نســـاء بشـــــوارب
أولاً عذراً من كل النساء على هذا العنوان الذي إخترته وهو بعيد كل البعد عن محتوى هذا المقاللأنه لا يخصهم أبداً لا من ناحية المضمون ولا الهدف وإنما هو موجه لبعض أصناف الرجال ..
فهناك صفات معينة يجب أن تتوفر في الرجل لكي يتصف بصفة الرجولة ونحن كثيراً ما نسمع بعض الأشخاص يقولون عن شخص ما بأنه رجل بكل معنى الكلمة وهذه الجملة متداولة في مجتمعاتنا وواقعنا اليومي الذي نعيشه ولكن هل أطلقوا عليه هذه الصفة لوجود شوارب أو لحية على وجهه أم لآنه طويل القامة وعريض الكتفين ومفتول العضلات ..
وأنا برأيي أن السبب لا يتعلق ولا بأية صفة من الصفات السابقة التي ذكرتها مع أن بعض الناس يحكمون على رجولة بعض الرجال من هذه الصفات فقط وذلك في بداية معرفتهم بهم أو عندما يشاهدوهم للمرة الأولى فقط إلا أنهم عندما تتعمق معرفتهم بهم ويختبروهم في بعض المواقف تتغير نظرتهم بهم تماماً ويتعجبون من صفات الرجولة الخارجية التي يمتلكونها والتي لا تشبههم من الداخل أبداً وكم من مرةٍ شاهدت نظرات الإستغراب في عيون الناس إتجاه هذا النوع من الرجال ..
فالرجل في علمه وعمله وقوله وفعله وليس في جبروته على المرأة لتكون عبدة له أو إستغلاله للضعيف ليكون فريسة سهلة له أو غضبه على الناس في الوقت المطلوب منه الحلم في التعامل معهم وليس في الكذب لتحقيق مآرب دنيئة على حساب شرفه وعرضه وكرامته وسمعة كل شخص قريب
منه ومرتبط به إن كان زوجته أو أهله ورفاقه ولا تكون الرجولة في النفاق والظهور بوجهين والإحتيال على الناس ومحاولة زرع الثقة بهم من أجل الوصول لهدفٍ خسيس ليس فيه أية مصلحة إلا لنفسه والتفوه بكلامٍ بذئ ومؤذٍ للسمع من أجل لفت النظر إليه في أحد الأماكن ..
لأن الناس في الماضي تعودوا على أن الرجل عندما يتوعد بكلامه يفي بوعده لأن كلامه كان ثقة وعهد وليس بحاجة لعقد وشهود ومحكمة حتى يثبت كلامه وينفذه كما يحدث الآن لأن هذه الأيام حتى المحاكم لم تعد تنفع وأصبحت نزهة بالنسبة لبعض الرجال للتهرب من وعودهم وتعهداتهم
وحتى لو مسكوا شواربهم وحلفوا بها فهم كمن يحلف على شباشيل الدرة مع أن الدرة نأكلها إلا أن هذا النوع من الرجال لا يؤكل على جوع ولا يشرب حتى مع المياه العكرة ..
وحالياً نرى كثيراً من هؤلاء الرجال يعملون في مجال السياسة ويتباهون بشواربهم العريضة في المنظر والملمس لأن المضحك في الموضوع بأنهم يتلمسون شواربهم عندما يتكلمون وكأنهم يريدون أن يلفتوا نظرنا عنهم وعن نواياهم الدنيئة حتى ننظر لشواربهم التي أصبحت بريئة منهم
ومن أفعالهم ولو أنها تتكلم لتكلمت وأعلنت براءتها ومللها من أصحابها الضعفاء والجبناء ..
فهم يتآمرون على الشعوب ويدبرون المكائد ويتخذون القرارات من وراء كراسيهم التي تحتويهم وليسوا هم من يحتووها وترى كل واحدٍ منهم ديكاً على مزبلته حتى أصبحوا ديوكاً على مزبلة واحدة والتي كانت في أحد الأيام تجمعهم حتى أصبحت سبباً رئيسياً لتفرقتهم وزعزعة أوطانهم فهم كانوا ولا يزالوا أنصاف رجال بل والله هم الآن لا يستحقوا أن يوصفوا حتى بالرجال سلمت أيها الوطن الغالي
وسلم شعبك وقائدك إلى الأبد ودمتم بخير أيها الكتاب والقراء الكرام
بقلم : عهد ابراهيم
منقول أخوكم
medabdoula