الروح الوطنية، يجب أن نتحلى بتطبيقها إلى جانب شعورنا بها

السلام عليكم

أعجبني عنوان الموضوع بالإضافــــة إلى مضمونه فلقد لمست يا أخي عين الحقيقة

سأطـــــرح سؤالا: هل نملك روحا وطنية ؟

الجواب ليس سهلا ، خصوصا نحن الجزائريون لأننا سنجد متناقضات يصعب فهمها

لو تصفحنا كتابات شوارعنا سنجدها مليئة بالسب و الشتم و تبجيل باريس و لندن و برشلونة و التحريض على الهجرة و في أحسن الأحوال دعايات لحب مشكوك بين قيس و ليلى ، و لو سألنا الشباب لتهافتوا لذكر مشاكلهم و معاناتهم مع البطالة و الانحراف إلى درجة أن البعض منهم يفضل "الحرقــة" إلى ما وراء المتوسط و يعمل ماسح أحذية من أن يعيش فوق أرض الجزائر!

ليس هذا و حسب ، بل هناك فئة تعلنها صراحة و تقولها بصوت جهوري عال: فلتذهب الجزائر إلى الجحيم لأن الجزائر حسبهم تأخذ منهم فقط و لا تعطي لهم شيئا حتى أدنى مقومات العيش الكريم ، فتجدهم للأسف يتفننون في الحط من قيمة بلدهم و يحرقون العلم الوطني و يسبون رموز بلدهم

مـــا أحلمك يا جزائـــــــر ... يفعلون بكِ كل هذا و أنتِ تمنحينهم الماء الذي يشربون و الهواء الذي يتنفسون و الطعام الذي يأكلون

نعم ، الجزائر حليمة صبورة على أبنائها لأنها تدرك أن المقصود بالشتم ليست هي ، بل شرذمة من المسؤولين الذين تنصلوا من واجباتهم و راحوا يخدمون مصالحهم الشخصية مستعملين كل أنواع التبرج السياسي من فساد و رشوة و محاباة و انحياز و تهميش و القائمة طويلة

لنعد بالزمـــن إلى الوراء قليلا ، تحديدا قبل سنتين و ما فعله جلد منفوخ ينط هنا و هناك بالروح الوطنية ، لقد ارتفعت الروح الوطنية إلى أعلى مستوياتها لدى كل الجزائريين و شعروا بالفخر لأنهم جزائريون فلم نسمع بـحرق علم وطني أو هجرة سرية أو قذف شهداء أو ما شابه لمدة طويلة ، بل كل الناس يعشقون الجزائر حتى النخاع حتى السكارى منهم و المنحرفون بل حتى الذين كانوا يسبونها من قبل

إذن فالروح الوطنية كالإيمان للمسلم ، تزيد و تنقص و لكن لا تنعدم ، فلنعمل على تقويتها ليس برفع العلم الوطني يوميا في المدارس فقط و لكن باستشعار قيمة هذا العلم و ما يمثله من دماء زاكية روت بها أرض الشهداء ليرفرف هذا العلم عاليا في السماء ، و لو بجلد منفوخ .. !!