سنة الكون جعلت الحياة كسباق التتابع , فالرسالة تسلم من جيل الى جيل. و عليه اذا حكمنا بضياع الجيل هذا فلا بد أن هناك اسباب أدت الى ذلك. و لن يكون هذا الفتى أو الفتاة اليانعة السبب فاللوم سيكون على من سبقوه, لأن النشأ يجارى في الهوى من سبقوه.
لسنا بصدد القاء اللوم على بعضنا و لكن من قال بأننا جيل ضائع. صحيح ان بعض الصفات و الخصال قد غييبت و باتت حبيسة حكايات الماضي. يقال ان هذا الجيل جيل مقاهي و ملاهي و عن دينه ساهي و لكن هل أوجدنا الجو الملائم و البديل المغري حتى نضمن بقاء ابنائنا هؤلاء الى جنبا.
اضافة لذلك هناك أمور و متغيرات طبيعي ان تحدث و ليس للجيل هذا يد فيه اأ و لغيره, فقيل ان الجيل جيل هرمونات و اتكالي. حتى و ان سلمنا بأنه كذلك فهذا لا ينفي أن يكون صانعا للمعجزات.
زمان كان دينار يكفي للعيش . نفسه الرجل الذي كان يعيش بدينار لا يستطيع اليوم شراء رغيف بذك الدينار فلماذا نلوم هذا و نسكت عن هذا رغم انه لا لوم على الطرفين.
أخيرا, ألاترى ان جيلا استطاع ان يواصل طريقه و سط الحروب و سط غلاء المعيشة و وسط المشاكل الاجتماعية أهل ان يحنى له. فقد جاء في الأثر ** ربوا أبناءكم لجيلهم فانهم قد خلقوا لجيل غير جيلكم**
فلندع سنة اللوم و سنة النحيب و لنساعد الجيل على بلوغ أعلى المراتب.
بدل أن تسبوا الظلام أوقدوا الشموع.
فعلم ما استطعت لعل جيلا *** سيأتي يحدث العجب العجابا