وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
جميل أن يقرأ الإنسان نفسه، وأن يتصارح معها بصوت عال، وأن يتصارع بين نزوات نفسه وما فرضه الله تعالى عليه، ليصل إلى رضا الله تعالى.
وحين تنازعنا أنفسنا لفعل شيء محرم، فلنتحاور معها، ولنكلمها:
* ما الذي يعود علي من نزع الحجاب مثلا؟
* ما الفوائد من هذا العمل؟
* وما الأضرار التي يترتب عليها؟ وأيهما أشد منهما؟
* وهل يمكن تحقيق الفائدة بصورة مغايرة عن نزع الحجاب؟
إن الاستشعار بالجمال شيء فطري في كل إنسان، وخاصة في المرأة، لكن ليس شرطا أن يكون بخلع الحجاب ولبس الملابس الضيقة، يمكن أن نغذي الإحساس الفطري بشراء ملابس معاصرة تفي بالغرض، على أن تكون ساترة غير شفافة، غير لافتة للأنظار، فهي تحقق الاتساق النفسي بين الإنسان وروحه، وهي في ذات الوقت تلتزم أوامر الله.
فإن غلبت علينا أنفسنا، فنحن أمام أمرين: إما أن نقدم أمر الله، أو نقدم أمر أنفسنا؟
وليتخير المرء لنفسه... هل الله أحب إلي من نفسي؟ فإن كان كذلك قدمت أمره على أمر نفسي، امتثالا لأمر الله، كما قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}، فإن غالبته نفسه طرحها جانبا، ومضى في سبيل الله.
فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
وتغليب أمر الله تعالى هو في ذاته حب للنفس؛ لأن النفس إن كانت ستؤدي بنا للمهالك فلحبنا أنفسنا نحفظها من كل هالك.
وما أمتع أن يمر المرء بمجاهدة نفسه، وأن ينظر للشيء الذي يحبه، ولكنه يتركه لله رب العالمين، فإن الله تعالى سيفيض عليه بفواتح من عنده، فيجعل له نفسه طيعة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، ويحبب إليه الإيمان ويزينه في قلبه، ويكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ويجعله من الراشدين.
أما من اتبع نفسه وهواه، فإن الله تعالى يكله إلى نفسه، فيهلك مع الهالكين.
فجاهدي نفسك أختي الفاضلة، واعلمي أن ما عند الله خير مما عند نفسك، فإنا لله خلقنا، وإنا راجعون إليه ليحاسبنا على أعمالنا، حفظكِ الله ورعاكِ.
وتضيف الأستاذة وسام كمال:
الأخت الصادقة مي،
بالفعل تؤثر حرارة الصيف على المحجبة، وتضايقها؛ لأنها ليست في رفاهية التخفف من مساحة القماش الذي تضعه على جسدها، مثل الرجل والمتبرجات..
ولكن هناك ميزة إضافية للمحجبة، تتمثل في حفاظها على لونها من اسمرار وبقع الشمس، الذي تنفق عليه المتبرجات لشراء "كريمات" ومستحضرات تجميل واقية من أشعة الشمس، و"ماسكات" تفتيح للجسم.
وها أنتِ لن تتأثرين بالشمس، إذا كنا نتحدث عن السلبيات والإيجابيات للجسد.. فكل ما يتأثر فيكِ هو الوجه والكفين، إذا ما كنتِ كاشفة للوجه، وتنعمين بلونك بلا تأثير إذا كنتِ من المتبعات لسنة النقاب.. وأعلم يقيناً أنت كل بنات حواء يعشقن الحفاظ على جمالهن..
وأشارككِ الإحساس بضيق من ارتداء الحجاب والملابس الطويلة ذات الأكمام في الصيف، والنزول إلى الجامعة أو العمل، فهذا أمر شاق.
الدين سيدتي حمل كبير، ومسئولية يجب أن نكون قدرها: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا}، والأمانة هي "الطاعة" كما أوضح بن عباس في تفسير بن كثير للآية الكريمة.
وفي حر الصيف، يمكنك أن تواجهي الضيق ووساوس التخلي عن الحجاب بقراءة الاستشارة التالية:لماذا الحجاب؟.. حاربوا الشيطان معي
وأقترح عليك بعض الأفكار للتغلب عن حرارة الصيف:
احرصي على ارتداء الملابس القطنية، وعدم ارتداء "إيشارب" أو خمار من الألياف الحريرية أو الصناعية التي ترفع من درجة حرارة الجسم، ولا تمتص العرق.
حاولي أخذ "دش" قبل الخروج، حتى يشعرك بالانتعاش طوال اليوم.
يمكنك استخدام شمسية عند المشي، و"مروحة" يد نسائية، و"المكيف" أو"المروحة الكهربائية" في أثناء المكوث بالمكتب.
في أثناء الوضوء في الصلوات، احرصي على خلع الحجاب والاستفاضة في الوضوء، وترطيب الجسم بالماء البارد، وربما تسريح شعرك بمشط صغير في حقيبتك، ليتخلله الهواء، ولا تفسد رائحته، وتنشطي الدم في فروة رأسك.
استخدمي مزيل للرائحة "بدون رائحة نفاذة" حتى لا يتسبب العرق في رائحة تضايقك طيلة اليوم.
بدلي كل يوم ملابسك وحجابك؛ لأن الملابس تتلوث بالعرق والهواء والحر سريعاً في الصيف.
أختي الكريمة..
أذكركِ وأذكر نفسي، وكل فتاة مؤمنة بالله ورسوله، بأننا أمام خيارين: رضا الله، أهواء أنفسنا، وستتحدد مصائرنا وفق اختياراتنا.
ثبتنا الله على دينه، ووفقنا لرضاه..