَعَ الطَّريقَ وحــــرَّكَ الإعصارا
وجَثَا علـــــيها مثلَ كابوسٍ جــــثَا == ليلاً على صَدْرِ الضَّعيفِ وجَـــارا
يا شيخُ يا عدنانُ ، هـــذي أحْرُفي == مثل الرَّصاصِ تُحاربُ الفجَّــــارا
إنِّي لأرســــلُ حَـــــرَّها وسَمُومَها == لتصُـــدَّ عن أخــــــيارِنا الأشرارا
وأزُفُّ أجـــملَ ما تصُوغُ حروفُها == للمصلحـــينَ خمـــــيلةً ونُضــــارا
هي نُصرَةُ المظـلومِ يُطْلبُ أجْرَها == عنــــــدَ الذي لا يخذُلُ الأنـــصارا
يا شيخنا يا قــــامِعَ البــــــدَعِ التي == أمسى مُـــروِّجُ وهــمِـــها يَتوارى
إنِّي لأبصِــــــرُ للعـــــدوِّ نهـــــايةً == سوداءَ ، تُنهي السُّـوقَ والسِّمسَارا
وتُعــــــيدُ أرْضَ الشَّامِ أرْضاً حُرَّةً == تستــــــقبل الفضلاءَ و الأخــــيارا
هي سُنَّة الرَّحمـــن تحـــــكمُ كوْنَهُ == أنْ لا يرى الباغُـــونَ إلاَّ العَــــارا
أبْشِــــرْ بنصْـــرٍ في شآمِكَ حـاسمٍ == يَشـفي الصُّـــدورَ ويُذُهِبُ الأكدارا
عبدالرحمن العشماوي الرياض الازدهار 27/5/1432هـ