كـَ هذه التائهة بين حدود الثـلج
وجهنميّةٍ لاتلفَحُ ســوى الحناجر ..
أقفُ حتى تنتهي كلُّ السُبُل حطاماً
بعرض حائطٍ ملّته حتى عوامل التعرية ..
فاستحالت له الستر .. والدفء .. والحدود ..!
... فكانت هيَ أكثر الظـواهر الطبيعيّة جبروتاً .. وزلزلةً ..
وبركانيّـةً ذاتَ حِمَم .. اسـتوي على فوهة .. وأراني أعتلي قِمَماً ..
... القَلَقْ
كانَ متمثّلاً في يَبَـاسٍ وعطش .. يتحسّسُ البلل ويقسمُ عليه ..
وكُلُّ مانراه .. أو يُخيّلُ لنا بأننا نراه ..
لاشـئ سوى السـراب ..
وتلك الصخرة ترقصُ في منتصفه ..!
من بيتِ العنكبــوت
وكلُّ خيطٍ منها بَلَلَ ...! ولكليهمـا متاهات ..
للبيتِ .. ولأمــواج المياة ..
فبريق الماء لا يكفي كي يتبيّنَ
كلُّ خيطٍ من نقيضه ..!
فمـازالنا جميعاً نعيشُ السَّحـَر .!
كم من ذرة رَمـلٍ ..
وقطرة ماء
تعانقَت أرواحهم هُنالكِ حيثُ لاسـماء سوى السماء ..
وهم لأرواحهم رواسيَ .. وأرضاً مددها الخالقُ ليفترشها
الطُهرُ والحب .. في غفلةٍ من جُثثٍ لاتجيدُ
سوى السيرَ في أعقاب المطر ..!
... كم
غصـناً أدنى الجذعِ إنكسَـر .؟!
وكم هيَ الأوراق العالقة بكلِّ غصنٍ هَـوَى ..؟!
... رُبما
كانَ لفأسٍ لاتمتلك غير قلبٍ من حدٍّ قاطعٍ
لاتملكُ القاماتُ أمامه صموداً .. ولا جهوداً ...
... فتبدأ في تنفيذِ
كلِّ مشاريعِ الموتِ المناطةِ بها ...!
... إهتزت الأرضُ
وتشقّقت أقدامنا .. من بين أيدينا ..
ومن خلفنا ...! وهكذا هي الحيـاة .. عواملُ تعريةٍ
لا تجدُ ماتقومُ بتعـريته ...! فجميع الفراغات
التي من الممكن أن تسلكها الريح ..
أو المطر ..
أو حتى الرمل ..
... كل تلك الفراغــات عارية .!
أيّامنا معارض ...
تشكيليّة ونحنُ لوحاتٌ زيتيّة فتحترق ..
أو فحمٌ مصـيره فتات وربما غبارٌ أسـود ..!
المسافـات ...
الطويلة ، والليل ، والموت
أفضـل الطرق لإخفاء
التجاعيد ..
والتشوهّات ..
والســـوَاد ..!