... هؤلاء يَحِنَّونَ للشيطان أثناء غيابه في رمضان

... هؤلاء يَحِنُّونَ للشيطان أثناء غيابه في رمضان

- لا يختلف اثنان على أن شهر رمضان فرصة لتهذيب النفس و تقويم السلوك و تغيير المنهج الذي يسير عليه الإنسان إن كان معوجاً، لكنه بالنسبة لبعض الغافلين عقبة اتجاه استمتاعهم بما كانوا يتمتعون به من لذات و شهوات مخالفة للشرع، و هم ـ حتى في الشهر الفضيل ـ لا ينقطعون عن الأعمال المنحرفة التي كانوا يداومون على فعلها، فإن استحيوا من فعل ذلك في النهار تقديراً لحرمة الصيام عمدوا لذلك في الليل و استدركوا حق النهار ففعلوا مما يغضب الرب الشيء الكثير.

- لو قمنا بجولة تفقدية في شوارعنا أثناء ليالي رمضان لرأينا ما لا تسرنا رؤيته، بإحدى الأماكن تجد شلة من الشباب الذين جلسوا يتسامرون و في يد كل واحد منهم سيجارة يفتح بها رأسه بعد أن عانى من أوجاعه طيلة النهار، عفوا فالسيجارة هي ما سيقع عليه نظرك لكن الحقيقة أنهم يدخنون السيجارة تلو الأخرى حتى تجد أحدهم قد أكمل علبة كاملة قبل وقت السحور و هو لم يكن يدخن سوى نصف العلبة أو ربعها قبل دخول شهر رمضان؛ نسير باتجاه إحدى مقاهي المدينة لنطلعك على المصيبة، كل الطاولات ممتلئة ـ قبل أداء صلاة العشاء ـ و هنالك من هو واقف يترقب نهوض من أعياه الجلوس ليأخذ مكانه من أجل حكايات (القيل و القال) فتجد أفراد الطاولة يتجابذون أطراف حديث تافه لا يمت للفائدة بصلة، بل ويمتزج ذلك بالكلام البذيء و السب و الشتم أحياناً غير محترمين مكانة الشهر الذي حل عليهم ضيفاً، فتنتهي جلستهم بالقول الزور و الغيبة و النميمة؛ و إن كانت حالة المقاهي يرثى لها فهنالك ما هو أرثى من ذلك حالاً، إنهم المتصيدون للجنس اللطيف، شباب اشعلت فيهم الشهوة نار الشوق لمعاكسة الفتيات و النساء أثناء تجولهن أو تسوقهن، فلا تكاد تمر شابة ـ حتى و إن كانت محجبة ـ بالقرب من لمَّة شبابية في إحدى الشوارع أو أمام إحدى المحلات إلا و تجد النظرات الثاقبة قد وجهت إليها من كل حدب و صوب بغرض الفحص الشامل للباسها و طريقة مشيها و جسدها، بل قد تصل حماسة أحدهم إلى التفوه بكلمات مشفرة يستهدف بها استجابة لرغباته الدنيئة؛ لنترك هذا المشهد المؤسف من أجل التأمل في آخر ليس بمختلف عنه كثيراً، إنه مشهد الأشخاص الذين يستمتعون بالاستفادة من عروض متعامل الهاتف النقال، فقد وجدوا ضالتهم بتخفيضات كانوا باتظارها و في وقت مثالي بالنسبة لهم، ابتداءاً من الساعة 00:00 ليلاً تبدأ اتصالات الحب، الشوق و الغرام من الحبيب لحبيبته دون أن يضيعا ثانية واحدة من " هدرة الباطل " فهي حقا فعل باطل ما دام محتواه كلام حرام بين شخصين لم يجمع الله بينهما كزوجين أو يخلقهما كأخوين، إنما شخصان غريبان عن بعضهما يقضيان يومياً الساعات الطوال في الليل يتحدثان دون رقابة من الأهل في مواضيع " بغيني نبغيك يا اللي عمري هديتو ليك " و لا يوقف حديثها شيء سوى إعلان المؤذن عن اقتراب موعد الإمساك؛ و بعيداً عن المهووسين بالكلام في الهاتف، سآخذك لترى حال الذين لا يهتمون بالصلاة في وقتها و ربما لا يصلونها إطلاقاً، أشخاص جعلوا من شاشات التلفزيون و مواقع الإنترنت قرابين تقربهم إلى الله زلفى، فما إن يعلن المؤذن عن وقت الإفطار إلا و تجدهم يهرعون لصلاة المغرب شكراً لله على إطعامهم و سقيهم، و من ثم يقطعون صلتهم به إلى صلاة المغرب لليوم الموالي، أما ما بين المغرب و المغرب فيذهب في السفر من قناة إلى أخرى بحثاً عن مسلسل أو فيديو كليب يمتعون به أنظارهم، أو الإبحار عبر النت من موقع لآخر من أجل اللعب و اللهو و التعرف على أشخاص جدد من (الجنس الآخر) و الدردشة معهم بحجة " رانا نفوتو الوقت " بينما تمر أوقات الصلوات وهم إما منبطحين على بطونهم أمام التلفاز أو جالسين أمام الكمبيوتر، و كأن الوقت " ولى شايط عليهم " حتى يبحثوا عما يضيعوا فيه شيئاً منه.
هؤلاء هم نماذج من الذين يَحِنُّونَ إلى الشيطان أثناء غيابه في رمضان، كيف لا و هو الموجه و المرشد لهم في الخفاء و فوق ذلك هو قدوتهم في كل ما يقومون به، إلا أن الشيطان لم يكن يوما يَحِنُّ إليهم فهدفه الأول و الأخير ألا يدخل لجنهم منفرداً ، و لم يكن هدفه يوماً استمالة قلوب بعضنا أو دفعهم إلى حبِّه، لكن " يا سعد الشيطان "، كان يريد من يدخل معه لنار السعير، فإذا به وجد من يحبه و يَحِنُّ إليه حتى في أحبِّ الأشهر إلى الله العلي القدير !!!

ما جاء على بالي في شهر رمضان، فعبرت عنه بطريقتي ...

كلام في الصميم اخي عبد الرحمن

" بغيني نبغيك يا اللي عمري هديتو ليك "

نقول له اهدي عمرك للخالق قبل ان تهديه للمخلوق

وهيهيات لمن لم يرقب الله الله ويغتنم الفرصة لتهذيب النفس واستقامتها على كل ما يقربها الى الله زولفى

نسالك اللهم اهدينا الى حسن الثواب

حقا اخي الكريم انه تعبير وافي وشامل عن ظاهرة اصبحت في مجتمعنا بعدما كان يضرب به المثل في المحافظة والتشبع بالقيم الدينية فما عسانا ان نقول الا
بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الله لايغيروا ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم ) شكرا اخي على

الموضوع القيم

ع.الهادي كتب:: كلام في الصميم اخي عبد الرحمن

" بغيني نبغيك يا اللي عمري هديتو ليك "

نقول له اهدي عمرك للخالق قبل ان تهديه للمخلوق

وهيهيات لمن لم يرقب الله الله ويغتنم الفرصة لتهذيب النفس واستقامتها على كل ما يقربها الى الله زولفى

نسالك اللهم اهدينا الى حسن الثواب

شكراً على ردك القيم، فقد نورت موضوعي بمرورك أخي ع.الهادي

مبراك كتب:: حقا اخي الكريم انه تعبير وافي وشامل عن ظاهرة اصبحت في مجتمعنا بعدما كان يضرب به المثل في المحافظة والتشبع بالقيم الدينية فما عسانا ان نقول الا
بسم الله الرحمن الرحيم ( ان الله لايغيروا ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم ) شكرا اخي على
الموضوع القيم

ردك هو كذلك قيم أخي مبراك

جزاك الله خيراً على المرور العطر

السلام عليكم

لقد صورتَ مشاهد من الواقع و إني لأدرك تماما أنّ الواقع أمـرّ و أسوأ من الذي ذكرتَ
رمضان هو شهر ليميز فيه الله الخبيث من الطيب، فتجد التائب في واد و المصر على الخطيئة في واد آخر، و كأني بحال الناس أشبه بالحصى التي تمر من الغربال، فمن كانت ثقيلة بالصالحات بقيت و من خفت موازينها هوت، و إني لا أدري أمجاهرة بالمعصية ما يفعلونه أم انتقاص من حرمة شهر رمضان.

في رمضان تغلق أبواب جهنم و لكن يبدو أن البعض مستاؤون لذلك، و فيه تفتح أبواب الجنان و ما أكثر الطامعين في رضى الله، فالمساجد تمتلئ عن الآخر و القرآن يختم كذلك و لمن يصول و يجول ليلا سيرى المتناقضات بين هذا المجتمع

عموما نسأل الله الهداية لنا و لهم و لكل المسلمين
بوركت على الموضوع

كل كلمة أوجملة قلتها يا اخي إلا ولها تطبيق فعليا على أرض الواقع ,صدقت في كل ماقلت

في وقت الذي حبس الله فيه الشياطين يكونون قومآ سببآ في البحث عنه بى يتعدى ذالك إلى انتحال شخصيته

ان لزم الامر...هؤلاء يسعون جاهدآ لإشباع رغباتهم أو ملئ اوقاتهم غير مبالين بحرمة الشهر الفضيل

في حين ان آخرون يستغلونه حسن استغلال .....إنه القطار سوف يمر من ركب فقد نجا ومن لم يركب سينتظر

في المحطة طمعآ في قطار جديد فإما ان يدركه مرة أخرى وينقذ نفسه وإما أن تدركه الموت قبل القطار

على تلك الحالة والعياذ بالله.

شكرآ أخي دحمان فقد وفقت أيما توفق في تصوير الوضع بالنسبة لهؤلاء الاشخاص في شهر الرحمة

اللهم اهدينا وصلح أحوالنا

keddi1990 كتب:: السلام عليكم

لقد صورتَ مشاهد من الواقع و إني لأدرك تماما أنّ الواقع أمـرّ و أسوأ من الذي ذكرتَ
رمضان هو شهر ليميز فيه الله الخبيث من الطيب، فتجد التائب في واد و المصر على الخطيئة في واد آخر، و كأني بحال الناس أشبه بالحصى التي تمر من الغربال، فمن كانت ثقيلة بالصالحات بقيت و من خفت موازينها هوت، و إني لا أدري أمجاهرة بالمعصية ما يفعلونه أم انتقاص من حرمة شهر رمضان.

في رمضان تغلق أبواب جهنم و لكن يبدو أن البعض مستاؤون لذلك، و فيه تفتح أبواب الجنان و ما أكثر الطامعين في رضى الله، فالمساجد تمتلئ عن الآخر و القرآن يختم كذلك و لمن يصول و يجول ليلا سيرى المتناقضات بين هذا المجتمع

عموما نسأل الله الهداية لنا و لهم و لكل المسلمين
بوركت على الموضوع

شكراً على ردك القيم أخي keddi1990، إضافتك مكملة عزيزي لما جاء في الموضوع

متميز كعادتك ـ بمواضيعك و ردودك ـ ربي ينورك king

youcef bouhasi كتب:: كل كلمة أوجملة قلتها يا اخي إلا ولها تطبيق فعليا على أرض الواقع ,صدقت في كل ماقلت

في وقت الذي حبس الله فيه الشياطين يكونون قومآ سببآ في البحث عنه بى يتعدى ذالك إلى انتحال شخصيته

ان لزم الامر...هؤلاء يسعون جاهدآ لإشباع رغباتهم أو ملئ اوقاتهم غير مبالين بحرمة الشهر الفضيل

في حين ان آخرون يستغلونه حسن استغلال .....إنه القطار سوف يمر من ركب فقد نجا ومن لم يركب سينتظر

في المحطة طمعآ في قطار جديد فإما ان يدركه مرة أخرى وينقذ نفسه وإما أن تدركه الموت قبل القطار

على تلك الحالة والعياذ بالله.

شكرآ أخي دحمان فقد وفقت أيما توفق في تصوير الوضع بالنسبة لهؤلاء الاشخاص في شهر الرحمة

اللهم اهدينا وصلح أحوالنا

الله يبارك أخي youcef bouhasi، ردك كان قيما جدا

مرورك أبهجني

» هل سيتمكن هؤلاء من الصوم ؟
» ما ذنب هؤلاء الأبرياء في هذه المأساة؟
» بمناسبة شهر رمضان إليكم إمساكية رمضان
» هؤلاء هم أصناف الأعضاء في المنتدى ...
» أضرار الأكل أثناء الغضب !!