لا
بأس أن نتذكر ونحن في يوم الفرح من منع لذة الفرح وجاءه العيد وهو في حال
سيئة ، مثل ما حدث مع المعتمد بن عباد الذي كان ملكا من ملوك غرناطة يرفل
في ثوبه البهيج ويتنعم إلى أن جاء من حبسه وأذله وأدخله السجن ففقد النعمة
التي كان فيها وجاءته بناته يوم العيد ليزرنه في السجن فقال متأسفا متذكرا
قصيدته هاته :
المعتمد بن عباد
فيما مضى كنت بالأعيـاد مسـرورا ...... اوكــــان عــيــدك بـالـلــذات مـعـمــورا
وكـنـت تحـسـب أن العـيـد مـسـعـدةٌ ...... فساءك العيـد فـي أغمـات مأسـورا
تــرى بنـاتـك فــي الأطـمـار جـائـعـةً ...... فـي لبسهـنّ رأيـت الفـقـر مسـطـورا
مـعـاشـهـنّ بـعـيــد الــعـــزّ مـمـتـهــنٌ ..... يغـزلـن للـنـاس لا يمـلـكـن قطـمـيـرا
بـــرزن نـحــوك للتـسـلـيـم خـاشـعــةً ....... عـيـونـهـنّ فــعــاد الـقــلــب مــوتـــورا
قـد أُغمضـت بعـد أن كـانـت مفـتّـرةً........أبــصــارهــنّ حــســيــراتٍ مـكــاســيــرا
يطـأن فـي الطـيـن والأقــدام حافـيـةً .....تشـكـو فــراق حــذاءٍ كـــان مـوفــورا
قــد لـوّثـت بـيـد الأقـــذاء واتـسـخـت ....... كـأنـهـا لـــم تـطــأ مـسـكــاً وكــافــورا
لا خــدّ إلا ويشـكـو الـجـدب ظـاهـره ........ وقـبـل كــان بـمــاء الـــورد مـغـمـورا
لـكـنـه بـسـيــول الــحــزن مُـخـتــرقٌ ..... ولـيـس إلا مــع الأنـفـاس مـمـطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُـه ....... ولست يا عيـدُ منـي اليـوم معـذورا
وكـنـت تحـسـب أن الفـطـر مُبتَـهَـجٌ ......فــعـــاد فــطـــرك لــلأكــبــاد تـفـطــيــرا
قــد كــان دهــرك إن تـأمـره ممـتـثـلاً .....لـمـا أمــرت وكـــان الـفـعـلُ مـبــرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ ......فـــــردّك الــدهـــر مـنـهـيــاً ومــأمـــورا
من بـات بعـدك فـي ملـكٍ يسـرّ بـه .......أو بـــات يـهـنـأ بـالـلـذات مــســرورا
ولم تعظه عـوادي الدهـر إذ وقعـت .........فإنـمـا بــات فــي الأحـــلام مـغــرورا